مانشيتمقالات

الشرق الأوسط في ظل الحروب القائمة إلى أين؟

محمد ايبش ــ

في ظل الأوضاع الدولية الراهنة والتي تعيش حالة المخاض نظراً لسياسات قوى الهيمنة العالمية التي تحاول تأجيج الصراعات دون أن تنظر إلى العواقب، فالحروب المشتعلة في كل من أوكرانيا، كردستان، غزة، والبحر الأحمر، والهجمات المتعددة الأطراف في سوريا والعراق، متوافقة بالوجود الأمريكي وحلفائها الغربيين والاقليمين، ولا ننسى روسيا التي تحاول اللعب بالعديد من الأوراق بحكم وجودها في سوريا والاعتماد على أسلوب المراوغة بالرغم  من المستنقع الاوكراني الذي ذهبت إليه بنفسها، فكانت خطة ذكية قامت بها بريطانيا لتوريط الروس وساعد في الأمر غرور بوتين حينما أعلن أن الحرب لن تدوم سوى أسبوع أو أسبوعين، ولكنها مازالت مستمرة، ومن غير المعلوم متى ستنتهي، فهي (روسيا) تحاول من خلال الساحة السورية وانشغال الولايات المتحدة الأمريكية بموضوع غزة والهجمات الحوثية على البواخر الأمريكية والبريطانية دون أن ننسى الدور التركي والايراني في تصعيد الحرب بغزة وفي كردستان كجزء من الصراع العالمي بالرغم من مشكلات البلدين الداخلية، ففي الوقت نفسه عقد اجتماع استانا ال٢١  والذي لم يأت بجديد سوى محاربة الإدارة الذاتية في اقليم شمال وشرق سوريا، وجاء ذلك بالتزامن مع زيارة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي لأنقرة ولقاءه مع الرئيس التركي أردوغان والاتفاقات الاقتصادية والامنية التي تم الاتفاق عليها وكأنها جاهزة للتوقيع فيما بينهما على الرغم من تباين موقفهما بخصوص العديد من القضايا الخلافية، الازمة السورية والحرب في غزة  وممر زانكيزور.

لذلك فجميع  المؤشرات تقول بإن الاتفاق الأساسي فيما بين الدولتين هو لمحاربة  القضية الكردية في المنطقة، ففي الوقت الذي قام سلاح الجو التركي باستهداف البنية التحتية في اقليم شمال شرق سوريا قامت القوات الايرانية باستهداف اقليم جنوب كردستان مستغلين الصمت الدولي حيال هذه القضية التي لا تقل شأنا واهمية عن القضية الفلسطينية لاستقرار المنطقة بالرغم من تبني حركة حرية كردستان مشروع حل القضية الكردية بعيدة عن الصراعات والحروب من خلال مشروع الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب، ففي حال قبول هذا المشروع ستكون الوسيلة الأنجع لحل كافة القضايا في منطقة الشرق الأوسط .

وهذا منوط بحرية القائد والمفكر الأممي عبد الله أوجلان، وما نراه ونشهده هو أن أنظمة الهيمنة العالمية لا ترى مصلحتها في السلام والاستقرار؛ بل تجدها في الفوضى المنظمة والخلاقة في المنطقة والعالم؛ لأن سياساتها مرتهنة لسياسة الشركات العابرة للقارات، لذلك؛ لا نتوقع من سياساتها إلا المزيد من الفوضى والصراعات والاقتتال.

ما نشاهده من مواقف لأنظمة الهيمنة حيال إسرائيل، ليس لخوفها على الشعب اليهودي؛ بل خوفاً على الكيان الصهيوني الذي يُعَدُّ الجبهة الأمامية لنظام الهيمنة العالمية، وهذه الأنظمة نفسها ارتكبت مجازر بحق الشعب اليهودي، وهي الآن تحاول جعل المنطقة، محرقة لشعوبها وحقول تجارب لأسلحتها الفتاكة؛ لذلك لم يبق أمام شعوب المنطقة إلا تبني مشروع الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب والعمل على حرية المفكر الأممي عبد الله اوجلان؛ لذلك فالتجريد المفروض عليه ليس له سوى هدف واحد، وهو إبقاء المنطقة في حالة اللااستقرار.

زر الذهاب إلى الأعلى