مقالات

إرادة المقاومة ستنتصر

شاهوز حسن

منذ اليوم الأول لبدء العدوان التركي على عفرين؛ تطورت مقاومة بطولية لا مثيل لها؛ وكان هذا قراراً صائباً من قِبَل شعب عفرين ومقاتليه الشجعان.

لأن الجميع يعلم نوايا الدولة التركية التي تمارس سياسة الإبادة العرقية ضد الشعب الكردي، وتاريخها مليء بارتكاب المظالم والمجازر والإبادة العرقية ضد الشعوب وخاصة ضد شعوب المنطقة الأصليين من الأرمن والسريان والكرد والعرب، حيث قام العثمانيون في العام 1915 بإبادة الأرمن والسريان وبعدها وضعت أعواد المشانق في دمشق وبيروت وتاريخها السفاح شاهد على ذلك، وتركيا كانت وما تزال ترتكب المجازر ضد الشعب الكردي ويكفي ذكر ما قامت به مؤخراً في (جزيرة بوطان) بإحراق الناس أحياء في قبو منازلهم.

الدولة التركية باحتلالها لعفرين تعمل على تحقيق التغيير الديمغرافي؛ من خلال جلب المرتزقة التابعين لها، حيث إنها جلبت معها مرتزقة من الأيغور وغيرهم ممن ينتمون لفكر القاعدة وداعش من باقي المحافظات السورية ومن مخيمات اللاجئين السوريين.

ارتكبت الدولة التركية المحتلة جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب من خلال استهداف المدنيين والمناطق الأثرية وسدود المياه واستخدامها الأسلحة المحرَّمة دولياً والأسلحة الكيماوية.

وكذلك يعلم الجميع أن الاحتلال التركي يأتي بهدف منع القضاء التام على داعش، لأنه كان يلفظ أنفاسه الأخيرة بفضل قوات سوريا الديمقراطية.

أيضاَ الاحتلال التركي يستهدف التجربة الديمقراطية في شمال سوريا، ويسعى للعمل على خلق الصراعات بين الكُرد والعرب بشتى الوسائل، وتركيا تخاف من التجربة الديمقراطية في شمال سوريا، حيث تمكن الكرد والعرب والسريان و.. من تحقيق نموذج قابل للتطبيق في كل سوريا وهذا ما لا يتوافق مع عقلية الدولة التركية الفاشية.

وفي مقابل هذه الهجمة الفاشية والداعشية كانت وما زالت إرادة المقاومة الحرة، ومن خلالها تحققت الملاحم البطولية ورأى العالم أجمع كيف يمكن أن يقاوم شعب عفرين ضد ثاني أكبر جيش في الناتو وباعتراف الحكومة التركية ذاتها بأنه لولا طائرات الاستطلاع لما كانوا قادرين على تحقيق شيء، وهذا يثبت حقيقة مقاومة العصر.

هذه المقاومة تمت باسم الإنسانية جمعاء ضد النزعة الفاشية والداعشية، وأيضاً أصبحت إلهاماً لكافة أجزاء كردستان، ولكافة القِوَى الديمقراطية في سوريا والمنطقة، حيث شارك جميع العالم مع الشعب الكردي بالفعاليات ضد الاحتلال التركي، وكان يوم الرابع والعشرين من هذا الشهر مثالاً على وحدة العالم الحُرْ حول مقاومة عفرين.

اليوم ورغم الصعوبات التي يعاني منها شعبنا بسبب النزوح، إلاّ أنه متمسك حتى النهاية بقرار المقاومة وتصعيد النضال ضد الفاشية التركية ومحاربة القوات المحتلة لأرضنا، ويعلم شعبنا أيضاَ أن الفاشية هي القمة في النزعة العدوانية وهي نابعة من الخوف من الانهيار، وهذه حقيقة النزعة الفاشية لدى أردوغان وحكومته، فهي تخاف من إرادة الإنسان الحر وتهاب القِيَم الديمقراطية المتمحورة حول نضال شعبنا في شمال سوريا بشكل خاص.

إننا نعتمد فكر القائد عبد الله أوجلان، ما يعني الاعتماد على النفس وتطوير النضال والمقاومة حتى النصر وهذه هي حقيقة نضال القائد ورفاقه الأوائل في زنزانات سجن ديار بكر.

اليوم هناك ضرورة لتحويل جميع الساحات والميادين إلى ساحات مقاومة ضد الفاشية التركية ومرتزقتها.

زر الذهاب إلى الأعلى