مانشيتمقالات

الانتخابات التركية وساعة الفصل

محمد ايبش

في تاريخ الشعوب وُجدت مراحل مفصلية وحساسة وفي بعض الأحيان تقصم ظهر البعير.

هنا ومن خلالِ متابعتنا للأحداث وتأثيرها على ما يجري في المطقة وتداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفي مقدمة هذه الأحداث وأهمها الانتخابات التركية التي ستبدأ يوم الــ 14 من أيار والتي تعد تاريخية ومصيرية حيث ستشهد تركيا نفسها على مفترق طرق في هذا اليوم الذي سيحدد مستقبل تركيا السياسي بين الانتقال إلى مرحلة ستحي من جديد النظام الديمقراطي وإنهاء حكم الطاغية في المنطقة أو استمرار الفاشية الإخوانية الأردوغانية والعنصرية ممثلة بالذئاب الرمادية وبدء مرحلة مكررة والكتابة على الجدران “مات الشعب وعاش الديكتاتور”.

هنا يجب على الشعب الكردي والقوى الديمقراطية في تركيا إضافة إلى المرأة أن يكونوا نقطة الفصل في هذه الانتخابات وبشكل خاص المرأة إذ عليها أن تحدد قدرها بيدها وليس بيد أيٍّ كان مهما نَعَتَ نفسه، حيث أننا لم نشاهد خلال هذه الفترة سوى صوت المرأة الكردستانية التي تمثل خط الحرية والحياة، ولكن على كافة النساء في تركيا التعاون والتكاتف لترك بصمتهنّ على لوحة النصر وتحقيق إرادتهن الحرة في هذه المرحلة.

إن إلحاق الهزيمة باردوغان مسؤولية تاريخية وأخلاقية وإنسانية تقع على عاتق أبناء تركيا من الطبقة الوسطى وعلى عاتق المرأة ليقولوا كلمتهم الفصل “فليمت السلطان ويحيا الشعب وتحيا المرأة”، وإن فاز الديكتاتور ستكون الكلمة “مات الشعب وعم الفساد والقتل والتهجير” لأن اردوغان سيشكل خطراً على البشرية جمعاء وليس على المنطقة، وسيحول تركيا إلى سجن كبير وستنعدم أبسط الحقوق وخاصة حقوق القوى الديمقراطية في تركيا.

إذاً هذه الانتخابات هي مسألة وجود أو لا وجود، ولذلك على الشعب الكردي والقوى السياسية أن تتحالف في وجه الاستبداد ورسم ملامح تركيا جديدة، وليكون لهم الدور الأساسي في منطقة الشرق الأوسط انطلاقا من التشاركية الحقيقية منطلقين من بردايغما الأمة الديمقراطية وحل كافة القضايا عن طريق الحوار تحت قبة البرلمان وصياغة دستور عصري يقطع الطريق أمام عودة المستبدين إلى قيادة تركيا، لذلك نقول لتحيا الشعوب وليَمُت المستبدون.

زر الذهاب إلى الأعلى