مقالات

الرهان على ثورة روج آفا

كما كان الرهان على ثورة سوريا في عام 2011 والتي كانت نتاج لثورات الربيع العربي، بانهاء الثورة في مدة لا تتجاوز عدة شهور إلا أن رهانات، بعض الدول باتت بالفشل لاستمرار النظام حتى وقتنا هذا، على رأس حكمه رغم ماحدث من قتل، وتشريد ،وتهجير لتنقلب الثورة من ضد النظام إلى ثورة ضد الشعب وتكون الحصيلة لصالح النظام بدعم من بعض الدول وقتها اتخذت الثورة مسارا بعيدا عن مسار مطلب الحرية، لتكون سوريا ساحة لتصفية مصالح الدول رخيصة النفس ،11 وتتداخل فيها كل القوى الإرهابية والحراك المؤيدة للمصالح الشخصية حتى اندلعت ثورة الحرية الحقيقية (ثورة روج افا ) ثورة 19 تموز عام 2012 في غرب كردستان أي روج افا ،بالأخص باسم الشعب الكردي وكافة الشعوب المضطهدة من العرب والاشور، والأرمن، والسريان ،الذين يعيشون في روج افا كردستان ،تحت سماء واحدة ،وتجمعهم أرض واحدة، ليمروا بمراحل تاريخية من تطورات ومكتسبات فكانت هذه المرحلة الجديدة بالنسبة لهم قفزة نوعية من حيث الحرية والديمقراطية علما ان منذ عشرات السنين والشعب الكردي يعاني الظلم ،والاضطهاد ،والإنكار ،من النظام الشوفيني البعثي ،الذي كان يعتبرونهم كالغرباء والأجانب على ارض إبائهم وأجدادهم ،لذلك حرم مئات الآلاف من أبناء الشعب الكردي الذين لم يسجلوا اسمائهم في قائمة حزب البعث الشوفيني .
كانوا يجردون من البطاقة الشخصية أي( الهوية ) ومن الوظائف ،والدراسة الجامعية، وتطبيق الحزام العربي على منطقة الجزيرة في عام 1962 ،رغم أن الشعب العربي ايضا كان يعاني من الفقر والحرمان على أرضه علما بان البنية التحتية الغنية في روج افا وسورية كانت باستطاعتها ان تمول وطنا بكامله على موارد هذا الوطن. فالشعوب التي كانت تعيش في سورية ،مثل السريان الذين كانوا يمارسون معتقداتهم الدينية ،والثقافية الشعبية ،ضمن حدود معينة ،حتى علاقاتهم مع الشعوب المجاورة كانوا يتعاملون مع بعضهم بمسافات كالغرباء .فسورية و روج افا التي تتشكل من لوحة فسيفسائية جميلة ،وموازيك رائع وغني ،من الشعوب ،والثقافات ،والمعتقدات ،والأديان ،إلا أن الفكر البعثي الشوفيني المتعصب القاتل للألوان ,لم يظهر هذا الغنى ،لأنها كانت مكبلة ،ومقيدة ،بيد البعث الشوفيني مع ثورة 19 تموز التي بدأت من كوباني وكانت الشرارة الأولى للثورة ، أبدى أبناء الشعب الكردي مقاومة بطولية ،في إخراج النظام البعثي من جميع مناطق روج افا ،وقاموا بتنظيم إرادتهم في الإدارة الذاتية الديمقراطية ،تضم كافة المكونات والطوائف السورية ،لدراسة الوضع بشكل عام ،ومناقشة كافة القضايا والمشاكل (الاجتماعية ,والاقتصادية ,والأمنية) بذالك تنهار جميع الحدود التي رسمت بين شعوب المنطقة فيما مضى ،ويظهرون الاحترام ،والتقدير ,لكل اللغات ،والثقافات ،والديانات والتقاليد ، فهذا بحد ذاته ثورة شعبية كبرى في روج افا بالأخص بعد إعلان الشعب الكردي ،الإدارة الذاتية الديمقراطية في روج افا وتنظيم الشعب في المجالس والإدارات، وقتها زال القناع وانكشف الوجه الحقيقي للعدو مثل العادة ضد انتصارات ومكتسبات الشعب الكردي كالدولة التركية ,والإيرانية ,و بعض من قوى الاقليمية و الدولية ,الذين لم ولن يتقبلو انتصارات الشعب الكردي ، وبذالك قاموهابمساندة و تقديم كل العون من مال ،وسلاح ،واستخبارات ،الى المجموعات المسلحة الارهابية ،الذين عرفو باسم جبهة النصرة والداعش لمحاربة الشعب والقضاء على كل مكتسبات ثورة الشعب الكردي في روج افا وتراهنو على فشل الثورة وكسر إرادة شعوب المنطقة ،إلاان الشعب الكردي ،والعربي والسرياني ،قد بنى لنفسه جدارا من خيرة شبابها البواسل ولبؤاتها اللواتي لا يخشين الموت ،بل الموت يخشى منهن ليضحو بكل ما لديهم من غالي ونفيس لحماية مناطقهم من المرتزقة وخونة الشعوب .
ليكون لانضمام المرأة الكردية إلى ثورة روج آفا، والتي كانت دوما في طليعتها على كافة الأصعدة هو ضمان لتحقيق الديمقراطية للثورة،ثورة ذاتها وثورة وطنها واصبحت مثالا تقتدى بها بين كل نساء العالم ،منظمة نفسها على كافة الأصعدة ،وأسست لنفسها وحدات حماية المرأة ypj والتي كانت الأولى من نوعها في العالم ،وتبرز ذاتها فكريا وسياسيا،لتخوض كافة المعارك الميدانية والسياسية ،ورغم كل الصعاب التي واجهتها في مسيرتها الا انها استطاعت أن تخطو خطوات عظيمة نحو الحرية ،وكان لها تأثير كبير على تغيير واقع المرأة في المنطقة ،اضافة إلى دورها في التوعية من خلال الأكاديميات والدورات التدريبية التي قامت بها أكاديميات (اتحاد ستار )فنظام الرئاسة المشتركة لأول مرة يعمم في روج آفا، وهذا التعميم شمل كلّ من المرأة الكردية، العربية، الأشورية والسريانية. لأن بناء الحياة على أسس تشاركية بين الجنسين أصبح ركناً أساسياً من أركان الحياة الحرة التي تسعى الحركة إلى بنائها. كان لابد من تثقيف وتدريب المرأة (عسكريا ،وفكريا،وسياسيا،وايدولوجيا،وإداريا) وكما كان للشبيبة روج افا ،دورا فعالا وبارزا ،لم تقل عن أهمية دورالمرأة ،كونهم الديناميكية الفعالة في قيادة الثورة ،نحو النجاح ،واقفين أمام كل الرهانات الفاشلة ،مبدئين بتنظيم أنفسهم ،إداريا وسياسيا وميدانيا،من خلال عقد الاجتماعات وتشكيل اللجان ،في كافة مناطق روج افا ،وعقد كونفراسات شاملين فيه كافة شبيبة روج افا وسوريا ، لبناء وطن حر ديمقراطي ،إيمانا منهم بقضيتهم الوطنية ،وحاملين على عاتقهم حرية الوطن ،من خلال انضمامهم إلى ypg ، ليسقوا تراب الوطن بدمائهم الطاهرة ،وأرواحهم البريئة لتختضر شجرة الحرية في الوطن ،ويزف العشرات منهم كل يوم لأرض الوطن .
مخملين حديقة الوطن بأجمل الزهور من اللبؤات والأشبال ،لتفوح رائحة الحرية على كافة ربوع الوطن . لنواجه الهجمات العسكرية من ناحية ومن ناحية اخرى الهجمات السياسية ،والحصار الذي يمارس على شعب روج افا إلى وقتنا هذا من إغلاق الحدود من كلاالطرفين (الباكوري والباشوري )لمنع وصول المساعدات، والمعونات لمنطقة روج افا ، علما بان المنطقة يقطنها كافة مكونات السورية ،فكان YPJوYPG هي الجواب الصارم لحماية مناطقهم ،وإبداء المقاومة التاريخية، لرد كل الهجمات على الشعب نتيجة لكل هذه التضحيات والمقاومة التي بذلت، كانت إنشاء المقاطعات الثلاث (كوباني وعفرين وجزيرة ). لنقيم نظام اجتماعي متكافئ يتعايش فيه كل طوائف ،بغناها الثقافي والاجتماعي ،ويكون نموذج مصغر عن إرادة الشعب الحر وممثلا للديمقراطية الحقيقية ، . فكان إعلان الحكومة المؤقتة في مثل هذا المرحلة ،لها معنى كبير فهي خطوة نحو الحرية والديمقراطية ،لنجتاز كل مؤتمرات الدولية المجحفة بحق الشعب الكردي ،كمؤتمر جنيف 1و2 لتلاحق مؤتمر 3 بالفشل لعدم تمثيل القوى الديمقراطية ،فيها بشكل حقيقي كمقولة انيشتاين الشهيرة (من الغباء هو فعل الشئ مرتين بنفس الاسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة)هذا ما طبق في مؤتمر جنيف وقتها أدرك الكرد ، ان مؤتمر جنيف ،لايمكن ان يكون الحل لمشاكل وقضايا الشعب فقطع الأمل من مؤتمر جنيف ،واتجه الى إيجاد الحل بإرادته من خلال تشكيل مؤتمر أولي في مدنية ديرك يضم كافة طوائف يومي 8-9 – كانون الاول 2015 تحت شعار “معاً نحو بناء سوريا حرة وديمقراطية ” ليعلن في نهاية اعمال المؤتمر عن ولادة جسم سياسي جديد وهو مجلس سوريا الديمقراطية حيث جاء في الورقة السياسية التي أقرت في المؤتمر ” مجلس سوريا الديمقراطية هو مشروع سياسي وطني ديمقراطي سوري يعمل على ضم كل المكونات المجتمعية والكيانات السياسية في هذه المرحلة الاستثنائية المصيرية …ويخوض مجلس سوريا الديمقراطية بقواه المدنية والسياسية وشخصياته الاعتبارية المعارك السياسية القادمة من اجل انتقال البلاد من العنف والاستبداد والتطرف الى دولة القانون رغم عدم تقبل بعض الدول الشوفينية لتأسيس هذا مجلس ،إلا أن خط سير العمل لم يتوقف إيمانا منا بقضيتنا ،ومواكبة خطى درب أبطالنا وشهدائنا وكل يوم نبرهن للعالم أجمع عن ماهية قدراتنا وإمكانياتنا، السياسية والعسكرية والفكرية والايدولوجية، حتى وصلنا لهذا اليوم مع اعلاننا للفدرالية السورية لتصبح المظلة الحقيقية ،تحمي كافة حقوق مكونات الشعب الكردي والسوري ،متطلعين لغد يملؤه شعاع النصر والحرية ، بشهداء الوطن وبعزيمة وشجاعة البواسل ،لننحني اجلالا واكراما لكل الشهداء وأمهات الشهداء. محققين النصر والنجاح كل يوم ،حتى وإن عارضت بعض الدول الشوفينية ، سنمضي غير أبين لما يقدمون عليه ،من دعم للإرهاب وفرض للحصار على المنطقة ،لأن إرادة الشعب فوق أي إرادة بارادتهم فقط تتحقق، الحرية والديمقراطية لترمى رهاناتهم في حاوية أفكارهم الشوفينية، ويبقى النصر الدائم كلمة الفصل الأخيرة .
بقلم :
تشكيطاف كالو
 متين احمد
زر الذهاب إلى الأعلى