المجتمعمانشيت

دور الأمة الديمقراطية في الأمن والاستقرار وإخوَّة الشعوب

رغم الصراعات المسلحة الفوضوية في منطقة الشرق الأوسط والتي أوجدت كوارث بشرية في جميع الدول وخاصة التي شهدتها وتشهدها المناطق السورية من صراعات دولية وإقليمية، إلا أنه وبفضل الأمن والأمان الذي يشهده روج آفا وشمال سوريا نرى الكثير من المؤسسات والهيئات والمراكز  للمرأة والسياسيين والحقوقيين يعقدون مؤتمراتهم ويخرجون بقرارات من شأنها تحدث تغيرات جذرية  يتطلبها الأوضاع الراهنة في المنطقة بما يخدم متطلبات الشعب والمجتمع، ويعود ذلك للمشروع الديمقراطي الذي تتبناه الإدارة الذاتية الديمقراطية مشروع إخوَّة الشعوب والتعايش المشترك بين المكونات المتعايشة في المنطقة “روج آفا”.

ففي تاريخ 17-8-2018 وتحت شعار “بروح مقاومة العصر نجعل ثورة المرأة ثورة مجتمعية” عقد كونكرا ستار الذي يمثل تنظيم المرأة في روج آفا مؤتمرها السابع والذي انضم إليه النساء من جميع المحافظات السورية، ومن خلال المؤتمر تم الحديث عن دور المرأة في الأزمة السورية والصراعات التي تشهدها المنطقة إلى جانب دورها في كافة الأصعدة، وخرج المؤتمر بجملة من القرارات الهامة والتوثيق عليها من قبل جميع الحضور: “استمرار النضال من أجل فك أسر القائد، وأن تكون عملية تحرير عفرين من أولويات نضال كونكرا ستار على كافة الأصعدة وتوسيع القاعدة التنظيمية للوصول إلى كافة الشرائح النسوية.

وفي كلمة لـ فوزة يوسف الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية لفيدرالية شمال سوريا أكدت بأننا سنكتب سويةً تاريخ المرأة، وخلال الثورة ولأول مرة تناقش النساء مستقبلهن وتتخذن القرارات بأنفسهن، كما نظمت المرأة صفوفها في جميع المجالات، وتقدمت بشكل ملحوظ في المجالات الاجتماعية والعلمية، ومكتسبات المرأة في ثورة روج آفا تصب في مصلحة جميع نساء العالم، فاجتماعنا هنا هو خير دليل على أن المرأة الحرة بإمكانها المشاركة في كافة المجالات وتعزيز تطلعات المرأة في العالم أجمع من خلال أفكار القائد آبو.

 وبتاريخ 27 من الشهر ذاته، وتحت شعار “بالمجتمع المنظم الحر نضمن النصر” عقدت حركة المجتمع الديمقراطي مؤتمرها الثالث والذي حضره جميع المكونات السورية من “عرب وسريان وأرمن وكرد”، وخلال المؤتمر تم التحدث عن دور حركة المجتمع الديمقراطي التي كانت المظلة السياسية والاجتماعية لكافة الأحزاب السياسية والمكونات والطوائف في شمال سوريا، وخرج المؤتمر بجملة من القرارات أهمها: تغيير مهام حركة المجتمع الديمقراطي من مظلة سياسية إلى اجتماعية تخدم مؤسسات المجتمع المدني،  وأكدت على عزم الحركة في المضي بتنفيذ استراتيجياتها كحركة مؤسساتية فعالة تحظى بقاعدة جماهيرية واسعة في روج آفا وشمال سوريا “تحظى فيها المرأة والشبيبة بدورهما الطليعي”، وأكّد المؤتمر على المضي في النضال بكافة الوسائل حتى تحقيق جميع قرارات كونفرانس تحرير عفرين المنعقد في الشهباء وفي مقدمتها عودة آمنة ومستقرة لشعب عفرين وتحريرها بشكل كامل.

وخلال المؤتمر أجرت مراسلتنا لقاء مع صالح مسلم عضو لجنة العلاقات الدبلوماسية في حركة المجتمع الديمقراطي الذي أوضح  بأن حركتهم مُقبلة على تغيرات جذرية من حيث البنية والتكوين لتكون ملبية لحاجة المرحلة.

مؤكداً أن TEV DEM تهتم بالمجتمع أكثر، ودورها على إثر هذه التغيرات سيبقى مستمراَ في توحيد المكونات وتشجيعهم، ومن ناحية العلاقات، فلحركتنا وظيفة: تنظيم المجتمع والرقابة على السلطة”.

منوهاً إلى أن وظيفتها هذه ستستمر ليس على مستوى المجتمع الكردي فحسب بل الكردي والعربي والسرياني والمجتمعات الأخرى، بحيث يتحقق التعايش السلمي والديمقراطية.

وبعد فترة قصيرة بتاريخ 31 تحت شعار “بالفكر الحر والعقول النيرة سنعزز مقاومة عفرين” عقد اتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة مؤتمره الثالث.

أعضاء هذا الاتحاد هم نخبة من المثقفين الذين لهم نتاجات أدبية وثقافية وفكرية في قامشلو، وانضم إلى المؤتمر المثقفين المقيمين في الدول الأوروبية، وخلال المؤتمر تم تقييم الفعاليات والنشاطات الثقافية التي جرت، وعلى الرغم من أن منطقتنا تشهد الصراعات والمزيد من الفتن من الجانب التعليمي إلا أن الثقافة مازالت بخير والاهتمام بها مازال مستمراً، وتم التأكيد على المزيد من الاهتمام بـ اللغة الأم وتشجيع القراءة والكتابة بها، والقيام بالمزيد من المهرجات والنشاطات في روج آفا في الداخل والخارج، والتركيز على ضرورة تفعيل جسر بين الثقافتين الكردية والأوروبية من خلال إقامة نشاطات مشتركة وتنظيم مشاريع تساهم في التعريف بالثقافة الكردية في البلدان الأوروبية التي يقيم فيها الأعضاء.

وعلى هامش المؤتمر أجرت صحيفتنا مع فارس خلو عضو اتحاد المثقفين فرع قامشلو لقاء، حيث قال: يتوجب على اتحادات المثقفين في جميع المناطق وخاصة في المرحلة الحساسة التي نمر فيها التوسع في العمق الجماهيري لجميع المكونات وإنشاء علاقات متينة لرسم خارطة المرحلة، وبالتالي على هذه الاتحادات تقديم الأفضل من الأعمال الثقافية والعلمية وغيرها للجماهير وأن يكون القلم الحر باعتبار المثقف المرآة الحقيقية للمجتمع ودليل المجتمعات نحو الحرية والديمقراطية والفكر الحر.

 

عن فعاليات التي قاموا بها الحقوقيين وتوضيح بعض النقاط.  

 بتاريخ 1-9-2018 تحت شعار “حماية المكتسبات والقيم المجتمعية ضمانٌ لبناء سوريا ديمقراطية لا مركزية” عقد اتحاد المحاميين مؤتمرهم الثالث في مدينة رميلان، والذي انضم إليه نخبة من المحاميين وكافة الأحزاب السياسية وحركة المجتمع الديمقراطي المظلة الاجتماعية لمؤسسات المجتمع المدني ومن أغلب المناطق السورية، وهناك تم تقييم فعاليات الحقوقيين ودورهم في القضايا الاجتماعية وتم التركيز على قضية عفرين التي قدمت إلى المحاكم

الدولية.

وخلال المؤتمر أجرى مراسلنا لقاءً مع المحامي محمد النعيمي حيث قال: “قمنا بتوثيق الانتهاكات الّتي حصلت بحق شعب عفرين، وشكّلنا لجان لتوثيق الجّرائم الفرديّة، قمنا بجمع 1500 حالة فردية سنرسلها وبالتوثيق إلى منظّمة حقوق الإنسان في مدينة ستراسبورغ, أمّا ملف الانتهاكات العامّة فقد تم جمعها لرفعها إلى الجّهات المعنيّة، وأكد على أن عملنا مستمرٌّ في هذا المجال, ولدينا علاقاتٌ مع الخارج ونتعاون معهم من أجل إيصال ملف هذه الانتهاكات من قتلٍ وخطفٍ واختطافٍ واغتصابٍ وتغييرٍ ديمغرافيٍّ إلى المحاكم الدّوليّة لإدانة الاحتلال التّركي, ولن نرتاح حتى يتمّ عودة عفرين إلى أهلها.

ختاماً:

يبدو أن القوى المتصارعة مصرَّة في الاستمرار بحربها، ولكن الكفاح الموجود لدى الشعوب السورية يزيد من آمالنا في التغلب على التحديات والنزاعات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص في سوريا وذلك بفضل فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان وضمن إطار توجيهاته، ونهج الخط الثالث الذي نؤمن به سيكون لدينا نظاماً بديلاً يعبر فيه جميع الشعوب السورية عن حريتها بإرادة مستقلة، ويسعون إلى بناء سوريا ديمقراطية.

إعداد: أفين يوسف

زر الذهاب إلى الأعلى