الأخبارروجافامانشيت

إذاعة مونت كارلو:الهجوم الأخير لداعش يؤكد بأن الإدارة الذاتية تحتاج إلى اعتراف دولي بها وإلى مساعدات مالية

 أشارت إذاعة مونت كارلو الدولية في تقرير لها إلى أن هجوم تنظيم داعش الإرهابي الذي بدأ قبل أيام على سجن خاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا يظهر هشاشة السجون المكتظة التي يصعب تأمينها, وأنها تعد مرتعاً ومركزاً  للجهاديين, وأن التحالف الدولي لمحاربة داعش غير مبالٍ بذلك.

وأكد التقرير أن هذا التهديد معروف منذ زمن طويل, فقد عملت قوات سوريا الديموقراطية على نحو جيد في السنوات الأخيرة من أجل تأمين هذه السجون, وحول هذا الأمر قال (سلمان شيخ) مؤسس مجموعة شيخ المتخصصة في حل النزاعات في الشرق الأوسط لوكالة فرانس برس: تم تحذير قوات سوريا الديمقراطية منذ فترة من أنهم لا يستطيعون الاستمرار في ذلك لفترة طويلة.

وقال (كولن كلارك) مدير البحث في مركز صوفان بنيويورك:

تحتاج قوات سوريا الديموقراطية إلى استراتيجية للتعامل مع هذا التهديد, حتى الآن كانت الاستراتيجية (التي اتبعها الغرب) تقوم على التهرب من مواجهة الأمر, أين المساعدات؟

وبدوره قال (جيروم دريفون) المحلل في مجموعة الأزمات:

 إن تنظيم داعش ليس في الوضع نفسه الذي كان عليه عندما كان يسيطر على منطقة واسعة, ويتخذ قراراته بطريقة هرمية, وهذه العملية نُفِّذت إما لإرسال إشارة على عودة التنظيم, أو قد تكون ذات بعد محلي ونفذتها خلية تريد إطلاق سراح عناصر من هذا السجن بالتحديد.

وأوضح التقرير بأن المحللون والمسؤولون العسكريون والسلطات المدنية كلهم يتفقون على الاعتراف بأن هذه السجون ليست إلا أرضاً خصبةً لتفريخ الجهاديين, نظراً لأنها تؤوي عناصر محليين ومقاتلين أجانب, ومن خلال احتجازهم معاً، يتواصلون فيما بينهم ويخططون للتحرك بمجرد مغادرتهم السجن, وتدريب الأجيال الشابة على القتال, ويستعدون لمعارك قادمة.

وأشار (كولن كلارك) إلى خطاب ألقاه زعيم تنظيم داعش في 2012 أبو بكر البغدادي أكد فيه بأن التنظيم سيعود إلى هذا التكتيك، وسيعملون من جديد على هدم الجدران.

وقال مؤسس شركة Jihad Analytics (داميان فيريه) لفرانس برس:

منذ عام 2013 نفذ التنظيم 22 هجوماً على سجون في العراق وأفغانستان والفيليبين وجمهورية الكونغو الديموقراطية وليبيا والنيجر والمملكة العربية السعودية وطاجيكستان ومن ثم في سوريا, وعلى الرغم من تكتم التنظيم المتطرف نسبياً في الأشهر الأخيرة، تُظهر هذه العملية أنه ما زالت لديه القدرة على تنفيذ هجمات كبيرة, وأن إطلاق سراح عشرات السجناء بما في ذلك بعض القياديين سيسمح له بتعزيز صفوفه.

وأشار التقرير إلى أن الأميركيين والأوروبيين والعرب يقرّون بأن القتال ضد تنظيم داعش وسائر التنظيمات المتطرفة بشكل عام لم ينته بعد، كما يتضح من نشاط العديد من فروعه وفروع تنظيم القاعدة المنافس له, في ظل عدم وضوح الأميركيين والمجتمع الدولي في ما يتعلق بأهدافهم.

وشدد التقرير على أن التعاون الدولي والإقليمي والمحلي يجب أن يعطى الأولوية لدعم جهود الإصلاح المبذولة في شمال وشرق سوريا, وأن المكونات المختلفة التي تعيش في منطقة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا تحتاج إلى اعتراف دولي بها وإلى مساعدات مالية.

زر الذهاب إلى الأعلى