المجتمعمانشيت

الانتخابات الفدرالية واجب وطني وأخلاقي يقع على عاتق كل من يتحلى بحس المسؤولية تجاه شعبه وقيمه

لقد عانت شعوب الشرق الأوسط سنواتٍ طويلة من ظلم النظم الاستبدادية والدكتاتورية، تمت خلالها مصادرة إرادتها في اختيار ممثليها الحقيقيين لإدارة شؤونها والوصول إلى مجتمع حر يمارس ثقافته ويكرس قيمه. حيث اتجهت المجتمعات نحو المزيد من التفكك والانحلال والانحراف نحو مناحي طائفية وعنصرية مما أدى إلى تدمير بنيته الفوقية والتحتية واختلال في منظومته الفكرية والقيمية، وخاصة الشعب الكردي الذي وصل إلى حافة الإبادة الثقافية والتي ذكرها القائد عبد الله أوجلان  في مرافعاته وتحليلاته للمعضلة الكردية والشرق الأوسط عموما نتيجة للسياسات القوموية العنصرية والهيمنات المركزية المتعاقبة.  وبعد عقود من الظلم والقمع والإنكار وبعد تضحيات وبطولات شعبنا من أجل الحرية والانعتاق يقف شعبنا أمام استحقاقات وطنية وديمقراطية جسّدها إعلان مشروع فدرالية شمال سوريا كخطوة في الاتجاه الصحيح وكترجمة لأهداف الثورة، عبر تثبيت حقوق شعبنا وبناء النظام الديمقراطي ليس في الشمال  السوري وروج آفا فحسب بل في عموم الجغرافية السورية.

وللوقوف بجدية تجاه كل ما تحقق وما تم تقديمه من تضحيات لابدّ من العمل لوضع حجر الأساس لمشروع الفدرالية الديمقراطية، حيث تعد مرحلة الانتخابات المقررة البدء بها  في 22 سبتمبر هي بداية حقيقية لحماية هذه المكتسبات، وتتويجاً للتضحيات التي قدمها شعبنا من أجل ترسيخ أسسها وهيكليتها القيمية المعنوية والمادية؛ حيث إن المشاركة في هذه الانتخابات واجب وطني وأخلاقي يقع على عاتق كل من يتحلى بحسّ المسؤولية تجاه شعبه ووطنه وقيمه، وذلك من أجل ترسيخ فلسفة ومبادئ الأمة الديمقراطية، حيث يمكننا القول إن تجربة الإدارة الذاتية التي لا تزال رغم جميع التحديات والمصاعب تؤدي واجباتها تجاه شعوب روج آفا وشمال سوريا في أصعب الظروف التي تمر بها المنطقة ومن أجل تطوير العمل والأداء والاستفادة من الثغرات التي تخللت عمل الإدارة والكومينات والعمل على تطويرها وتوسيعها من أجل اختيار الأكفّاء لتمثيل المتجمع بكافة مكوناته وثقافاته في أقاليم الشمال السوري الفدرالي، حيث تعد الانتخابات القادمة هي الأكثر أهمية على المستوى الشعبي والمجتمعي والأكثر تعبيراً لإرادة الشعوب الحرة في روج آفا والشمال السوري والسبيل الوحيد لحلّ وإنهاء المعضلة السورية المستعصية وتحويلها إلى وطن مدني تعددي فدرالي ديمقراطي يسع ويمثل جميع مكوناتها وشعوبها.

ومن هذا المنطلق قامت جريدة الاتحاد الديمقراطي بأخذ عينة من الآراء حول الانتخابات الفدرالية في شمال سوريا:

سليمان بدر عضو منسقية حزب الاتحاد الديمقراطي في مقاطعة قامشلو :

إن الكرنفال الديمقراطي الذي سينطلق في 22 من الشهر الحالي هو بداية لترسيخ النظام الفدرالي الذي قدم شعبنا في روج آفا وشمال سوريا بكافة مكوناته تضحيات عظيمة في سبيل إظهار إرادته الحرة عبر صناديق الاقتراع، وذلك عبر انتخاب من يمثله في الأقاليم الفدرالية لشمال سوريا ابتداءً من الرئاسة المشتركة للكومينات وصولاً إلى الرئاسة المشتركة لفدرالية شمال سوريا، وهذه الانتخابات تعتبر تجربة فريدة من نوعها في الشرق الأوسط والعالم بشكل عام، حيث سينتخب المجتمع ممثليه ومن كلا الجنسين  مناصفة بين الرجل والمرأة، وذلك وفق نظام الرئاسة المشتركة والإدارة الندية المشتركة بين كلا الجنسين. كما تعد هذه التجربة الانتخابية الفريدة من نوعها ترسيخاً وتمتيناً لأواصر الحياة المشتركة الحرة بين جميع مكوّنات وشعوب الشمال السوري، وهي تعد انتصاراً لإرادة الشعوب التي اختارت العيش المشترك وموزاييكاً ثقافياً اجتماعياً حرم منه منذ أمد بعيد تحت نير الاستبداد القومي الأوحد والسلطات المركزية الدكتاتورية المتعاقبة. وهذا التنوع والغنى المجتمعي الذي سيظهر بشكل جلي عبر صناديق الاقتراع يعتبر ثمرة من ثمار الأمة  الديمقراطية الذي دعا إلى ترسيخ مبدئها وهيكليتها المؤسساتية القائد عبد الله أوجلان، وضحى من أجلها الآلاف من شهدائنا الأبرار. ونحن في حزب الاتحاد الديمقراطي كنا ولا زلنا نستند ونمارس هذه الفلسفة العظيمة عملاً ومنهجاً في نضالنا التنظيمي والتوعوي ضمن صفوف الحزب وخارجه.

صلاح خلف  الرئيس المشترك لكومين الشهيد شورش في سنجق ناحية تربسبية :

إن مشروع الفدرالية الديمقراطية وبناء المجتمع الديمقراطي المنبثق من فلسفة الأمة الديمقراطية  ليست حديثة ولها تجربة تمتد لعقود من النضال والتي بدأت مع انطلاق حركة التحرر الكردستانية. من هذا المنطلق فان الشعب الكردي والقوى التحررية معه ليس بغريب عن هذه التجربة المجتمعية الرائدة لأنه ساهم فيها بكل قواه المادية والمعنوية. وما إعلان الإدارة الذاتية في روج آفا وتوسيعها إلى فدرالية  الشمال السوري  إلا ثمرة ونتاج من هذا الميراث النضالي المقاوم، وقد وجدت في شمال سوريا الأرضية المناسبة لانطلاقته نتيجة لانهيار النظم الاستبدادية القومية وإفلاس الذهنيات الإنكارية الاستبدادية أمام رغبة الشعوب في الانعتاق من نير الاحتلال والاستغلال، ورغبتها في العيش بحرية وكرامة في ظلّ نظام ديمقراطي تعددي نابع من فلسفة المجتمع وقيمه الأصيلة وقد نالت هذه الرغبة سبيلها في الفدرالية الديمقراطية  المبنية على طراز كومينالي ومجالس شعبية تدير نفسها بنفسها وتحل قضياها بعيداً عن سلطات الدولة المركزية وهيمنتها على مفاصل الحياة الاجتماعية، والتي أثبتت الوقائع المأسوية الجارية في الشرق الأوسط عامة وسوريا خاصة على مدى عقمها وأصبحت وبالاً على شعوبها ودماراً يهدد بنيتها وتماسكها المجتمعي ورقيها الحضاري والإنساني، لذلك تعدّ الانتخابات الفدرالية في الثاني والعشرين من الشهر الجاري من أعظم الانجازات التي يمكنها أن تكون لائقة بدماء الشهداء وتبرهن على نجاح الخط الثالث للثورة الحقيقية التي انطلقت من روجا آفا وتُظهر الإرادة الحرة لمكونات الشمال السوري في العيش بحرية وكرامة ضمن نظام مدني تعددي فدرالي.

شهناز العبدو عضوة مجلس حزب الاتحاد الديمقراطي في ناحية تربسبية :

إن نجاح الثورة في روج آفا وشمال سوريا عبرَ ترسيخ الحياة الندية التشاركية المتساوية بين الجنسين والذي يعتبر الإدارة الذاتية الديمقراطية الحالية ولاحقا نظام الفدرالية الديمقراطية والتي من المقرر أن توطد قواعدها المؤسساتية في 22 من الشهر الحالي  اللبنة الحقيقية  في إطار تأسيس المجتمع الأخلاقي والسياسي الديمقراطي والهيكل المؤسساتي الملموس للنظام الكومونيالي الفدرالي المجتمعي بغية إيصال المجتمع إلى إرادته الحرة وقراره المستقل في إدارة نفسه بنفسه وذلك عبر الاقتراع الحرّ عبر صناديق الانتخاب ابتداء من الكومين إلى الأقليم وبنظام رئاسي مشترك وتمثيل متجانس لكلا الجنسين، حيث أثبتت  الوقائع  ومنذ إعلان نظام المقاطعات ولاحقاً نظام الأقاليم الفدرالية في شمال سوريا  تحقيق الكثير من التطور وعلى جميع الأصعدة السياسية والعلمية والتربوية والاجتماعية والعسكرية والتنظيمية بالرغم من الهجمات الكبيرة و الكثيرة التي تعرضت لها روج آفا  وشمال سوريا،  حيث استطاعت أن تحقق انتصارات على الصعيد العسكري  التي صدت الهجمات الإرهابية الخطيرة التي تعرضت لها واستطاعت أن تحقق الانتصارات والنجاحات وتوسع رقعة المناطق المحررة بدءاً من تل كوجر وصولاً إلى الرقة ودير الزور،  وكذلك على الصعيد التربوي والتعليمي فقد أدخل التعلم باللغة الأم لأول مرة في جميع  مدارس روج آفا وشمال سوريا باللغات الثلاث العربية والكردية والسريانية،  وذلك حسب العقد الاجتماعي الذي يضمن حق جميع مكونات شمال سوريا  في التعليم بلغته الأم، هذا بالإضافة إلى تحقيق تنوع وغنى اجتماعي وذلك عبر تمثيل جميع فئات ومكونات وأديان فدرالية الشمال السوري في مختلف مناحي الحياة  وذلك عبر ما أقرته التقسيمات الإدارية للنظام الفدرالي لشمال سوريا، حيث يمكننا القول إن الانتخابات الفدرالية القادمة هي ثمرة فلسفة ونتاج الإرادة الحرة لمكونات الشمال السوري والتي تستند إلى قيم ومبادئ الأمة الديمقراطية وإثبات متانة مشروعها الديمقراطي كحل أنجع للمعضلة السورية عامة.

زر الذهاب إلى الأعلى