عقدت منظمة المرأة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD في أوروبا، أمس الأحد 10 آذار، مؤتمرها السنوي على مستوى أوروبا في مدينة دورتموند الألمانية بمشاركة أكثر من مئة عضوة، وبحضور عشرات المنظمات النسوية الكردستانية والألمانية.
البداية والبنية الفكرية، الأيديولوجية، للمؤتمر
بدأ المؤتمر أعماله بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ومن ثم انطلقت أعمال المؤتمر بتشكيل ديوان من 5 عضوات لادارة المؤتمر وتسيير جدول أعماله الذي كان غنياً، لما للمرحلة من حساسية كبيرة، ولما للمرأة من دور ريادي في هذه المرحلة التاريخية التي يمر بها شعبنا.
وعقد هذا المؤتمر تحت شعار” المرأة المنظمة هي الضمانة لمقاومة العصر”، وهذا الشعار حمل معه مسؤولية كبيرة وواسعة لأجندة المؤتمر، وجعل منه منبراً للنقاشات الفكرية والأيديولوجية التي تحمل الهم النسوي ومفردات تحرر المرأة فكرياً وجنسوياً، وتضعها على قدم المساواة مع الرجل في المراحل التي يقود فيها المجتع الكردي ثورته السياسية القائمة أصلاً على تحرر المرأة وقيادتها للثورة والمجتمع بالتساوي مع الرجل، حيث لعبت المرأة الـ” روج آفايية” حقاً الدور الطليعي الذي يخولها لتصبح نموذجاً للمرأة في العالم، وذلك على كافة الصعد الاجتماعية والسياسية والعسكرية من خلال شخصية المقاتلة البطلة في وحدات حماية المرأة.
كذلك حمل المؤتمر الى جانب حرية المرأة وقيادتها للمجتمع، قدرة المرأة على تطوير منظومة دفاعية قادرة على حماية حرية المرأة ومكتسباتها أيضاً، وكل ما سبق ألقى الضوء على المنبع الفكري الأساسي الذي اعتمدته المرأة في روج آفا لبناء ثورتها “النموذج” لكل العالم، وهي فكر وفلسفة قائد الشعب الكردي عبدالله أوج آلان، وهذه الأسس الفكرية هي الحوامل الحقيقية التي رفعت المرأة لتتبوأ مكانتها الطبيعية التي برهنتها النظرية الايكولوجية في المجتمع والمستمدة من فكر القائد آبو، والتي تجلت في أبهى صورها في مقاومة ليلى كوفن حتى أصبحت دافعاً للمرأة عموماً للسير على خطى مقاومتها.
الضيوف والمنظمات وفحوى كلماتهم
حضر المؤتمر باقة كبيرة من الشخصيات والمنظمات النسوية الفاعلة في أوروبا، وكان من بين المنظمات التي حضرت المؤتمر:
ـ حركة المرأة الكردستانية في أوروبا.
ـ حركة المجتمع الديمقراطي الكردستاني في أوروبا KCDK- E
ـ مؤسسة المرأة الروج آفايية في أوروبا.
ـ وقف المرأة الحرة في أوروبا.
ـ أكاديمية أوتا أمارة.
ـ مؤسسة جيني العالمية لدبلوماسية المرأة.
ـ مؤسسة أخوة مدينتي عفرين وأولدنبرغ.
ـ لجنة دعم عفرين الألمانية .
ـ لجنة جينولوجي الألمانية.
وتم القاء الكلمات من كل المؤسسات والمنظمات التي حضرت المؤتمر، والتي بدأتها حركة المرأة الكردستانية في أوروبا، وأجمعت الكلمات على مباركة المؤتمر، هذا وأكدت الكلمات دعمهما لحركة المرأة الكردية في روج آفا و معبرين عن إعجابهم بحركة المرأة الكردية و نجاحاتها، من حيث التنظيم و القيادة و مكانتها في الثورة، حيث أصبحت عنواناً للحرية في كل أنحاء العالم كما وركزت على النموذج العالمي الذي أصبحت عليه المرأة الكردية كـ موديل ومثال يحتذى به في أوروبا والعالم، والتي أضحت معها شخصية المرأة الكردية المقاتلة بروج آفا في صفوف وحدات حماية المرأة الرمز وايقونة الحرية التي تتخذها المرأة في أوروبا شعاراً ونموذجاً يحتذى به.
التقارير والنقاشات ونتائج المؤتمر
استمرت أعمال المؤتمر بقراءة التقارير السياسية والتنظيمية والنقاش حولها، ومن التقارير التي تم الوقوف عليها باستفاضة تقرير مجلس المرأة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD السنوي، وكان تقريراً شاملاً تناول وضع المرأة اجتماعياً وثقافياً وسياسياً وعسكرياً، كما تناولت حركة المرأة للحزب في المناحي السياسية و التنظيمية و الإعلامية و الدبلوماسية.
فتح بعدها باب النقاشات أمام العضوات لتقييم المرحلة، وايجاد سبل لتطوير العمل التنظيمي والسياسي والدبلوماسي، كما وتناولت النقاشات الوضع السياسي الراهن في روج آفا والانتصارات المتحققة على الأرض في هزيمة أعتى تنظيم ارهابي في العالم ” داعش” والذي لعبت فيه المرأة الكردية دوراً بطولياً وتاريخياً مرغ وجه الارهاب الذي كان يأخذ المرأة كسبايا واليوم يقف مذلولاً مستسلماً أمام مقاتلات وحدات حماية المرأة .
كما وركزت المناقشات على تطوير بنية ثقافية ومعرفية مجتمعية متكاملة “رجالاً ونساء” على اسس التكامل والندية والمساواة، والاهتداء بأيديولوجيا مناهضة للسلطة الأبوية البطريركية، والتي أرضخت المجتمع تحت كنف الهرمية الدولتية لظلم مجتمعي، حوَل الانسان عموماً لأداة وآلة يخدم كعبد هرمية السلطة، كما وأشارت المناقشات أن فكر القائد آبو هو المنبع الأساس للتأسي لحرية المرأة ودورها الهام في حرية المجتمع والشعب.
واختتم المؤتمر أعماله بإنتخاب 30 عضوة كادارة جديدة، وتم اعتماد تسمية جديدة لحركة المرأة رسمياً كأحد مقررات المؤتمر وهو “اتحاد المرأة الروج آفايية في أوروبا”، هذا وأدت الادارة الجديدة القسم الرسمي لحركة المرأة أمام عضوات المؤتمر، معاهدين بالاستمرار و البقاء على خط المقاومة حتى الإفراج عن القائد عبدلله أوج آلان، و أن يكن صوت المرأة الحرة لروج آفا في أوروبا.
