الأخبارمانشيت

الصحافة الالمانية : هل تراجع اردوغان عن شراء S-400 أم لم يتراجع ؟

تعتبر المانيا من احد شركاء تركيا الاقتصاديين الرئيسيين ، ويرتبط البلدين بعلاقات سياسية منذ عقود طويلة تخللتها أزمات وفتور كما كان الحال بعد الانقلاب المزعوم (2016) في تركيا واعتقال عشرات الآلاف من المواطنيين بينهم العشرات من المواطنيين الالمان ، والبلدان اعضاء في حلف الناتو  .

بعض الصحف الالمانية

ولذلك نجد الاعلام الالماني يهتم بالشأن التركي كثيراً ، وغالباً ينتقد سياسة أردوغان وإدارته للبلاد ويصفه بالدكتاتور او القمعي ، كما هو الحال بخصوص شراء تركيا أنظمة صواريخ S-400 الروسية والتي تسببت في أزمة بين دول الناتو وتركيا ، ونتيجة المحاولات الغربية وخاصة الامريكية الحثيثة لثني أنقرة على إلغاء صفة الشراء مع موسكو ذكرت صحيفة بيلد الالمانية المشهورة يوم امس السبت 11 أيار 2019 نقلاً عن دبلوماسي كبير من انقرة حسب تعبيرها أنه بسبب العقوبات التي تهدد واشنطن بها فإنه “لن يتم تسليم صورايخ S-400” ، وقال في أزمة الليرة الحالية سيكون ذلك الانهيار التام للاقتصاد ،  أي تم إلغاء والصفقة وتراجع أردوغان عن الشراء .

 هذا ونفى الناطق باسم الرئاسة التركية “فخر الدين التون” ما نشرته صحيفة بيلد قائلاً : “صفقة S-400 منتهية” ولا يوجد تراجع عن الشراء  حسب صحيفة فرنكفورت الجماين وفليت ، وجاء نفي موسكو أيضاً لخبر الالغاء كما نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن مصدر عسكري لم تذكر اسمه قائلة : “لا يوجد اَي تغيير للاتفاق مع أنقرة ، ويتم حالياً إعداد الصواريخ لتسليمها لهم”.

وفِي سياق متصل ذكر مراسل القناة الحكومية الالمانية الثانية ZDF “يورج براسه” يوم الاثنين الماضي 06 أيار 2019 حسب ما نشره موقع القناة الإلكتروني ان زيارة الأمين العام لحلف الناتو لأنقرة أتت للبحث عن حل بهذا الصوص لان الصفقة تخلق توترات في الناتو . بينما يحاول الاتراك ايجاد تبريرات للاستمرار في إكمال الصفقة مع روسيا ، يدعي الاتراك انهم لن يدمجوا نظام S-400 في أنظمة الناتو حسب ما كتبه “يورج براسه” وإنه يخدم فقط الدفاع الوطني التركي لحماية قصر أردوغان الكبير ، ويضيف “براسه” على القناة الثانية هناك احتمال كبير أن تعيد تركيا بيع نظام S-400 لطرف ثالث فور تسلمها ، ورغم ذلك التطمينات لا تعجب واشنطن .

الخلافات بين الولايات المتحدة الامريكية وتركيا مستمرة منذ سنوات بسبب الازمة السورية ورؤية كل طرف فيها ، الاقتصاد التركي في اسوء حالاته ، والليرة في انهيار مستمر ، التضخم مرتفع ، البطالة في اعلى مستوياتها ، انتكاسة الانتخابات والتمسك بإسطنبول كل هذه الأمور تزيد الضغط على حكومة العدالة والتمنية وأردوغان ، لإيجاد مخرج لكل هذه الأزمات التي لا تعرف النهاية .

ويرى موقع T اونلاين الإخباري ان العلاقة بين أنقرة وواشنطن في حالة ارتباك وليست بافضل حالاتها الان كما هو واضح  ، ففي الأسبوع الماضي انتقدت وزارة الخارجية الامريكية بوضوح شديد قرار الهيئة الانتخابية التركية إلغاء نتائج انتخابات بلدية اسطنبول ، ودعا الأمريكيون تركيا في بيان ضمان إجراء انتخابات نزيهة .

لكن الحالة الأكثر تأثيراً والتي تؤثر على اغلب ما سبق ، هو النزاع بين أمريكا وتركيا بشأن شراء تركيا للصواريخ الروسية المضادة للطائرات ، فتركيا تربطها اتفاقيات وشراكات اقتصادية وعسكرية مع الدول الغربية ، وهي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي ( ناتو ) والذي يعتبر روسيا اكثر خصومه . وتخشى أمريكا اضافة للدول الآخرى  أن تحصل روسيا على معلومات عن طائرات حلف الناتو عن طريق نظام S-400 اذا ما قامت تركيا بتشغيله. 

ومع قرر أردوغان شراء منظومة الدفاع الجوي من صواريخ S-400 الروسية الصنع ازدادت الضغوط الغربية وخاصة الامريكية عليه وعلى تركيا بشكل عام لإرغام حكومة العدالة والتنمية على إلغاء عقد الشراء والبحث عن بدائل اخرى ، وأوقفت امريكا الشراكة مع تركيا لصنع وتوريد طائرات F-35 وهددت بمزيد من العقوبات الاقتصادية ، وأثر ذلك على كل مفاصل الحياة والاقتصاد في البلاد التي تعاني أصلاً من أزمة سياسية دكتاتورية يمارسها اردوغان ضد كل معارضيه .

وفي ضوء التطورات والتسريبات الاخيرة تتسأل الصحافة الالمانية هل يتراجع اردوغان في الاخير عن صفقة الصواريخ مع روسيا أم لا ؟

زر الذهاب إلى الأعلى