الأخبارمانشيت

أولُ دورةٍ تدريبيةٍ باسمِ الشهيدة هناء عبد الكريم الصقر لأبناءِ الرقةِ وديرِ الزور

خضعَ العشراتُ منْ نساءِ ورجالِ مناطقِ الرقة والطبقة ودير الزور لدورةٍ تدريبيةٍ تعتبرُ الأولى منْ نوعها على مستوى منطقةِ الرقة، بعدَ أنْ تحررتْ منْ مرتزقةِ داعش، وأبدى المنضمونَ سعادتهم بالانضمامِ قائلين:” أدركنا خلالَ هذهِ الدورة ما معنى المجتمعُ الحرُ الديمقراطيُّ وكيفيةِ الوصولِ إليه”.

افتتحَ مجلسُ الرقة المدنيّ بتاريخِ 2/ يوليو – تموز/ 2017 أول دورة تدريبية لأعضاءِ وعضواتِ المجالسِ المحليةِ في ريفِ الرقة ومنطقتي الطبقة ودير الزور، وذلكَ في بلدةِ عين عيسى، والتي انضم إليها 28 عضو وعضوة، ممنْ سيمثلونَ نواةَ التنظيمِ في المناطقِ المحررةِ حديثاً منْ مرتزقةِ داعش، حيثُ سيخضعُ فيها المتدربونَ إلى دروسَ أيدولوجية وتنظيمية لمدة 15 يوماً.

حيثَ أطلقتْ عليها اسم دورةَ الشهيدة هناء عبد الكريم الصقر، ويتلقى المتدربونَ خلالها دروساً فكرية، وتوعوية أبرزها دروسٌ عن “تاريخ المرأة وحقيقتها، الحرب الخاصة، الثقافة والأخلاق، الدفاع المشروع والمجتمع الطبيعي”.

وفي هذا السياق عَبَّرَ عددٌ منَّ المنضمينَ إلى الدورةِ عن فرحهم الشديدِ لمشاركتهم في الدورةِ التي تعتبرُ الأولى منْ نوعها، آملينَ بالتكثيفِ منْ افتتاحِ مثلِ هذهِ الدوراتِ لأبناءِ منطقتهم.

المتدربة “ضياء مقداد” منْ مدينةِ الطبقة قالت: “للمرةِ الأولى أحسُّ بدوري كمرأة واستدركتُ منْ خلالِ هذهِ الدورة الصحَّ منْ الخطأ”, كما واستدركتُ بأنَّ للمرأةِ تاريخٌ حافلٌ بالإنجازاتِ والاكتشافات. هذهِ الدورة تشجعُ المرأةَ كي تدافعَ عن نفسها بنفسها، وتدركَ دورها بينَ المجتمع, لذا نأملُ أنْ ينتشرَ هذا الفكرُ الديمقراطيُّ بينَ كافةِ نساءِ الرقة وسوريا لكي يستفدنَّ منهُ كافةُ النساء”.

وأشارتْ المتدربة “وزيرة الخلف” منْ قريةِ (بير ظاهر)، أنهُ منْ يودُ أنْ يعي نفسهُ ويدركَ أسسَ تحقيقِ الديمقراطيةِ في المجتمعِ عليهِ الانضمامَ إلى مثلِ هذهِ الدورات، مبيّنةً أنها تعلمتْ أنَّ المرأةَ متساويةٌ مع الرجلِ في كافةِ المجالات”.

وأضافتْ “أتيتُ إلى هذهِ الدورةَ بإرادتي, قبلَ مجيئي إلى هذهِ الدورة لم أكنْ أعلمُ ما هوَ مضمونُ هذهِ الدورة، ولكنْ بعدَ انضمامي للدورةِ والانخراطِ فيها أدركتُ بأنَّ منْ يريدُ أنْ يعي نفسهُ على أساسٍ ديمقراطيٍّ عليهِ الخضوعَ لهذهِ الدورة، هذهِ الدورة ليستْ لشعبٍ معينٍ بل لكافةِ الشعوبِ الديمقراطية، وتعلمتُ في الدورةِ الكثيرَ منها، اقتنعتُ بأنَّ المرأةَ مساويةٌ للرجلِ في كافةِ مجالاتِ الحياة, وهذا ما لم نتعلمهُ منْ الدوراتِ التي كنا نأخذها منْ مدارسِ الحكومةِ والدولة”.

ومنْ جانبهِ نوهَّ المتدرب “غسان يوسف” منْ مدينةِ دير الزور بالقول:” إنَّ هذهِ الدورات خطوةٌ مهمةٌ نحوَ إدارةِ المجتمعات”، وتابعَ قائلاً: “أتيتُ إلى أكاديميةِ المجتمعِ الديمقراطيِّ لكي أتلقى تدريباتٍ فكرية, إنَّ هذهِ الدورات التي تُقامُ في أكاديمياتِ المجتمعِ الديمقراطيِّ خلاقةٌ جداً, وهي خطوةٌ مهمةٌ جداً نحوَ تقدمِ وإدارةِ المجتمعات؛ أنا طبيبٌ وخريجُ الجامعات لكنْ هذهِ الأفكار لم نتقنها مسبقاً منْ أيِّ جهات, فنحنُ كشعوبِ وأممِ الشرقِ الأوسطِ نرحبُ بهذا الفكرِ الحر”.

وفي لقاءٍ معَ المشرفِ على الدورةِ التدريبيةِ مروان درباسية، قال:” بأنَّ الهدفَ منْ افتتاحِ الأكاديميةِ في هذهِ المنطقةِ هو للوصولِ إلى مجتمعٍ واعيٍّ ومنظم, ولكي يستطيعَ الاعتمادَ على نفسهِ وإدارةِ نفسهِ بنفسه. لافتاً بأنَّ أكثرَ الدروسِ التي جذبتْ أفكارَ غالبيةِ المتدربينَ كانتْ دروساً عن الدفاعِ المشروعِ والحربِ الخاصةِ وتاريخِ المرأة, وكانَ لهم مشاركاتٌ مكثفةٌ باستفساراتهم وطرحِ أسئلتهم، ويوجدُ تقدمٌ ملحوظٌ للمتدربين.

وأشارَ مروان إلى أنَّ العاداتَ القديمةَ في المنطقةِ كانتْ تفرضُ أنْ تكونَ المرأةَ منعزلةً عنْ الرجلِ وعن الحياةِ اليوميةِ والسياسية, وما يلفتُ النظرَ في هذهِ الدورة بأنَّ مشاركةَ النساءِ ضمنَ الدوراتِ الإيديولوجية دليلٌ على زوالِ تلكَ العاداتِ الجاهليةِ القديمة.

ويشارُ بأنَّ الشهيدة “هناء عبد الكريم صقر” التي سُميَّتْ الدورة باسمها هي امرأةٌ عربيةٌ منْ قرية جزرة أبو شمس في ريف دير الزور الشمالي، وُصِفَتْ بالمرأةِ المقاومةِ على ما أبدتهُ منْ مقاومةٍ في وجهِ مرتزقةِ داعش أثناءَ تسللهم في 20 من أيار/ مايو الماضي، وقاموا بارتكابِ مجزرةٍ بحقِّ المدنيين وقُتِلَ على أثرها 22 مدنياً بينهم أطفال.

زر الذهاب إلى الأعلى