تقاريرمانشيت

أوجلان من رمزٍ كردي إلى شمسٍ للحريّة

بعد نسج خيوط المؤامرة الدّوليّة بحقّ قائد الشّعب الكردي ورمز حريّته (عبد الله أوجلان), واعتقاله من قبل الدّولة التّركيّة بتواطؤٍ دوليٍّ واضحٍ, وسجنه في جزيرة إيمرالي, ظنّ المتآمرون بأنّهم سيحجبون شمس الحريّة الّتي أشرقت في سماء الشّعب الكردي وسيقضون على طموحاته, ولكن عندما خاب آمالهم, ووجدوا أن تلك الأفكار والفلسفة أصبحت إلهاماً لكلّ الأحرار في العالم لأنها بُنيت على المنطق والواقع وتلامس تطلّعات الشّعوب التّواّقة إلى الحريّة.

قامت السّلطات التّركيّة الفاشيّة بممارسات فاضحة وانتهاك واضحٍ لحقوق الإنسان بحقّ شخص القائد الكردي عبدالله اوجلان, بحيث أصبحت  جزيرة (إيمرالي) المكان الّذي يتمّ فيه التّحايل على الاتفاقيّة الأوروبيّة لحقوق الإنسان بصورةٍ منهجيةٍ منذ عشرين سنة وحتّى الآن, وتمّ العزل الكامل لسجن الجّزيرة عن العالم, كما مُنعت الزّيارات وفُرضت العزلة والتّجريد لأكثر من سبع سنوات على القائد, وانقطعت أخباره منذ عام 2015, كما تمّ رفض عدّة طلبات من محاميّيه لزيارته.

كلّ هذه الانتهاكات الصّارخة تُعتبر وصمة عارٍ على جبين المجتمع الدّولي, فانتفض أحرار العالم من أجل حريّة القائد, ونُظّمت المظاهرات والحملات العالميّة الرافضة لسجنه والمطالبة بإطلاق سراحه في مختلف دول العالم.

 وهناك حملةٌ عالميّةٌ تمّ إطلاقها مؤخّراً في أوروبا, وتتضمّن جمع تواقيع للمطالبة بحريّة أوجلان, وتُعتبر هذه أكبر حملةٍ على الإطلاق للمطالبة بالحريّة لسجينٍ سياسي منذ حملة الحريّة لمانديلا.

حملة الحرية لعبد الله أوجلان

نُظّمت الحملة من قبل مجموعةٍ من المثقّفين والسّياسيّين والنّقابات والحركات مع ملايين الأعضاء والمؤيّدين, مثل:

 Mairead Maguire)) (الحائز على جائزة نوبل للسلام).

(Noam Chomsky) ,( Jose Ramos-Horta)  (الحائزان على جائزة نوبل للسلام).

(ماورو بالما ) من (إيطاليا) :الرئيس السّابق للجنة الأوروبية لمنع التعذيب.

 و (الاتحاد البريطاني العام) ورابطة (دورهام مينرز) على سبيل المثال لا الحصر.

وبتاريخ 5/9/ 2018عقدت الّلجنة المشرفة على الحملة مؤتمراً صحفيّاً في مقرّ الاتّحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل, كشفت فيه أنّها جمعت 10 ملايين توقيع لأجل حرّية (أوجلان).

وقالت (هافين كونشير) عضو اللجنة المشرفة على حملة (الحرّية لأوجلان) قائلةً:

لقد دخلنا في مرحلةٍ جديدة من حملة المطالبة بحرّية السّيد أوجلان.

 مؤكّدةً أنّ الحملة ستستمرّ في نشاطاتها السلميّة حتّى تحقيق مطالبها.

كما أشارت (كونشير) إلى مشاركة شخصيّات سياسيّة وحقوقيّةٍ من انكلترا وإيطاليا وإقليم الباسك في المؤتمر الصحفي.

ونوّهت إلى استياء المشاركين من الإجراءات غير القانونيّة الّتي فرضتها  السّلطات التّركيّة على (أوجلان), حيث تمنع عائلته ومحاميه من زيارته في المعتقل.

وأكّدت اللجنة في المؤتمر الصّحفي أنّ جمع الحملة ل10 ملايين توقيع هو أكبر دليلٍ على أنّ حرّية أوجلان هي الخيار الأفضل لتحقيق السّلام.

كما أوضحت عضو بلديّة نابولي الإيطالية (إيلينار ديماغو) بأنّهم قلقون من العزلة المفروضة على السّيد عبد الله أوجلان, مطالبةً بالإفراج الفوري عنه, لأنّ ذلك سيفتح الأبواب أمام السّلام والاستقرار في عموم الشّرق الأوسط.

 كما دعت (ديماغو) الاتّحاد الأوروبي إلى الوقوف في وجه الفاشيّة التّركية وحضّها على الدّخول في مفاوضاتٍ مع الشّعب الكردي لتحقيق الدّيمقراطية في البلاد.

نموذج الإدارة الذّاتيّة في شمال شرق سوريا أثبت نجاحه ومتانته واحتضانه لكافّة أطياف ومكوّنات الشّعب السّوري من كردٍ وعربٍ وسريانٍ وأرمن وغيرها ثمرةٌ لأفكار وفلسفة أوجلان, لذلك نصّبته هذه الأطياف المختلفة ملهماً وقائداً لها, وهذا ما أكّده المحامي (صالح ابراهيم) من المكوّن العربي في المؤتمر الثّالث للحقوقيّين الذي عُقد في بلدة رميلان عندما قال:

نحن كحقوقيّين من واجبنا الاستمرار في الدّفاع عن القائد عبد الله اوجلان والمطالبة بحريّته, فهو صاحب الفكر الّذي ينادي بأخوة الشّعوب والحريّة والسّلام, وهو يمثّل جميع الشّعوب المضّطهدة المطالبة بالسّلام والحريّة ورفع الضّيم عنها, والدّعوة إلى التّعايش السّلمي والأخوة بين الشّعوب, لذلك نحن مستمرّون في رفع الالتماسات والشّكاوي للجّهات الدّوليّة, ولكن تبيّن أنّ هناك شركاء دوليّون لتركيا في هذه الانتهاكات بحقّ القائد أوجلان, لأنّ الشكاوى والدعاوي التي قدمناها لم تلق آذاناً صاغيةً بل قوبلت بالتّجاهل التّام.

وكذلك وفي نفس المؤتمر قال المحامي (خالد النّزال):

لدينا مواقف سابقة حول العزلة المفروضة على القائد آبو، حيث وقفنا وقفة اعتصامٍ أمام مفوضية حقوق الإنسان للاحتجاج على تصرّفات السّلطات التّركيّة بحق  القائد (أوجلان), ورفعنا تقريراً إلى الأمم المتّحدة وعدّة شكاوٍ واعتراضات على الأساليب المنهجيّة الّتي تقوم بها السّلطات التّركية بحقّ القائد.

كما أوضح النّزال بأنّ أوجلان هو أوّل من طرح نظرية أخوّة الشّعوب والأمّة الدّيمقراطيّة, ورسّخ القيم الّتي تخلص هذه الشعوب من الأنظمة الدّيكتاتوريّة، وقال:

قمنا بعدّة احتجاجات ورفعنا تقارير إلى عدّة منظمات وهيئاتٍ حقوقيّةٍ دوليّةٍ بهذه الممارسات اللاإنسانيّة الّتي تمارسها السّلطات التركية, فهي تحاول وضع القائد في عزلةٍ تامّةٍ عن العالم الخارجي, لأنّها تخاف من فكره ونظريّاته وخاصّةً التي تحارب الأنظمة السلطوية كالنّظام التّركي وغيره من الأنظمة الموجودة في الشّرق الأوسط، لذلك تحاول أن تعزله وترفض أيّة مبادرات أو زيارات للقائد، ونحن بدورنا قمنا برفع عدّة تقارير وشكاوٍ عن طريق المنظّمات والمفوضيّات حول ضرورة القيام بزيارته في سجنه  للاطمئنان على صحّة القائد.

والآن وبعد أن أيقنت الشّعوب أن السّلام والحريّة هما أساس تعايش الشّعوب مع بعضها, وأنّ زمن القوميّة والسّلطويّة والطّرف الواحد والسّلطنات قد ولّى, أصبح أوجلان وفلسفته والقضيّة الكرديّة حلّاً لجميع مشاكل العالم, ولن يظلّ الشّعب الكردي والشّعوب الحرّة في العالم ساكتين إزاء الممارسات المجحفة بحقّ القائد أوج4لان, وسيكون يوم نيله لحريّته عرساً لكل أحرار العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى