المجتمع

الألبسة الأوروبية في غزوها للأسواق المحلية

الألبسة الأوروبية المسماة (البالا)؛ لم تكن رائجة في سوريا بشكل عام وذلك لتوفر صناعة الألبسة المحلية ذات جودة عالية وأسعار منافسة للسوق ومناسبة لكافة طبقات الشعب والمجتمع.

إلا أن ما شهدته سوريا أزمة وصراع مسلح جلب معه حصار اقتصادي رُفعت أسعار البضائع على اختلاف أصنافها وأسعار المواد الغذائية، ونالت الألبسة الحصة الأكبر من ارتفاع الأسعار هذا، لذا كان لابد من بديل، ففي روج آفا كان الغلاء الزائد إلى جانب عدم توافر فرص العمل وقلة المواد المستوردة بسبب الحصار إضافة إلى ارتفاع سعر الدولار الأمريكي أدى إلى ارتفاع السلع بشكل جنوني.

الأسعار عموماً ليست متكافئة مع دخل المواطن الذي يشتكي من سوء معيشته ووضعه الاقتصادي، لذا أصبح المواطن يبحث عن البضاعة الرخيصة كي يستطيع سد احتياجاته ومستلزماته، من ناحية الألبسة وجد في ثياب البالا أو المستعملة الأوروبية ضالته، خاصة وأن أثمان الألبسة الجديدة باهظة ولا تناسب مع دخل المواطن. مما ساهم في انتشار محال (البالا) التي شكلت خطراً كبيراً على محال الألبسة الجديدة في السوق المحلي، فتجد الغالبية تتوجه إلى هذه المحال كون أسعارها أرخص مقارنة مع البضاعة الجديدة في السوق وجودتها مقبولة لدى المواطنين، وضمن هذا الإطار رصدت صحيفة الاتحاد الديمقراطي آراء بعض المواطنين و أصحاب بعض المحلات حول هذا الموضوع .

فرق شاسع بين أسعار البالا وأسعار السوق

صخر خلف الحمادي صاحب محل ألبسة أوروبية مستعملة:

نحن مقبلون على فصل الشتاء والناس يتوافدون إلى محلات البالا لشراء الألبسة الشتوية ولا سيما السترة (الجاكيت) الذي يتراوح ثمنه في المحلات العادية بالسوق ما بين (15000-25000)ل.س وأكثر، أما لدينا فيتراوح سعر الجاكيت الواحد من (2000) إلى (4000) ل.س أي بمقدور أي عائلة أن تكسو أطفالها بكافة الأعمار وبأسعار مناسبة تناسب جميع الأسر.

محلات البالا في ازدياد

أبو زانا صاحب محل بالا على جسر البشيرية التابع للسوق:

كانت محلات البالا تكاد معدومة، ومعظم الناس كانوا يخجلون عند ذهابهم لشراء الملابس المستعملة من البالا إلا أن في الآونة الأخيرة وخصوصاً بعد انطلاق الأزمة السورية بدأت محلات البالا تزداد يوماً بعد يوم حتى انتشرت في كل مكان حتى الأحياء والحارات الشعبية، وفي كل شارع وزاوية وعلى بعد كم متر ترى محلاً للبالا وذلك لإقبال الناس عليها، ففي هذا الشارع فقط توجد خمس محال للبالا.

نشتري بضاعة ضمن أكياس كبيرة ومضغوطة نفتحها أمام زبائننا بعد تحديد يوم لهم، والفائض من الملابس التي لم تباع وقتها نقوم بفرزها وتعليقها حسب الأصناف (أطفال، ولادي، رجال، نساء) ليقوم بشرائها المتسوقون.

الأسعار مرتفعة والراتب لا يكفي  

شيرين حجي نوري خريجة أدب إنكليزي وأم لثلاثة أطفال:

تقول أنها قبضت راتبها وذهبت إلى السوق كي تشتري ملابس جديدة لأولاها لكن الأسعار العالية وضعتها أمام تردد فإذا اشترت الملابس الجديدة سينتهي الراتب على ثياب أحد الأطفال فقط أما الآخرين سيبقيان دون ثياب، لذا عادت أدراجها وتوجهت إلى محل البالا لشراء الملابس لثلاثتهم.

محلات البالا أيضاً ترفع من أسعارها 

أمينة ربة منزل تقول لدي خمسة أولاد، فتاة وأربع فتيان، نتيجة الأسعار الباهظة لا أستطيع شراء الملابس لأولادي ولو لمرة واحدة في السنة لذا أقصد محلات البالا من حين لآخر ولكن في الفترة الأخيرة بدأ أصحاب محلات البالا هم أيضاً يرفعون أسعار بضاعتهم متحججين بذلك أنهم يتعاملون بالدولار مع التجار، ودفعهم ضرائب بضاعتهم وجماركها.

عدة أطقم بسعر الطقم الواحد الجديد

أواز حمزة طالبة جامعية تقول: أدرس في الحسكة وأداوم بشكل يومي في جامعتي، وكل يوم داوم يحتاج طقماً جديداً من الثياب، فإذا اشتريت عدة أطقم جديدة منعت عن عائلتي مصروفها كون والدي موظف وراتبه محدود يعيلنا فيه، هذا إلى جانب مصاريف دراستي والطريق، لذا أتوجه إلى محلات البالا لأشتري بين الفترة والأخرة عدة أطقم بسعر طقم جديد.

وما يدفعني إلى البالا أن ملابسها ذات جودة عالية ومن الماركات وأرخص ثمناً.

سوق البالا ملاذ للفقراء

سمير خلف أب لخمسة أطفال عامل عادي يعمل أحياناً بشكل متواصل وينقطع أحياناً أخرى أي إنه لا يتمتع بدخل شهري ثابت فيقول ألجأ إلى محلات البالا حتى في الأعياد والمناسبات كثير من الأحيان أحس بتأنيب الضمير تجاه أفراد عائلتي

إعداد: حسينة عنتر

زر الذهاب إلى الأعلى