المجتمع

المسلسلات التركية والهندية المدبلجة وباء أخلاقي على مجتمعنا

انتشرت على القنوات الفضائية مؤخراً, ظاهرة غريبة عن مجتمعنا, ألا وهي المسلسلات المدبلجة من التركية والهندية, وأصبحت القنوات تتنافس على عرضها.

وتطبيقاً لمبدأ (كل ممنوع مرغوب ), يتابعها الكبار والصغار بشغف, ولا يفوتون حلقةً منها, حتى أنه وفي حادث طريف, إحدى العائلات في الشتاء كانت تتابع مسلسلاً تركياً بشغف, فسرق لصُ المازوت من برميلهم, دون أن يشعر به أحد, وكان رب العائلة قد أمن هذا المازوت للتدفئة, فاللص أفرغ البرميل, وكتب عليه بالطباشير ( خلي كوسوفي يبعتلك مازوت), كوسوفي هو بطل أحد تلك المسلسلات.

المهم؛ هذه الظاهرة تشكل خطراً على الأسرة والمجتمع, لأن قصص هذه المسلسلات تعبر عن حياة مجتمع يختلف عن مجتمعنا, وعادات غير عاداتنا, وبما أننا نحب التجديد, والتقليد, نجد الشباب والبنات يقلدون أبطال هذه المسلسلات بالملبس, وتسريحة الشعر, والمكياج, وحتى بالتصرفات.

كما أن بعض المعامل والشركات, تروج لمنتجاتها عن طريق هذه المسلسلات, فمنتجاتها تحمل أسماء أبطالها, لكي يتم بيعها سريعاً.

نتطرق الآن إلى العادات السيئة التي تنتشر عن طريق هذه المسلسلات.

القتل من أجل الحب, أو المال.

تعاطي المسكرات والمخدرات.

النوم مع الحبيب دون زواج أو حتى خطبة, بل وارتكاب الخطيئة.

الزوجة تعشق رجلاً دون علم زوجها, أو حتى بعلمه, والوقوع بالحرام.

السرقة والخطف وغيرها.

السحر والشعوذة.

معظم هذه العادات تعتبر دخيلة وشاذة في حياتنا ومجتمعاتنا, ويتأثر بها جيل الشباب كثيراً.

نجد بعض أرباب العوائل قد حذفت القنوات التي تعرض هذه المسلسلات من ريسيفراتها, ونجد آخرين يتابعونها مع أبنائهم وبناتهم بشغف, حتى الأطفال يتجاهلون قنوات أفلام الكرتون, ويتابعون هذه المسلسلات, فأي جيل سيخرج إلى هذه الدنيا.

( حسن) ربُّ عائلة يقول:” عندي بنتان وولدان أعمارهم من 8 إلى 16 سنة, كلما أقوم بحذف هذه القنوات, أعود في اليوم الثاني لأجدها على التلفاز, وأسأل ابنائي عن الذي انزلها, لا يعرفون, تعلموا الكذب أيضاً من أجل المسلسل, لا أعرف ماذا أفعل, هل ألغي الريسيفر, أم التلفاز, لا أعرف”.

(أبو علي ) أب لولدين أعمارهما 16 , 12 يقول:” أنا أحب كرة القدم كثيراً, وأشجع فريق برشلونة, وأذهب إلى الملعب القريب من منزلي كل يوم, مصطحباً إبنيَ معي, وفي المساء نتابع المباريات المباشرة والمسجلة على التلفاز, والحمد لله أن أبنائي رياضيون مثلي, فلا وقت لدينا لمتابعة هذه المسلسلات”.

(عبدالله ) رب عائلة له 3بنات أعمارهن 8 و12 و15 يقول:” بناتي طالبات متفوقات وهمهن الوحيد الدراسة, وأحاول جاهداً أنا وأمهم أن نتفرج على قنوات معينة ومدروسة, لا تؤثر سلباً عليهن, ونتابع بعض البرامج الترفيهية كالمسابقات والأسئلة, وبعض المسلسلات السورية, والكوميدية, لم يرزقني ربي أبناء, لذلك أحاول أن اجعل بناتي ناجحات في الحياة والدراسة والأخلاق”.

ولكن نجد الكثير من الآباء والأمهات لا يبالون بهذه الأمور, ولا يتابعون اهتمامات أولادهم, فيتخرج أبناؤهم إما فاشلين أو مجرمين.

وفي الختام, يجب علينا توعية الشباب وتعليمهم, وغرس القيم والأخلاق في نفوسهم, وزرع حب الوطن فيهم, حتى يكونوا قادرين على تحمل المسؤولية التي سوف تلقى عتى عاتقهم, لأن هذا الجيل هو الذي سيبني مستقبل الأجيال كلها, فها نحن نرسم الخطوات الأولى للمستقبل, وهم الذين سينفذونها, لبناء أسس مجتمع قوي, مترابط, متمسك بعادات أبائه وأجداده, محب لوطنه, الذي يحرص عليه, لأن الوطن غالي, بغلا دماء الشهداء.

زر الذهاب إلى الأعلى