آخر المستجداتمقالات

أسلوب حرب الشعب الثورية انتصار للحرية

محمد خلو –

لطالما كان أسلوب ونهج المقاومة الشعبية سبيلاً للتحرر من الاستبداد والدكتاتورية وتطور هذا الأسلوب بفكر  القائد أوجلان إلى فلسفة للمقاومة تحت إسم حرب الشعب الثورية والتي أصبحت ميراثاً لنضال الشعوب خاصة الشعب الكردي، لذلك يجب على شعوب اقليم شمال وشرق سوريا والشعوب المقاومة ضد الغزاة والمحتلين استخدام مفهوم الحرب الشعب الثورية للدفاع عن أرضهم ضد جميع انواع الاحتلالات خصوصا الاحتلال التركي الذي لا يعير أية أهمية للمواثيق والقوانين الدولية الإنسانية في حربها وعدوانها ضد الشعب الكردي وشعوب شمال وشرق سوريا عموماً.

حرب الشعب الثورية مفهوم ونهج مهم لمواجهة أطماع الاحتلال التركي خصوصا عندما تتعرض الشعوب لهجمات فكرية وعسكرية من قبل القوى المهيمنة، يتوجب على كل فرد ضمن المجتمع مدني و مقاتل أن يدافع عن أرضه ووجوده باسلوب الحرب الشعب الثورية وهذه الحقيقة الوحيدة التي حافظت على وجود الشعوب واستمرارها عبر التاريخ ولغاية الآن ، بهدف الوصول إلى بناء مجتمعات ديمقراطية.

مفهوم حرب الشعب الثورية تعتمد على النضال الشعبي بدرجة الاولى ودعم القوات العسكرية وفق نظرية الأمة الديمقراطية و الثورية للدفاع عن نفسها أمام كل أشكال الاحتلال والظلم والاستبداد والإبادات، حسب مقولة القائد الأممي عبدالله أوجلان على الشعوب القيام بتنظيم وحماية نفسها وفق مفهوم الدفاع الذاتي والاستفادة قدر الإمكان من التجارب والأحداث التي حدثت فيما مضت ، وذلك وفق الحرب الشعب الثورية والدفاع المشروع ( الدفاع عن نفسها).

وفي تاريخ الكرد كانت لحرب الشعب الثورية دور كبير بالدفاع عن نفسها أمام هجمات القتل والإنكار والمجازر التي مارستها القوى المحتلة لكردستان، و نستذكر هنا شعوب اقليم شمال وشرق سوريا من أجل حماية وجودها و مكاسبها التي حققتها من خلال ثورة 19 تموز عن طريق تطبيق مفهوم الحرب الشعب الثورية.

ومن أهم استراتجية في حرب الشعب الثورية هي علاقة الشعب بأرضه و كيفية الدفاع عنها أمام الغزاة والمحتلين ، ولهذه الحرب اساسيات وأسس كثيرة و أهمها الثقة بالنفس والإرادة القوية والوطنية ( ارتباط بين الشعب والأرض ) والقدرة على الصمود و المقاومة واعطاء الثقة للمنظومة السياسية والعسكرية، وضرورة تحضير الشعب لنفسه من الناحية من الناحية النفسية واللوجستية فترة طويلة أو حسب مدة التي يتطلب المقاومة ، فطبيعة هذه الحرب تختلف عن الحروب الأخرى، فهي حرب طويلة الأمد وقد تستمر لعدة سنوات ، لذلك يجب على الشعب أن يكون مقاوما ، وبذلك تكون الهزيمة مستحيلة والانتصار محقق .

ويوجد العديد من الأمثلة عبر التاريخ القديم والحديث وأثبتت تلك التجارب انتصار الشعوب الثورية والديمقراطية ، وذلك أصبحت ميراثا للشعوب المقاومة ، وانتقلت هذه التجربة من شعب الى آخر لمواجهة القوى المحتلة .

ومن الأمثلة للشعوب التي انتهجت مبادئ حرب الشعب الثورية في الدفاع عن نفسه ووجوده ، ولها انتشار كبير عبر التاريخ، و كانت من قارة آسيا في الثورة الفيتنامية في مواجهة الاحتلال الامريكي والياباني والفرنسي و كذلك جمهورية الصين الشعبية، من خلال الحركات السياسية والثقافية والاجتماعية المناهضة للاحتلال الياباني وقيامهم بحملة كبيرة لتوعية وتنظيم الشعب الصيني لمواجهة احتلال الياباني وطرده من البلاد ، والثورة الجزائرية والفلسطينية و منها وصلت الى كوبا وثورة تشي غيفارا والتي أظهرت حرب الكريلا ضد الاحتلال ومنها الكثير من التجارب حرب الشعب الثورية .

وكان للكرد النصيب من هذه المقاومة من أجل حماية وجوده و إنهاء التبعية والاحتلال بكل انواعها ، خصوصا مع ظهور ثورة حزب العمال الكردستاني ، بأسلوب جديد وأكثر فاعلية من خلال تنظيم القاعدة اي “الشعب” وضرورة تحضير نفسه من خلال تطوير آلية الدفاع الذاتي من خلال قدرة الشعب على دفاع عن نفسه ضد الاحتلال الثقافي و الفكري ، لأن الاحتلال الفكري والثقافي الممارس على الشعب الكردي وصلت مراحل مخيفة وبات الكرد بحكم المنتهي .

إن ما  نراه اليوم من خلال ثورة الشعوب في شمال وشرق سوريا هي تجسيد لمبادئ حرب الشعب الثورية ، وأثبتت ذلك نجاحا كبيرا من خلال المكاسب والاستحقاقات الكبيرة التي تحققت ، وكذلك المقاومة التاريخية التي أبداه الشعب في عفرين المحتلة و سري كانية و كري سبي أمام الاحتلال التركي و بكامل عتاد الناتو ، وما تزال المقاومة مستمرة لحين تحرير مناطقنا المحتلة من قبل تركيا ، لأن الشعب بات مدركاً لنجاحه ويقف صفاً واحداً مع قواته في خنادق المقاومة ، وعلى هذه الأساس عاهد نفسه على مواصلة حرب الشعب الثوري لحين تحقيق النصر وانهاء الاحتلال .

لذلك تحاول الاحتلال التركي ضرب إرادة الشعب والأمن والسلام المجتمعي .

وبات من الضروري مساندة الشعب لقواته العسكرية وتكون ككتلة واحدة لا تقهر أمام سياسات الاعداء ، وابداء الدعم الكامل لقوات سوريا الديمقراطية في الدفاع والمقاومة و بالإضافة إلى التشبث بالأرض و البقاء فيها وعدم تركه للأعداء لمنع حصول التغير الديمغرافي ، وكانت للمرأة الدور الريادي في ذلك من تنظيم نفسها والانخراط في صفوف المجتمع والقوات العسكرية ، وقدمت الكثير من الشهداء في سبيل حماية مناطقها ووجودها ، من خلال تمسكها بحياة حرة .

وتمكنت ثورة الشعوب في إقليم شمال وشرق سوريا ومن خلال حرب الشعب الثورية التمسك والتشبث بأرضه من خلال فكره الحر و الإخوة المشتركة بين ابنائها وبمختلف مكوناتها ، والدفاع عن نفسهم واستشهادهم جنباً إلى جنب ، وهذا ما يثبت انتصار حرب الشعب الثورية أمام اطماع الأعداء والمحتلين .

زر الذهاب إلى الأعلى