مانشيتمقالات

الحل لدى أوجلان

سرور الشمري ــ

تعيش منطقة الشرق الأوسط مرحلة صعبة جداً، من أزمات وصراعات وحروب مدمرة، جراء تضارب المصالح واختلاف الرؤى والتوجهات بين قوى الهيمنة الرأسمالية العالمية الحاكمة بعيداً عن مصالح الشعوب، وهذا ما يجعلنا أن نضع خطوطاً عريضة تحت مؤامرة 15 شباط 1999 وأسر القائد “عبد الله أوجلان” الذي أمضى أكثر من خمسة وعشرين عاماً من حياته في امرالي بعد المؤامرة الدولية التي حيكت عليه والتي قادتها المتآمرين على مصير الشعوب.

كانت نظرة القائد تختلف كلياً عن مصالح الهيمنة العالمية التي لا تريد منح حتى الحقوق الثقافية للشعوب، وبسبب هذا المفهوم وهذا الفكر لا تسمح القوى المتآمرة بحرية أوجلان الجسدية، ففي هذه المرحلة حل القضية الكردية وقضية الشرق الاوسط بنهج ديمقراطي يتطلب طرح المفكر عبد الله أوجلان، لأن تقييمات المرحلة التي نحن نعيشها، هي حقيقة ملموسة في ما ذكره القائد عبر تحليل التاريخ وتقييم الحاضر وطرح حلول للمستقبل.

لذلك ورغم جميع محاولات دول المؤامرة إخفاء صوت أوجلان، لكنها فشلت.

الآن يؤمن بهذا الفكر والفلسفة ملايين البشر من الشعوب الشرق أوسطية، فهذا الفكر أصبح له خط واضح، وهو خط الأمة الديمقراطية التي جمعت هؤلاء الشعوب نحو هدف واحد، ألا وهو الخلاص من أداة القمع التي تستخدمها الدولة والسلطة التي جزأت الشعوب لمصالحها فقط، وقسمت الأوطان مثلما يجري الآن في الدول العربية وكردستان، بالحروب والتدمير بعيداً عن السلام، بينما القائد أوجلان صنع سلاما وتآخياً بين جميع المكونات والأديان.

إن مفهوم الأمة الديمقراطية في الشرق الأوسط كان له دور كبير في تحقيق الحقوق لجميع الشعوب والمكونات المظلومة والمقهورة والتي تريد القوى الرأسمالية سحقها في سبيل تحقيق مصالح هذه القوى.

وبناء على ذلك، نحن الآن وبهذه المرحلة بحاجة ماسة لحرية القائد أوجلان؛ لأن حرية الشعوب التواقة مرتبطة بحرية قائدها الذي يُعد أحد أبرز المفكرين والفلاسفة منذ قرن مضى، وبات شمساً تضيء درب الشعوب رغم جميع الصعوبات.

ركز القائد أوجلان على التكاتف والتضامن ما بين القوميات والأديان وإيجاد الحلول لمشكلات وقضايا الشرق الأوسط وشعوبها وهو نتاج التحليل الصحيح لنظريته (الامة الديمقراطية)، وبفضل مقاومته من خلف القضبان وإرادته القوية، جعل القائد من سجن امرالي أكاديمية ينبعث منها الفكر الحر، وأداة الدفاع عن النفس وعن حقوق الشعوب رغم التجريد المفروض عليه.

إن مؤامرة 15 شباط لم يكن لها تأثير على حامل الرسالة مهما حاول العدو طمس هذه الحقيقة، ولا يوجد أحد عبر التاريخ الحديث كان له تأثير كبير على الشعوب مثل القائد الأممي أوجلان، فهو فيلسوف يحمل الصفات النبيلة كلها والتسامح، ويقول القائد:

<< لو امتلكنا قوة العالم كلها فلن نهاجم أحد، وإذا هاجَمَنَا العالم كله سندافع عن أنفسنا>>

زر الذهاب إلى الأعلى