الأخبارمانشيت

إدلب على حضيض الرصيد التركي -الروسي

تشهد مدينة إدلب سباقاً مع الزمن في مغبة وضعها المتداخل والمتشعب بين القوى الإقليمية والدولية المتصارعة في حرب عالمية ثالثة على الأرض السورية.

احتدمت المعارك فيها بعد هدوء نسبي شهدته عقب توقيع اتفاقٍ بين تركيا وروسيا في أيلول العام الماضي، ونشرت تركيا بموجبه نقاط مراقبتها لرصد تطبيق الاتفاق، إلّا أن النظام السوري صعّد هجماته عليها منذ شباط المنصرم، ولا يزال هذا الوضع قائماً، عقب تعاظم الدور الروسي في سوريا على حساب الدور الإيراني، وفي ظل فرض هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) شروطها على الأتراك والروس، هل من الممكن حسم ملف إدلب؟ وهل سيتم إكمال الاتفاق الروسي- التركي الذي ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين قوات النظام والفصائل، وما هي التداعيات الناتجة عن إدلب على سوريا عموماً وعفرين خصوصاً لاسيما وأن تركيا تعمل على توطين مرتزقتها من ادلب في عفرين؟.

هذه الأسئلة طرحناها في صحيفة الاتحاد الديمقراطي على الصحفي في وكالة أنباء هاوار نورهات حسن الذي استهل حديثه بالقول: <ملف إدلب معقد نوعاً ما، هناك يد أمريكية خفية في الأمر، أميركا تسعى للحفاظ على السيطرة التركية في تلك المنطقة، لأن تركيا عضو في حلف الناتو وهذه المناطق التي قد تسيطر عليها روسيا تُعتبر مناطق للناتو.

الحسم سيكوم صعباً جداً وسط الدعم الذي تقدمه تركيا وأمريكا لوجستياً وإعلامياً، فالأولى تعطي الأسلحة وترسل مجموعات مرتزقة من عفرين وإعزاز إلى جبهات حماة، والثانية تقول أن النظام يُحضِّر لهجوم بالأسلحة الكيماوية وتُنذر النظام وروسيا بالرد في حال الاستخدام>.

حسم معركة إدلب صعب على روسيا والنظام

ويضيف حسن: <تركيا متخبطة في هذا الأمر، أميركا تعمل على فض الاتفاق الروسي التركي ومنع تركيا من إبرام صفقة S400، لكن هذا يعني أن روسيا لن تُبقي تركيا في غرب الفرات وستحاربها بشتى الوسائل.

حسم معركة إدلب سيكون صعباً على روسيا والنظام، فهم حتى الآن يتصارعون على إحكام السيطرة على بلدة كفرنبودة.

نسف الاتفاقات الروسية التركية بعوامل أمريكية

ولا يستبعد حسن نسف الاتفاقات الروسية – التركية بقوله: <قلت في حديثي أن أمريكا ستمنع تركيا من إبرام صفقة S400 وهذا يعني أن كافة الاتفاقات بين روسيا وتركيا ستُنسف وهذا يشمل المنطقة منزوعة السلاح أيضاً>.

خيبات أمل المعارضة في إدلب أم انتصاراتها؟!

ويجد الصحفي في وكالة أنباء هاوار أن إدلب هي المنطقة الأخيرة التي تتمركز فيها قلة من فصائل من المعارضة، أي خارج العمليات العسكرية التي نفذتها تركيا في عفرين وجرابلس والباب وإعزاز، في حال سيطرة النظام وروسيا على إدلب، هذا يعني أن لا معارضة في سوريا، سيُقال عنها فصائل تابعة لتركيا فقط، أي أن المعارضة ستفقد كافة آمالها في إسقاط النظام.

أما خبير مجلس الشؤون الدولية الروسي، أنطون مارداسوف، فيجد أنه” على الرغم من وجود التزامات تركية بضبط المعارضة الراديكالية، فإن هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) تفرض شروطها الخاصة، بما في ذلك على الأتراك”.

 ويتوقع مارداسوف أن تكون روسيا وتركيا قد وضعتا نصب أعينهما تطهير بعض المناطق في إدلب. وتركيا، لا تستطيع أن تعلن صراحة أنها تسلم هذه الأراضي للقوات الحكومية. فذلك يقوض موقف السكان السنة والمعارضة منها. الآن، يتم لعب سيناريو مثل هذه الفوضى، التي يجري خلالها الهجوم على إدلب.

حملة عسكرية ضد تركيا في عفرين

أما بالنسبة لعفرين فيقول نورهات حسن أن الروس وضعوا نقاط عسكرية لهم في منطقة تل رفعت قبل أيام، وهذا يشير إلى توتر تركي روسي، بعد الدعم الذي تقدمه تركيا للفصائل في إدلب، في حال استمرار ذلك قد نرى حملة عسكرية ضد تركيا في عفرين لقطع الطريق بين إعزاز وإدلب.

الهوَّة السورية المفتعلة بمآلاتها في فوضى إدلب

في الفوضى التي تشوب إدلب، الأزمة السورية على مفترق طرق.

راهناً تؤدي إلى طريق رئيسي يعمق الهوة السورية المفتعلة بأيدٍ خارجية، فيما تبقى إدلب على حضيض التركي- الروسي…

إعداد: سيدار رمو

زر الذهاب إلى الأعلى