بياناتمانشيت

الوعي والوحدة بلسم التصدي للمؤامرة

في هذه الأيام تحل على الشعب الكردي الذكرى الأليمة للمؤامرة الدولية التي استهدفت مستقبل شعوب الشرق الأوسط ووجود الشعب الكردي من خلال شخص القائد عبدالله أوجالان الذي سخَّر كل حياته وإمكانياته البدنية والفكرية لخلق شرق أوسط قابل للحياة الحرة الكريمة لكل القوميات والانتماءات في أجواء السلام والعيش المشترك عملاً بالبراديغما المعتمدة على فلسفة الأمة الديموقراطية.

الشرق الأوسط ذو أهمية استراتيجية بالنسبة لقوى الهيمنة العالمية، ونظراً للتطور السوسيولوجي والتكنولوجي على الصعيد الكوني كان لا بد من وسائل وأدوات جديدة لإبقاء هيمنتها واستمرار مصالحها في المنطقة، فالأنظمة الحاكمة لم تعد توفي بالغرض أمام صحوة الأمم والأفكار المستجدة، فأعلنت عن “الشرق الأوسط الجديد” بعد تحرير الكويت وبدأت بوضع الخطط اللازمة لتحقيق ذلك، ومنها إزالة العقبات المحتملة، وتوصلت إلى أن الشعب الكردي بحجمه وانبعاثه الحديث وقيادته الاستراتيجية يمكن أن يكون أكبر عقبة أمام تمرير تلك المخططات التي تهدف إلى تعميق نزعات الانتماء الاثني والعقائدي، بينما حركة الحرية الكردية ومن حولها المجتمع الكردي يمكن أن يكون محرك وطليعة المسار الديموقراطي وأخوة الشعوب والانتماءات والعيش المشترك، لذا قررت قوى الهيمنة فصل الرأس عن الجسد لتتمكن من تقطيع الجسد وتستخدم الكردي أداة لأغراضها مثلما كان الحال عبر قرون مضت، وهكذا جاءت مؤامرة اختطاف القائد عبدالله أوجالان على يد أكبر القوى العالمية كأول خطوة على هذا المسار، ولكن ذلك اصطدم بمقاومة الشعب الكردي وقائده وحركة الحرية الكردستانية. تلك المقاومة التي مازالت مستمرة إلى يومنا هذا بشتى الوسائل والسبل.

واليوم في الذكرى السنوية الثانية والعشرين للمؤامرة، نرى أن قوى الهيمنة فشلت في الشق الكردي، فالرأس لم ينقطع عن الجسد والشعب الكردي ما زال يعمل محركاً وطليعياً لمسار الديموقراطية على صعيد المنطقة والعالم بمقاومته وتنظيماته، بينما تمكنت قوى الهيمنة من تأجيج الصراع بين الانتماءات كما نرى في العراق وسوريا واليمن وليبيا والشمال الأفريقي وآسيا، فقوى الهيمنة تنهب الموارد من جانب، وتعقد صفقات السلاح بمليارات الدولارات من جانب آخر، بينما شعوب المنطقة تتعرض لأكثر الممارسات الوحشية حيث مقتل مئات الآلاف وأضعافها من الجرحى والمعاقين وملايين اللاجئين ودمار المدن والتغيير الديموغرافي.

إننا في المجلس العام لحزب الاتحاد الديموقراطي (PYD) نشارك شعبنا آلامه في ذكرى ١٥ شباط اليوم الأسود، وندرك أبعاد هذه المؤامرة أكثر من أي وقت مضى، كما نعلم أنها ما زالت مستمرة وأنها لن تنتهي إلا بعودة القائد أوجالان إلى أحضان شعبه ليقوم بدوره التاريخي في قيادة شعوب الشرق الأوسط إلى السلام وأخوة الشعوب والحياة المشتركة، ولهذا ندعو أبناء شعبنا وكل القوى التي تتطلع إلى تحقيق تلك الأهداف إلى الالتفاف حول القائد والتمسك بأفكاره وفلسفته وتنظيم صفوفه وخوض النضال الديموقراطي والدفاع المشروع حسب ذلك، لأنها السبيل الوحيد أمام الشعوب للتخلص من براثن قوى الهيمنة ومكائدها.

– تكاتفنا وتنظيم صفوفنا والتمسك بفلسفة القائد سبيلنا الوحيد لإنقاذ قائدنا وشعوبنا.

– تسقط المؤامرة الدولية والهزيمة لأعداء الشعوب.

– الحرية للقائد أوجالان

المجلس العام لحزب الاتحاد الديموقراطي PYD

14 شباط 2021

زر الذهاب إلى الأعلى