آخر المستجداتالأخبارمانشيت

أسعد منان يكشف أهداف أردوغان مما يحصل في عفرين عبر ذراعه (هيئة تحرير الشام)

تقوم هيئة تحرير الشام منذ أيام بمحاربة الفصائل المرتزقة التابعة لتركيا في عفرين وما حولها، وسيطرت على جزء كبير من المنطقة على مرأى ومسمع الجيش التركي واستخباراته، ووسط إدانات من أطراف المعارضة والائتلاف لهذه الهجمات وهروب لشخصيات (المطبلين والمزمرين) معارضة من عفرين، إلا أن تركيا لم تحرك ساكناً إزاء ما يحصل.

وحول هذه المستجدات في عفرين وجنديريس وماباتا وكفرجنة وصولاً إلى حدود إعزاز، أوضح (أسعد منان) عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD بأن هذه الهجمات هي تنفيذ لمخططات الحكومة التركية واستخباراتها، وهي من مقررات اجتماعات أستانا من قبل الثلاثي الضامن (روسيا وإيران وتركيا). مشيراً إلى أن التنفيذ يتم الآن من قبل هيئة تحرير الشام.

وأضاف (أسعد منان) قائلاً:

القول بأن الفصائل التي تشكل ما يسمى بالجيش الوطني مرتبطة بتركيا، وأن هيئة تحرير الشام لا ترتبط بها هو قول خاطئ. فالمناطق التي تقع تحت سيطرة الهيئة تتواجد فيها عشرات نقاط المراقبة التركية وقواعد الجيش والاستخبارات التركية، ومن جهة أخرى ففي مناطق درع الفرات وإدلب لا يتم تحريك حتى ولو حجر واحد بدون علم أو أوامر من الاستخبارات التركية، ومعلوم أن قيادات تنظيم داعش الإرهابي تتخذ من المناطق الواقعة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام والفصائل التابعة لتركيا كمكان آمن لإقامتها، فأبو بكر البغدادي والقرشي كانا هناك وبحماية الاستخبارات التركية قبل أن يتم قتلهما من قبل التحالف الدولي، وكذلك المتحدث باسم تنظيم داعش الإرهابي قُتل في “جنديريس”.

وتابع منان: بناء على كل ما سبق فإن هيئة تحرير الشام التي لا تختلف عن تنظيم داعش الإرهابي لن تُقدم على أية خطوة بمعزل عن الدولة التركية الآمرة لها، وهذه الهجمات الأخيرة على الفصائل المرتزقة في عفرين حصلت لكي تحقق تركيا عدة أهداف.

وأوضح منان بأن أي تقارب بين النظام التركي وسلطة دمشق إن حصل فهو يعني تخلي تركيا عن فصائل المعارضة التي رعتها ودعمتها منذ بداية الأزمة السورية. مشيراً إلى أن تركيا كانت تسعى لتحقيق هدفين منذ اندلاع الأزمة السورية. وأضاف قائلاً:

الهدف الأول: إسقاط نظام الأسد وتبديله بنظام تابع لها من الإخوان المسلمين، وبالتالي التحكم والسيطرة على سوريا.

والثاني هو عدم تكرار الخطأ الذي حصل في العراق عام 2003 حينما أدى عدم تدخل تركيا في العراق إلى تشكل إقليم كردستان العراق (كيان كردي)، ولذلك تدخلت بشكل مباشر في الأزمة السورية لمنع تشكيل كيان كردي شمال سوريا على غرار العراق، وقام أردوغان بدعم الفصائل السورية مادياً ومعنوياً وتبناها ووجهها لمحاربة الكرد والمناطق الكردية في سوريا بهدف القضاء على أي مكتسب لكرد سوريا، وبعد فشل تلك الفصائل قام أردوغان بتوجيه تنظيم داعش ضد الكرد، لكن تنظيم داعش انهزم على يد الكرد وباقي المكونات مما أدى إلى تدخل الجيش التركي بشكل مباشر في الأزمة السورية بأوامر من أردوغان وبذلك تم احتلال عفرين وسري كانيه وكري سبي.

وأضاف منان:

بعد أن فشلت الفصائل المعارضة في تحقيق أهداف أردوغان في المناطق التي احتلتها تركيا ولم تستطع تشكيل مناطق آمنة ومستقرة للسوريين احترقت ورقة المعارضة، وهو ما أكده أردوغان حينما أمهل أعضاء الائتلاف السوري المعارض حتى بداية السنة القادمة للخروج من تركيا. وبسبب فقدانه لأوراقه التي يحارب بها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا يحاول أردوغان الآن التحالف مع نظام البعث ضد هذه الإدارة رغم التناقضات والشروخ بين الطرفين، ورغم أن أردوغان يومياً كان ينعت رأس السلطة السورية بشار الأسد بأبشع الصفات ولكن لفقدانه الأوراق التي كان يستغلها وبسبب الضغوطات التي يتعرض لها الآن يحاول أردوغان إعادة فتح العلاقات مع سلطة دمشق، ومنذ شهرين يحاول بشتى الطرق تنظيم لقاء مع بشار الأسد وكل ذلك من أجل التعاون معاً للقضاء على الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

وأشار (أسعد منان) إلى أن الطرفان أعلنا عن شروطهما من أجل حصول أي تقارب وأن أحد شروط سلطة دمشق هو تفكيك الفصائل التي دعمتها ورعتها تركيا وتسليم المطلوبين لها.

وأضاف:

لتنفيذ هذا الشرط حرك أردوغان هيئة تحرير الشام باتجاه عفرين وما حولها للقضاء على تلك الفصائل من جهة ومن جهة أخرى تركيا بحاجة إلى قوة سورية معارضة واحدة ومتحدة عسكرياً وسياسياً لإدارة المناطق التي تحتلها، وهي وجدت ضالتها في هيئة تحرير الشام لتنفيذ هذا المخطط وإدارة المناطق التي تحت سيطرتها وبذلك تصبح إدلب وعفرين وما حولها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام وبالتالي تحت سيطرة تركيا، ثم تصبح هذه المنطقة ورقة بيد أردوغان ليكون لاعباً أساسياً في رسم مستقبل سوريا من خلال المفاوضات سواء مع أطراف أستانا أو مع الولايات والمتحدة والغرب.

واختتم (أسعد منان) حديثه بالقول:

في المحصلة أردوغان يعمل على التقارب مع سلطة دمشق وفي نفس الوقت تمكين جبهة النصرة لتكون الجهة الوحيدة التي تسيطر على المناطق التي تحتلها تركيا في سوريا وكل ذلك بهدف محاربة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا على أمل القضاء على هذا المشروع الذي يهدد دكتاتورية أردوغان.

زر الذهاب إلى الأعلى