المجتمع

أصداءٌ من قلب العمليّة الانتخابيّة

في صبيحة يوم الجّمعة المصادف للأوّل من شهر ديسمبر – كانون الأول/ من العام 2017, بدأ العرس الدّيمقراطي في شمال سوريا؛ متمثّلاً بانتخابات المجالس المحليّة ضمن انتخابات فيدراليّة الشمال السوري, وقد سارع مواطنو الشمّال السوري وروج آفا إلى الإدلاء بأصواتهم، وانتخاب من يمثّلهم في هذه المجالس، ومن كافّة مكوّنات وطوائف المنطقة.

ومن راقب المراكز الانتخابيّة في كافّة المناطق وَجَدَ الإقبال الكبير والملفت لجميع أبناء شعوب الشّمال السوري؛ من أجل المشاركة في العرس الديمقراطي, كيف لا؟ وقد حُرِمَت هذه الشعوب من ممارسة حقّها الديمقراطي في اختيار الشخص المناسب لتمثيلهم منذ عقود.

جرت هذه الانتخابات في وقت تعاني منه المناطق السّوريّة الأخرى من القصف والتدمير والتهجير والقتل, من قبل الإرهابيين.

إن هذا الاستحقاق هو ثمرة لتضحيات الآلاف من شباب وشابّات الشمال السّوري, الذين دفعوا ثمن هذه المكتسبات الّتي ستنعم بها الأجيال القادمة من دمائهم, فشهداؤنا هم المشاعل الّتي أنارت لنا درب الحريّة والدّيمقراطيّة, وكل هذا النضال والمقاومة العسكريّة والسياسيّة، تعلّمناها من فكر وفلسفة القائد “عبد الله أوجلان”, فيلسوف الأمّة الديمقراطيّة, ورمز الإنسانيّة ومحرر المرأة من العبوديّة والذّل والتسلّط,. فجميع الشّعوب الّتي هبّت من أجل حريّة القائد, هي نفسها الّتي تحررت من الإرهاب بفضل فكر القائد “عبدالله أوجلان” وفلسفته ونضال رفاقه, ونفسها هذه الشعوب هي الّتي تبنّت مشروع القائد في الفدراليّة التعدّديّة الديمقراطيّة الّتي أساسها هو السّلام والأخوّة والعيش المشترك, وهي التي أحيت وشاركت في هذه الانتخابات.

وبمناسبة هذا العرس الدّيمقراطي؛ قامت صحيفة الاتّحاد الدّيمقراطي بجولات على المراكز الانتخابيّة بغية تغطية العمليّة الانتخابيّة, واستطلعت آراء بعض المواطنين الذين شاركوا في هذه الانتخابات.

الشّعب هو أساس مشروعنا الدّيمقراطي

التقى مراسلنا مع “شيرو أبو يلماز” مدير مكتب التأشيرات والجوازات في هيئة الداخلية لمقاطعة قامشلو بعد الإدلاء بصوته في الانتخابات، والّذي قال:

“نبارك هذه الانتخابات على كافّة شعوب روج آفا والشّمال السّوري, وهذه هي المرّة الأولى الّتي يستطيع فيها المواطن السّوري ممارسة حقّه الإنساني والأخلاقي والوطني في ممارسة الديمقراطيّة؛ من خلال هذا العرس الدّيمقراطي، واختيار من يمثله بشفافيّة, ونتمنّى النجاح لهذه المرحلة من الانتخابات والمراحل القادمة, وندعو كافّة المواطنين ومن كافّة المكوّنات للمشاركة فيها, لأن الوطن هو وطننا، والأرض هي أرضنا, والشّعب هو أساس هذا المشروع الدّيمقراطي, والعمليّة الانتخابيّة تجري بشكلٍ جيّدٍ وتحت إشراف مراقبين, كما ونبارك هذا العرس الوطني للحزب الذي له الفضل الأكبر لِمَا وصلنا إليه, “حزب الاتّحاد الدّيمقراطي”.

نبارك هذا العرس الدّيمقراطي على القائد “عبد الله أوجلان”

كما والتقت الصّحيفة مع هديّة موسى العضوة في لجنة الانتخابات والرئيسة المشتركة لكومين الشّهيد كاميران, والتي تحدّثت قائلةً:

“نبارك هذا العرس الدّيمقراطي على القائد “عبد الله أوجلان” وعلى الشّهداء, وعلى كلّ مقاتلينا في جبهات القتال, إنّنا نخطو خطوات كبيرة نحو أهدافنا, وأهداف شعوب الشّمال السّوري, ونرجو من الفائزين في هذه الانتخابات أن يبذلوا كل جهدهم في تأمين الخدمات والمتطلبات لهذا الشعب, وأن يخدموا هذه الأرض بكل إخلاصٍ وتفانٍ”.

وتابعت هدية:

“ندين ونستنكر التجريد والعزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان, وبالنسبة للتهديدات والهجمات التركيّة على إقليم عفرين من قبل أردوغان وحكومته الإرهابيّة نقول له:

“مادام لدينا مقاتلون هزموا تنظيم داعش الإرهابي الّذي عجزت عن هزيمته دولاً كبيرة بجيوشها, فإننا لا نخاف من أيّة تهديدات, فليجرب أردوغان الهجوم على عفرين, سنحوّل عفرين إلى مقبرةٍ للجيش التركي, وسندافع عنها حتّى آخر قطرة من دمائنا, بشبابنا وشيوخنا ورجالنا, بأمّهات وأخوات الشّهداء, نحن أصحاب حق ولن يستطيع أحدٌ أن يسلبنا حقّنا, فعفرين بنيناها بدماء الشّهداء من أبنائنا, وليس هناك أغلى من دماء الشّهداء.

الناس أقبلت أفواجاً على صناديق الاقتراع

ثم التقت الجريدة مع “نجاة موسى” عضو لجنة الانتخابات, والتي تحدّثت قائلةً:

“نحن مسرورون جداً في هذا العرس الدّيمقراطي, فالناس أقبلت أفواجاً على صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتها, نتمنّى النجاح لانتخاباتنا ومشروعنا الفيدرالي الدّيمقراطي”.

وأضافت نقول للدّولة التّركيّة: “لا تحلمي باحتلال عفرين, فقواتنا متمرّسة وقادرة على هزيمة الإرهاب, وفي حال هجمت الدّولة التّركيّة على أيّة منطقة من مناطقنا, سنتحوّل إلى قنابل موقوتة تنفجر في قلب الأراضي التّركيّة”.

ونبارك هذه الانتخابات على كافّة مكوّنات الشّمال السّوري, ونباركها على القائد “عبد الله أوجلان”.

أدعو المكوّن العربي إلى الاندماج في المشروع الفدرالي

وفي نفس السياق التقت الصّحيفة مع “عمار سليمان السّلمو” من المكوّن العربي (عشيرة البكارة) والّذي قال:

“نتمنّى أن تنجح هذه الانتخابات وتمرّ بخير وسلامة, وأطلب من المكوّن العربي الاندماج في هذا المشروع الفيدرالي الّذي يساوي بين جميع المكوّنات, والمشاركة بفعّاليّة في هذه الانتخابات”.

ونوّه عمار إلى أنّ الأمان والسّلام اللذان ننعم بهما كانا بفضل تضحيّات وانتصارات قوّات سوريا الدّيمقراطيّة, وبتوّحد مكوّنات الشّمال السّوري نستطيع رد  أيّ عدوان وأيّ تهديد خارجي على أراضينا الّتي حرّرناها بدماء أبنائنا, وخاصّةً تهديدات الدّولة التركيّة الّتي هي الأب الروحي لداعش والنّصرة والفصائل الإرهابيّة, وهي الّتي دمّرت سوريا وقتلت أبناءها, ولن نسمح لها باحتلال شبرٍ من الشّمال السّوري.

وعن مشاركة المكوّن العربي في الانتخابات أوضح عمار:

لقد شارك المكوّن العربي بشكلٍ فعّال في الانتخابات, لأن العرب من أبناء هذه المنطقة ويربطنا مع باقي المكوّنات صِلات كثيرة “المصير المشترك”  “والأخوَّة”, فمشروعنا أساسه السّلام والأخوّة والعيش المشترك.

كلمة المحرّر

مما لاشكّ فيه أن انتخابات المجالس والبلدات ومن قَبلِها انتخابات الكومينات؛ أظهرت نموذجاً رائعاً للديمقراطيّة الحقيقيّة, وبيّنت أن كافة شعوب ومكوّنات الشّمال السوري تقف صفّاً واحداً لدعم المشروع الفيدرالي, فما يربطها ليس علاقة مصالح عابرة, وإنما شيء أعظم من ذلك بكثير, إنّه المصير المشترك, وبتحرّر المرأة في الشّمال السّوري, تضاعفت القوّة الجّماهيرية والوعي الجّماهيري, فالمرأة تشكّل نصف المجتمع, والأمّ تربّي أسرةً كاملةً على الوطنيّة والشجاعة والأخلاق, إذاً فقوَّتنا هي من قوّة المرأة.

وأيضاً باختلاط دماء شهدائنا الذين ضحّوا بأرواحهم دفاعاً عن هذه الأرض؛ سننتصر, فقد سقط الكردي والعربي والمسيحي والآشوري والتركماني شهيداً دفاعاً عن هذه الأرض, إذاً فهي ملكٌ لنا جميعاً, ولن يستطيع أحدٌ أن يسلبها منّا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى