المجتمعمانشيت

إلى من يلجأ المواطن …تساؤلات واستفسارات

OLYMPUS DIGITAL CAMERA

تقرير: حسينة عنتر

تعاني منطقتنا وخاصة في فصل الصيف من نقص حاد ومزمن في المياه بلغ حد الانقطاع النهائي في بعض أحياء مدينة قامشلو مضيفاً معاناة أخرى إلى التي يعيشها المواطن !!!

هذا في ظل سوء الخدمات وترديها من حيث انقطاع التيار الكهربائي وسوء التنمية بالمنطقة في طريقة تعاطي مؤسساتها مع الأزمة المعاشة خلال الثماني سنوات………

تساؤلات يطرحها المواطن على جميع الجهات المعنية…؟؟؟

فوحدة المياه المسؤولة عن توزيع المياه في المنطقة لا تقدم أي جواب شافٍ لمراجعيها؟

بل تكتفي بالمماطلة والتهرب في أغلب الأحيان من المواطنين حينما يستفسرون عن سبب الانقطاع الطويل للمياه عنهم، وتلقي اللوم على المواطنين وعلى مؤسسة المياه العامة بقامشلو، والتي بدورها لم تحرك ساكناً لإيجاد أي حل جذري لمشكلة تفاقمت خلال سنوات الأزمة؛ سوى قيامها مؤخراً بتنفيذ مشاريع إعلامية من قبيل ــ قمنا وسنقوم وقيد التنفيذ ــ في الوقت الذي يتساءل فيه المواطن عن غياب بلديتهم أو الجهة المعنية التي من المفترض أنها منتخبة لأجلهم وأنها تمثل سلطة تنفيذية لخدمة المجتمع حيث تُخلي البلدية مسؤوليتها عن المياه بإلقاء اللوم على وحدة المياه في المنطقة.

لذا كان من الجدير بصحيفة الاتحاد الديمقراطي أن تستوضح الأمر للمواطن والجهات المعنية بهذا التقرير التالي.

بحلول فصل الصيف يزداد استهلاك المياه

زينب موسى من أهالي حي جودي(قناة السويس) تحدثت للصحيفة وقد خرجت من حنجرتها نبرة صاخبة وإن دلَّ على شيء إنما يدل على المعاناة التي تجدها هذه السيدة وغيرها من أبناء الحي: ننظر إلى صنبور الماء بحسرة في هذه الأيام التي تصل الحرارة إلى 50 درجة مئوية وبحلول فصل الصيف يزداد استهلاك المياه وتزداد معه الصعوبات التي تواجهنا مما نضطر إلى شراء الماء من الصهاريج المتنقلة غير مكترثين بنظافة المياه هل هي صالحة للشرب أم لا، والأنكى من ذلك نرى بين الحين والأخر أن صاحب الصهريج قد رفع سعر البرميل؛ فقبل عام كنا نشتري برميل الماء بـ 100 ل.س والسنة سعر البرميل الواحد بـ200 ل.س أي إذا نويت تعبئة خزان يكلف 1000 ل.س؛ وقطعت حديثها بلوعة وحرقة قلب.

حي الزيتونية ينقطع الماء عنها لأسابيع

فهد عبد الرحمن من حي الزيتونية والمعروف عنها بأنك لا تجد الماء فيها لأسابيع: إن سوء عمل محطات المياه ونقص الماء وخاصة في هذا الفصل أدى إلى تشجيع ظاهرة بيع المياه بالصهاريج المتنقلة، ليشتريها الناس بنحو 1000ليرة سورية للخزان الواحد، وهي لا تكفي لقضاء حاجاتنا اليومية من غسيل وجلي وتنظيف مع عدم معرفة مدى صلاحية هذه المياه المنقولة للشرب، لأنه لا يعرف مصدرها.

ولهذه الأسباب كلها اضطررت لعرض منزلي للبيع بعد قطع سبل الحل مع أنني في بداية الأزمة لجأت إلى حفر بئر حيث كلفني مبلغ هائل ولكن ومن العام الماضي وبسبب الانقطاع المتواصل للكهرباء وكلما نقوم بتشغيل الغطاس يتم فصل الكهرباء بسبب الضغط على القاطع الذي لا يتحمل تشغيل الغطاس مما خلق مشاكل لدي من تغيير القاطع بين فترة وأخرى بالإضافة إلى أعباء أخرى ومصاريف جديدة فكان الأحسن أن أبيع المنزل وارتاح مما أعانيه ما جعلني أكتب على جدران منزلي من جهاته الأربع الدار برسم البيع.

عدم التبذير والاسراف في استخدام المياه

مريم أوسي: من سكان الحي الغربي في قامشلو بداية نقدم الشكر لكل من يساهم في تقديم الخدمات وتأمين الحاجيات الرئيسية للمواطنين من أفراد وهيئات ومؤسسات، حقيقة في ظل هذه الظروف الصعبة ونقص في الموارد المائية تعاني أغلب المناطق في شمال سوريا وسوريا عموماً من نقص عام في مياه الشرب، هذه المشكلة ليست بجديدة لكنها تفاقمت في الوقت الراهن وخاصة في فصل الصيف.

بالنسبة للحي الذي أسكن فيه لم الاحظ معاناة حقيقية فالماء متوفر طيلة أيام السنة بالرغم من فترات انقطاع محدودة جداً وفي إطار زمني  قصير، لكن هناك بعض الملاحظات المتعلقة بكمية الاستهلاك والصرف المسرف عند بعض المواطنين، فعلى سبيل المثال هناك هدر وعدم مبالاة من قبل بعض المواطنين والمشاهدات اليومية في خلال فترة المساء كفيلة بتوثيق هذا الهدر والاسراف هذا من جهة.

ومن جهة أخرى يمكن القول إن الادارة الذاتية الديمقراطية في شمال سوريا وبمؤسساتها الخدمية والمعنية بتأمين المياه قد قامت بجهودٍ جبارة منذ بدء الأزمة في سوريا وحتى الوقت الراهن، ونحن نعلم بأن تأمين مياه الشرب وإيصالها عبر المحطات والشبكات إلى المواطنين بحاجة إلى جهودٍ عظيمة وميزانيات ضخمة.

حقيقة يجب تقدير هذه الجهود وأن نساهم بشكلٍ أو بآخر في أن نكون إلى جانب هذه المؤسسات الخدمية كون هذه المؤسسات ملكنا جميعاً ويجب أن نحافظ على نقطة المياه بل أطالب بتشكيل لجان مراقبة جوَّالة في الأحياء ذات صلاحيات واسعة وخصوصاً في فصل الصيف لمنع إهدار المياه وتكون من مهامها ترشيد استهلاك المياه واستخدامها والمواطن يجب أن يكون لديه روح المسؤولية ومراجعة نفسه وتحكيم ضميره في الإسراف اللامعقول في هدر المياه وأن يحاسب نفسه قليلاً ويفكر ولو للحظة واحدة أن أطفال غيره يحتاجون إلى نقطة الماء في حين (هو/هي) تُبقِي صنبور الماء مفتوحاً على الرصيف لساعات طِوال.   

 بالطبع ولهذا الشيء نحن بحاجة لفعالياتٍ توعوية أيضاً لترشيد استهلاك المياه وعدم التبذير والإسراف في استخدام المياه ورفع الوعي المائي عند جميع المواطنين في شمال سوريا، كون منطقتنا تعيش أزمة مائية عامة.

نعمل ونضع آلام المواطنين أمام أعيننا

صباح شابو المكتب التنفيذي بلجنة البلديات بمقاطعة قامشلو ومتابعة على شركة المياه تحدثت للصحيفة قائلةً: لدينا محطتين لتغذية المدينة بالمياه محطة الهلالية ومحطة العويجة ولكن نجد هناك تجاوزات في بعض الآبار على هذين المحطتين من قبل الشعب وذلك بأخذ خطوط مياه فرعية من تلك الآبار مما يسبب تسريب في المياه عبر تلك الخطوط، كما هناك تجاوزات بالكهرباء وهذه التجاوزات تؤثر على المحطة وعلى مضخات المياه فضعف الطاقة الكهربائية يؤدي إلى تعطيل الغطاسات وهناك العديد من الغطاسات بحاجة إلى التصليح.

هناك أربعة مشاريع للدراسة مشروع لحي قدوربك وحي الموظفين وطاحونة مانوك، حالياً هذه المشاريع قيد الدراسة وستتحول إلى قيد التنفيذ وهي عبارة عن فتح وتوصيل لخطوط فرعية من الخط الرئيسي للشبكة العامة للمياه لتصبح خطوط المياه قوية وضخها قوي.

تعود بعض المشاكل إلى (السِّكْرِ الرئيسي) وكذلك بعض الخطوط متكلسة قديمة تؤدي إلى ضعف في الضخ كذلك هناك مشاكل يخلقها المواطن بذاته بعض المواطنين الذين يستخدمون ما يسمى (الدينمو الحرامي) له فائدة لصاحبه ويسحب المياه من الأنابيب ما يؤدي إلى الحاق الضرر بالجيران ومن حوله ويسبب إلى دخول الهواء إلى أنابيب المياه ما يسد الطريق أمام اندفاع المياه وبذلك لا يمكن لشخص آخر وخاصة أصحاب الطوابق والبنايات الحصول على الماء لذلك ومن هذا المنطلق قمنا بإصدار تعميم لكافة الأحياء بالمساعدة والتنسيق مع المجالس والكومينات فأي شخص يقوم بتركيب دينمو الحرامي في منزله يصادر الدينمو كما يدفع غرامة مالية.

رش المياه غسل السيارات يعتبر هدراً للمياه وتعد مخالفة، وعلى الكومينات تدارك الوضع لأنه يؤدي إلى انقطاع مناطق أخرى من المياه مما يؤدي إلى تفشي ظاهرة بيع المياه عن طريق الصهاريج.

يجب الحفاظ على نقطة المياه التي تعتبر حياة الإنسان وكل الكائنات الحية ومن هذا المنطلق اتخذنا قراراً يقضي بسحب كافة الصهاريج التي يبيع أصحابها الماء وذلك لدعم دائرة المياه لتستطيع توزيع المياه على جميع السكان.

ننتقد أنفسنا وهيئة المياه لعدم تلافي الوضع الذي يعاني منه الشعب قرابة أربعة سنوات وأكثر ولم تستطع وضع حلول مناسبة ربما لضعف القدرات والإمكانات التقنية، لذا نعمل وبالتعاون مع جميع الجهات المختصة لإيجاد حلول من خلال المشاريع المخططة والقيد التنفيذ.

كلمة أخيرة

لابد من القول أنه علينا أن ننتهز فرصة التعاون ابتداءً من الكومين وانتهاءً بكافة الهيئات والجهات المعنية بالأمر لأجل الحفاظ على المياه، عبر العمل السريع على تحقيق الحلول ويجب علينا أن نعلم أن من أهم الخطوات التي تُسرِّع في عمليات الترشيد وعدم هدر المياه، هي أن يتم فرض برامج توعوية يومية على الشعب لإدراك أهمية الحد من الممارسات والسلوكيات الخاطئة التي تسهم في هدر كميات كبيرة من المياه في مناطقنا، البعض يغسل سيارته وآخرون يقومون بغسل عتبات المنازل المطلة على الطريق المُزَفَّت لساعات دون الاكتراث بأن جاره في الشارع الآخر أو حتى في نفس الشارع ليس لديه أية نقطة ماء..

ومن الواجب توضيح نقطة هامة وهي التي تتمثل في: إن ما يحدث من هدر المياه في الشوارع وغسل السيارات، فإن أثره سوف يظهر ويؤثر على الجميع، وهذه حقائق علمية وليست ادعاءات.

زر الذهاب إلى الأعلى