حواراتمانشيت

الناطق باسم PYD لـ آدار برس: لا وجود لوحدات الحماية في منبج… وعقد مؤتمر كردي في هذه المرحلة يعد ضرورة استراتيجية

لا وجود حالياً لوحدات حماية الشعب في مدينة منبج وريفها؛ ويتم ادارتها من قبل مجلسها المدني المشكّل من كافة مكوّنات المدينة وهو الجهة الوحيدة المخولة بتحديد أية اتفاقية تخص مستقبلها.

حكومة العدالة والتنمية تتجه نحو انتخابات مبكرة، وكل المؤشرات تدل على عدم نجاحها في هذه الانتخابات، وبالتالي ليس من الممكن عقد أية اتفاقية أميركية معها في هذه المرحلة.

أمريكا تربط تواجدها في سوريا بمحاربة الإرهاب؛ كما أن انسحابها في هذه المرحلة يعني المزيد من الفوضى والاخلال بتوازن القوى الموجودة على الأرض، الأمر الذي يشكل خطراً على حلفائها في منطقة الشرق الأوسط؛ ويفتح المجال أمام تحقيق أجندات بعض الدول الاقليمية وعلى رأسها إيران وتركيا.

الكرد بتوحدهم يملكون الكثير من أوراق الضغط، وبالتالي عقد مؤتمر كردي في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ شعبنا يعتبر ضرورة استراتيجية سيكون له الدور الفاعل في تغيير الرؤى والتوازنات التي خلقت على أساس تبعثر الرأي والقرار الكردستاني.

نحن مستعدون ومنفتحون على التفاوض مع جميع القوى التي تسعى إلى الحل في سوريا؛ ولنجاح هكذا مفاوضات يجب على الجميع القبول بها دون شروط مسبقة. ونحن كحزب الاتحاد الديمقراطي وجميع القوى الديمقراطية في الشمال السوري رجحنا منذ البداية الحل السلمي التفاوضي وبدون أية شروط مسبقة على الحل العسكري.

جاءَ ذلك في حوارٍ أجراه «آدار برس» مع الدكتور “جوان مصطفى” الناطق الرسمي للرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، حول الاتفاق الأميركي التركي الأخير بشأن منبج، وما إذا كانت هناك ضمانات لعدم ابرام اتفاقيات مشابهة بين الطرفين تخص مناطق أخرى في شمال سوريا، إضافةً إلى موضوع المؤتمر القومي الكردستاني وضرورات انعقاده في هذه المرحلة، إلى جانب موضوع التفاوض بين القوى السياسية في شمال سوريا والنظام السوري…

وهذا نص الحوار:

تركيا اتفقت مع أمريكا بإخلاء منبج من المقاتلين الكرد… برأيكم هل يمكن أن يمتدّ ذلك على طول الشمال السوري كما يقول البعض؟

للإجابة على هذا السؤال يجب بداية معرفة ماهية القوات الموجودة حالياً في منبج. بناءً على دعوة رسمية من مجلس منبج العسكري للقيام بحملة عسكرية لتحرير مدينة منبج من قبضة داعش الارهابي في الربع الاول من العام 2016 وفي اطار التفاهم مع القوى الدولية والاقليمية بما فيها تركيا , قامت وحدات حماية الشعب وبالتنسيق مع التحالف الدولي بالاستجابة لهذه الدعوة، وبدأت بحملة تحرير مدينة منبج في الاول من حزيران في 2016 والتي استمرت لمدة شهرين تقريباً، وانتهت بتحرير المدينة؛ وأجزاء واسعة من ريفها. وبعد استتباب الأمن فيها، انسحبت وحدات حماية الشعب منها بتاريخ 16/11/2016 وتسليمها لمجلس منبج العسكري وذلك عبر بيان رسمي أمام وسائل الاعلام. وبناءً على طلب من مجلس منبج العسكري تم الإبقاء على مجموعة من المدربين العسكريين بصفة مستشاريين عسكريين الذين تم سحبهم قبل أيام بعد اتمام مهمتهم، وبالتالي لا وجود حالياً لوحدات حماية الشعب في مدينة منبج وريفها؛ ويتم ادارتها من قبل مجلسها المدني المشكّل من كافة مكوّنات المدينة وهو الجهة الوحيدة المخولة بتحديد أية اتفاقية تخص مستقبلها. كما أنه لا وجود لأية اتفاقية بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية بخصوص منبج، وكل ما تصرّح به تركيا من تفاصيل تأتي في مسار الدعاية الانتخابية لحكومة العدالة والتنمية في الانتخابات الرئاسية المزمع إجرائها في الرابع والعشرين من الشهر الحالي.

ما الذي يضمن للكرد أن أمريكا لن تتفق مع تركيا الحليفة لها باتفاقيات أخرى تضمن وجودها في المنطقة مع عدم إعطاء اعتبار لقوات سوريا الديمقراطية في الشمال السوري؟

الوضع السوري يعاني المزيد من التعقيد، وليس هناك أية ضمانات لعقد أية اتفاقات حول مستقبل سوريا؛ في حين أن الضامن الوحيد هو تكاتف جميع المكونات مع قواته في وجه أية مخططات تستهدف وجوده. كما أن حكومة العدالة والتنمية تتجه نحو انتخابات مبكرة، وكل المؤشرات تدل على عدم نجاحها في هذه الانتخابات، وبالتالي ليس من الممكن عقد أية اتفاقية معها في هذه المرحلة.

روسيا وقفت إلى جانب إسرائيل بضرورة خروج القوات الرديفة وقوات حزب الله من الجنوب السوري، ماذا لم تم الضغط من الجانب التركي والروسي على أمريكا لخروجها من سوريا، باعتبارها أيضاً قوة ليست شرعية في نظر النظام و روسيا؟

نعم هناك طلب اسرائيلي بخروج القوات الايرانية من سوريا وكذلك جميع القوى الرديفة للنظام السوري وذلك بموافقة وقبول من روسيا، ولكن أمريكا تربط تواجدها في سوريا بمحاربة الإرهاب؛ كما أن انسحابها في هذه المرحلة يعني المزيد من الفوضى والاخلال بتوازن القوى الموجودة على الأرض، الأمر الذي يشكل خطراً على حلفائها في منطقة الشرق الأوسط؛ ويفتح المجال أمام تحقيق أجندات بعض الدول الاقليمية وعلى رأسها إيران وتركيا، وبالتالي سوف لن تنسحب من سوريا بهذه السهولة والارهاب لا زال موجوداً ويسيطر على مناطق لا بأس بها. كما أنها ذكرت مراراً وتكراراً وعلى لسان العديد من قادتها بأنها لن تنسحب من سوريا حتى الوصول بسوريا إلى مرحلة الحل السياسي.

هناك من يقول إن الحل يكمن في مؤتمر قومي كردي، ووحدة الصف.. لكن هل سيفيد ذلك في حال تخلي الدول العظمى عن الكرد؟

الكرد بتوحدهم يملكون الكثير من أوراق الضغط، وبالتالي عقد مؤتمر كردي في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ شعبنا يعتبر ضرورة استراتيجية سيكون له الدور الفاعل في تغيير الرؤى والتوازنات التي خلقت على أساس تبعثر الرأي والقرار الكردستاني، وبالتالي فرض نفسها في المعترك السياسي كقوة بشرية وسياسية واقتصادية وعسكرية لا يمكن تجاوزها بل تكون قادرة على التأثير على المصالح المتقاطعة في منطقة الشرق الأوسط والعالم وذلك للقوى التي تملك نفوذا واسعاً.

نشرت وسائل إعلام أن مجلس سوريا الديمقراطية وافق على بدء المفاوضات مع النظام السوري بدون شروط مسبقة.. برأيكم هل هي خطوة في الطريق الصحيح، وهل يمكن الاعتماد على النظام، خاصة أن المفاوضات ستكون بدون شروط؟

طبعاً نحن مستعدون ومنفتحون على التفاوض مع جميع القوى التي تسعى إلى الحل في سوريا؛ ولنجاح هكذا مفاوضات يجب على الجميع القبول بها دون شروط مسبقة من شأنها تعكير مسار هذه المفاوضات. ونحن كحزب الاتحاد الديمقراطي وجميع القوى الديمقراطية في الشمال السوري رجحنا منذ البداية الحل السلمي التفاوضي وبدون أية شروط مسبقة على الحل العسكري الذي لم يجلب سوى المزيد من القتل والدمار؛ وكذلك التخلص من ذهنية الإقصاء وعدم تقبل الآخر الذي كان السبب فيما آلت اليه الأوضاع في سوريا. وبالتالي السوريون وحدهم القادرين على رسم ملامح مستقبلهمـ ولا بد لهذا الكابوس القابع على صدورهم أن ينتهي واعادة بناء سورية موحدة لكل السوريين يتمتع فيها الجميع بحقوقه التاريخية التي ضمنتها الاعراف والمواثيق الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى