الأخبارمانشيت

أنور مسلم: الأزمة العاصفة بتركيا سببها سياسات أردوغان وحكومته

 بعد أن تراجعت قيمة الليرة التركية إلى مستويات قياسية نتيجة السياسات الخاطئة والمتخبطة داخلياً وخارجياً لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا, خرج الأتراك في تظاهرات بعدة مدن تركية مطالبين باستقالة أردوغان وحكومته, وارتفعت أسعار المواد الأساسية في تركيا, حيث لم تنجح الإجراءات التي اتخذها أردوغان وحكومته من أجل تحسين قيمة الليرة التركية, وباتت تركيا تعاني من أزمة اقتصادية حادة واحتقان شعبي, ونتيجة لذلك طالبت أحزاب المعارضة بإجراء انتخابات مبكرة, ولكن قوبل طلبها بالرفض من قبل أردوغان وحليفه بهجلي, حتى أن رئيس أكبر الأحزاب التركية المعارضة (كمال كليجيدار أوغلو) قد دوّن تغريدةً في حسابه على تويتر قال فيها:

(أردوغان! لقد تعلّم هؤلاء الأشخاص جيداً ما أنت عليه, من الآن فصاعداً أنت تمثل مشكلة أمن قومي أساسية لجمهورية تركيا)

 وحول الأزمة الحالية العاصفة بتركيا, وأسبابها وطرق حلها, أوضح (أنور مسلم) الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD للموقع الرسمي للحزب بأن الأزمة الحاصلة في تركيا ليست وليدة اليوم, بل هي نتيجة تخبط حكومة حزب العدالة والتنمية وسياساتها التي اتبعتها وما زالت تتبعها, وقال:

أبرز هذه السياسات هي الفوبيا الكردية, حيث أن حكومة أردوغان بدل أن تسعى لحل القضية الكردية في تركيا مارست القمع ضد الشعب الكردي والضغط على الأحزاب الكردية وسجنت البرلمانيين الكرد, وأغلقت العديد من الصحف ومؤسسات المجتمع المدني, وكل هذه الممارسات حملت مؤشراً خطيراً,

أما خارجياً قامت حكومة أردوغان بالتدخل في دول المنطقة من خلال دعم التنظيمات الإسلامية الراديكالية كـ “داعش وجبهة النصرة والفصائل السورية الراديكالية” مادياً واقتصادياً, وهذا الدعم كان من خزينة الدولة التركية مما أثر سلباً على الاقتصاد التركي, ثم قامت حكومة أردوغان بالتدخل المباشر في تلك الدول كليبيا وسوريا والعراق وأذربيجان, وهذا التدخل كلف الخزينة التركية أموالاً كثيرة, وفي سوريا بدل أن يدعم أردوغان وحكومته جهود التوصل إلى حلول للأزمة فهو يبذل كل جهوده لتعميقها, ودائماً كان الفيتو التركي حاضراً ضد كل محاولة للحل وضد الحوار السوري – السوري, وبسبب انشغال حكومة أردوغان بأحلامها التوسعية والاحتلالية  قامت بتهميش الداخل التركي واتخذت قرارات اقتصادية خاطئة مما أثرت سلباً على الواقع الاقتصادي التركي وساهم في خلق هذه الأزمة.

وتابع مسلم:

الشعب التركي الذي تعوَّد على العيش بمستوىً من الرفاهية؛ يعيش الآن حالة فقر, حيث لا يستطيع شراء الخبز والغذاء, واستفحلت ظاهرة البطالة في المجتمع التركي, ومن جهة أخرى تستخدم حكومة أردوغان اللاجئين السوريين كورقة ابتزاز للاتحاد الأوروبي, دون أن يفيد ذلك المجتمع التركي.

وحول كيفية تخفيف أو حل هذه الأزمة, وماذا يجب أن تفعله حكومة أردوغان, قال الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD:

لكي يتم حل الأزمة التي تمر بها تركيا يجب أن تتغير سياسة حزب العدالة والتنمية الحاكم من خلال الانفتاح على الداخل التركي, وحل القضية الكردية في تركيا, والابتعاد عن قمع الحريات, والإفراج عن السياسيين والبرلمانيين وسجناء الرأي والصحفيين والنشطاء, والبدء بحوار شامل من أجل تحقيق السلام في تركيا, ومن جهة أخرى الانسحاب التركي من الأراضي التي احتلتها في دول الجوار والمنطقة, وإيقاف الدعم التركي للتنظيمات الإرهابية كداعش وجبهة النصرة السلطان مراد والحمزات وفيلق المجد وأحرار الشرقية المتهمة بممارسة انتهاكات وجرائم ضد الإنسانية, وكذلك تحسين علاقاتها مع دول المنطقة والعالم, لكي تساهم هذه الدول في تحسين وضع العملة التركية, أما إذا استمرت الحكومة في قمع الحريات والديمقراطية والتدخل في دول المنطقة ودعم الجماعات الإرهابية فلن يتعافى الاقتصاد التركي وستتعمق الأزمة أكثر.

واختتم أنور مسلم حديثه بالقول:

على الشعب التركي أن يدرك بأن حكومة حزب العدالة والتنمية لا تريد مصلحته, وإنما تبحث عن مصالحها الخاصة, لذلك يجب على الشعب التركي أن يتخذ موقفاً من أجل السلام والديمقراطية وأخوة الشعوب وأن لا يبقى ساكناً. 

زر الذهاب إلى الأعلى