تقاريرمانشيت

أردوغان من التهديد إلى تهنئة إمام أوغلو… سياسة جديدة أم إقرار بالهزيمة

اسطنبول؛ المدينة التي تتمتع بثقل اقتصادي كبير كانت تحت سيطرة حزب العدالة والتنمية لسنوات طويلة، كثيراً ما اعتبرها أردوغان رافعة سياسية وثقلاً انتخابياً له؛ إذ إنها كانت مركزاً كبيراً لمؤيديه على اعتبارها مسقط رأسه السياسي الذي بدأ مسيرته منها وصعوده من رئيس بلديتها إلى رئيس الوزراء إلى الرئيس المسيطر على كل مقاليد الحكم في البلاد بانتزاعها من كافة المؤسسات العسكرية منها والمدنية وجَعْلِها في قبضته.
سرعان ما مرَّت تركيا بمحطات سياسية آلت بها إلى الانزلاق نحو الهاوية على المستويين الداخلي والخارجي فانهار الاقتصاد التركي وتدنى مستوى الدخل للفرد نتيجة صرف مبالغ طائلة من مستحقات الشعب التركي على المجموعات الإرهابية الفاشية ودعمها في سوريا، ناهيك عن فبركة الانقلاب الذاتي للزج بآلاف المعارضين في السجون، ولم تكن حظوظ السياسة الخارجية بأقل من ذلك فشلاً وتدهوراً حيث تم توريط تركيا في صراعات إقليمية أدت إلي عزلها عن الكثير من الدول التي لم تكن على خلاف معها من قبل.
وبحسب مقربين من حزب العدالة ومعارضين له أن هذه السياسة وضعت مستقبل حزب أردوغان ومرشحه على المحك؛ برز ذلك جلياً في الانتخابات البلدية في آذار 2019في مدينة اسطنبول التي فاز فيها مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو وبدعم من الكرد.
تلك الانتخابات التي أظهرت نتائجها فشل سياسة حزب العدالة والتنمية ومرشحه بن علي يلدريم داخليا وخارجياً؛ إلا أن أردوغان لم يستطع أن يبتلع النتائج ويقر بالهزيمة والفشل، فسرعان ما شكك بالنتائج ومارس ضغوطاً هائلة على لجنة الانتخابات لإعادتها في دائرة اسطنبول حيث كان مبدأ إعادة الانتخابات ورفض نتائجها محل انتقاد شديد من الدول الغربية له ولحزبه.
أعيدت الانتخابات في الثالث والعشرين من شهر حزيران من نفس العام ولكن النتائج الأولية كانت تشير إلى فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو بفارق كبير في الأصوات بنسبة 54 % بعد فرز 99 % من الأصوات على منافسه بن علي يلدريم الذي نال نسبة 45,1 % أي بفارق 7 % محققاً بذلك تقدماً بأكثر من 775 ألف صوت بزيادة كبيرة مقارنة مع انتخابات مارس الماضي حيث كان الفارق 13 ألفا.
يعتبر مراقبون أن نتائج انتخابات الإعادة تُعَدُّ صفعة قوية لأردوغان حيث كان يصرح في السابق بأن: “من يفوز بإسطنبول يفوز بتركيا” مما اضطر إلى تجميل صورته ليهنئ مرشح المعارضة بالفوز، ويرى آخرون أنها سياسة جديدة يتبعها الرئيس التركي تمهيداً للنيل من أكرم إمام أوغلو مشيرين إلى تصريحاته السابقة على الملأ مهدداً فيها أكرم إمام أغلو بالسجن في حال الفوز؛ فكيف له أن يتراجع سريعاً ويعلن ترحيبه بالنتائج الأولية، الأمر الذي اعتبره معارضون خطة أردوغانية للتخلص من أكرم إمام أغلو بطريقة لا تثير الشبهات حوله وحول أنصاره من حزب العدالة والتنمية.
بدران الحسيني

زر الذهاب إلى الأعلى