تقاريرمانشيت

أرين ميركان أيقونة المقاومة

كانت للعملية الفدائية التي نفّذتها آرين ميركان المقاتلة في وحدات حماية المرأة YPJ دوراً جوهرياً في تحول المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي والتصدي له، ومن ثم هزيمته فيما بعد في أخر معقلٍ له على أراضي شمال وشرق سوريا في مدينة الباغوز.

أرين الفدائية التي أكدت على إن المقاومة هو عنوان ثورة روج آفا أربكت أعداء الإنسانية وأمدت رفاقها بالقوة والعزيمة والإصرار ما مكنهم من الانتصار وتحرير كوباني وبقية الاراضي التي احتلها تنظيم الارهاب العالمي.

أرين أصبحت رمزاً من رموز الثورة والحرية ليس على مستوى روج آفا بل على مستوى العالم وهي التي سطرت بدمائها أسطورة المقاومة التي ستبقى خالدة لأجيال وأجيال.

آرين ميركان (دلارا كينج) أسمها الحقيقي، ولدت عام 1992 في قرية حسي التابعة لناحية موباتا بمقاطعة عفرين والتي تُعرف أيضاً باسم “ميركان”. منذ اندلاع الثورة في روج آفا سارعت إلى المشاركة فيها وأخذت مكانها بين صفوف وحدات حماية المرأة للدفاع عن شعبها وأرضها.

 في عام2014 وبعد أن احتل مرتزقة داعش  العديد من المناطق في سوريا والعراق و من بينها مدينة الرقة السورية والتي إعلانها عاصمة للخلافة المزعومة، حاصر التنظيم الارهابي مقاطعة كوباني، وبدأوا بشن العديد من الهجمات لكنهم لم يستطيعوا تحقيق تقدمٍ ملموس.

 في15 أيلول من العام ذاته  شن التنظيم الارهابي هجوماً كبيراً على كوباني امتد على طول 3 جبهات جنوباً، وشرقاً و غرباً وكانت الجهة المتبقية هي الحدود مع الدولة التركية التي كانت تدعم المرتزقة وتنتظر لحظة سقوط كوباني بيد مرتزقتها، ومع اشتداد المعارك وتقدم التنظيم الارهابي بتجاه مدينة كوباني ووصولهم  إلى تلة مشته نور المُطلة على  مركز المدينة وفي يوم الخامس من شهر تشرين الأوّل عام 2014 وفي أوج هذه الاشتباكات حيث كان داعش يعتقد بأنه اليوم الأخير لدخول المدينة، وبعدما حاول المرتزقة السيطرة الكاملة على تلة مشته نور توجّهت المقاتلة آرين ميركان التي تقاتل ضمن إحدى المجموعات الصغيرة في التلة، صوب مجموعة من المرتزقة لتشتتهم بعمليتها الفدائية، على إثر هذه العملية الفدائية وقع العشرات من القتلى بين صفوف المرتزقة، وبدأ الذعر يدب في نفوسهم منذ تلك اللحظة التي غيرت فيما بعد كل الموازين.

العملية الفدائية التي نفّذتها آرين ميركان سرعان ما انتشرت صداها حول ارجاء العالم، ومنها دخلت المقاومة مرحلة جديدة وتحوّلت أنظار العالم أجمع إلى كوباني وتنبه الجميع لخطر داعش على الانسانية جمعاء وخرج الشعب الكردي في جميع أنحاء العالم لدعم المقاومة.

العالم والمدينة “الصغيرة” التي قاومت داعش وانتصرت

 بعد أن أقدمت أرين ميركان على تنفيذي العملية الفدائية وأكدت على إن المقاومة مستمرة بكل شراسة تنبه العالم وأصبح أسم كوباني يتداول عالمياً. طالب الأمين العام للأمم المتحدة حينها بان كي مون في الـ 7 من تشرين الأول 2014 القوى العالمية بالتدخل العاجل والتحرك السريع من أجل كوباني، وذلك عبر بيان، اتبعهم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيافان دي ميستورا حينها بحديث لمحطة بي بي سي قال فيه إن الكرد في كوباني يدافعون عن أنفسهم بشجاعة، وقال إن المجتمع الدولي لن يسمح بسقوط مدينة كوباني بأيدي مرتزقة داعش.

ومن جانبه قال رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولز: يجب التدخل العاجل ضد هجمات مرتزقة داعش على كوباني. وقالت كاترين آشتون الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي في بيان باسم الاتحاد الأوروبي حول كوباني يوم 11 تشرين الأول “إن أهالي كوباني أظهروا للعالم مدى إصرارهم على حماية قيمهم وحقوقهم الأساسية، ويُبدون مختلف أشكال المقاومة في مواجهة الظلم”.

ومن جهتها، ومع تغير مواقف القوى العالمية والإقليمية من روج آفا ومقاومتها بوجه مرتزقة داعش، بدأت وسائل الإعلام العالمية والدولية تغيير سياساتها هي الأخرى وبدأت تنقل حقيقة مقاومة كوباني وتصديها للإرهاب العالمي. كما وشهدت المناطق والمدن الكردستانية تظاهرات كبيرة أثرت في تصغيد المقاومة ضد تنظيم داعش على الصعيد العالمي، وقدم إلى كوباني العشرات لا بل المئات من المقاتلين المتطوعين.

وبعد الصدى الكبير لمقاومة كوباني في كافة أنحاء العالم أعلن حاصلون على جائزة نوبل للسلام، فلاسفة، مؤرخون، صحفيون، ممثلو التنظيمات الاجتماعية المدنية والآلاف من الأشخاص يوم الأول من تشرين الثاني كـ”يوم كوباني العالمي”.

آرين ميركان بعمليتها البطولية  سطرت ملامح النصر في كوباني لتنقذ  الشعب الكردي والعالم عموماً من خطرٍ هدد الانسانية جمعاء، وبرهنت للعالم بأن المرأة الكردية تمتلك من القوة والعزيمة ما لا تمتلكه جيوش دول وأثبتت المقاتلات في وحدات حماية المرأة  قدرتها على هزيمة الإرهاب ودحره، وقادت معارك النصر.

من كوباني انطلقت معارك تحرير بقية الاراضي التي احتلها تنظيم داعش الارهابي.

وعلى خطى أرين سار رفيقاتها المقاتلات اللواتي  أُبدين مقاومة بطولية بوجه الاحتلال التركي  ومرتزقته الارهابيين  في عفرين حيث مقاومة العصر، وفيها  نفّذت آفيستا خابور عملية فدائية ضد جيش الاحتلال في 28 كانون الثاني أرهبت قوى الاحتلال التركي ومرتزقته، على غرار الفدائية آرين ميركان واستمراراً لدرب المقاومة  إلى أن تتحرر عفرين من الارهابيين والمحتلين.

زر الذهاب إلى الأعلى