الأخبارالعالممانشيت

(أردوغان الوجه الآخر) كتاب كشف الوجه القبيح لأردوغان

في كتابها الذي صدر بعنوان (أردوغان الوجه الآخر) كشفت (عقيلة دبيشي) رئيسة المركز الفرنسي للأبحاث وأستاذة الفلسفة السياسية بجامعة باريس عن الوجه القبيح للرئيس التركي أردوغان خلال حياته التي بدأها بائعاً للبطيخ، حتى أصبح رئيساً لتركيا.  

حيث سلطت (عقيلة دبيشي) في كتابها الضوء على ثلاث أبعاد أساسية في حياة أردوغان، وهي:

 أولاً: نشأته ووصوله إلى السلطة وأسباب شعبيته ونفوذه.

 ثانياً: أردوغان من خلال علاقاته بالدول العربية وبخاصة قطر يسعى إلى توسيع نفوذه في الشرق الأوسط، والمتاجرة بالقضية الفلسطينية.

ثالثاً: إبراز علاقة أردوغان بدول آسيا الإسلامية وخاصة إيران وماليزيا، وطموحاته بخلق مرجعيات سنية بديلة عن السعودية والدول العربية. 

حيث أكدت الدبيشي بأنه بين قطر وأردوغان علاقات متقاربة, وبينهما الكثير من القواسم المشتركة، فهو يرى في هذه الدويلة داعماً ثرياً لطموحاته وأهدافه، وموطئ قدم له في دول الخليج، فيما تعتبر الدوحة أردوغان حامياً لنظامها، ويساعدها على التدخل في شؤون الدول الأخرى.

وأشارت الكاتبة إلى أن أردوغان نشأ في بيئة فقيرة، حيث كان يعمل بائعاً للبطيخ حتى يستطيع العيش ومساعدة أسرته، الأمر الذي ولّد لديه مشاعر الحقد والضغينة على المجتمع, ولذلك ما إن وصل للسلطة حتى بدأ بالقضاء على كل من يهدد عرشه, بعدما استغل غطاء الديمقراطية لكي يستحوذ على كرسي الرئاسة.

وأيضاً أضافت الكاتبة بأن أردوغان يسعى إلى أخونة تركيا من خلال توسيع نفوذ حزب العدالة والتنمية الذي يعمل لصالح التنظيم الدولي للإخوان المسلمين الإرهابي، الأمر الذي دفعه للسيطرة على جميع مؤسسات الدولة, واصفةً تركيا بـ(تركيا الأردوغانية), حيث استغل أردوغان الدعم الإعلامي الضخم من الجهات الإعلامية التي تعمل تحت مظلة الإخوان المسلمين.

وبالنسبة لموقف أردوغان من القضية الفلسطينية أوضحت الكاتبة في كتابها بأن أردوغان يزعم بأنه يدعم الفلسطينيين، بالتزامن مع العلاقات الممتازة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً بين تركيا وإسرائيل، ويسعى من خلال إبراز نفسه مدافعاً عن الحقوق الفلسطينية إلى الاستفادة من زخم تعاطف الشعوب العربية والإسلامية ليظهر نفسه بطلاً ومدافعاً عن حقوق المسلمين.

الأسباب السياسية والاستراتيجية للانخراط في الوضع السوري مباشرة

وحول الموقف التركي من الثورة السورية, وانخراط أردوغان في الوضع السوري شرحت الكاتبة ذلك بالتفصيل في كتابها:

قبل أحداث 18 آذار في درعا بأيام قليلة كان رئيس الوزراء التركي آنذاك أردوغان متواجداً في سوريا يفتتح سد الصداقة (السوري ـ التركي) على نهر العاصي الذي ينبع من منطقة الهرمل، ولم يتوانَ أردوغان أن يخاطب الرئيس بشار الأسد بمفردات الأخ والصديق، ويتحدث عن المستقبل الباهر للعلاقات بين البلدين بعد سنوات من التحسن وصلت إلى مستوى وصفها أردوغان بالاستراتيجية.

وبعد بدء الحراك الشعبي في سوريا تغيرت لهجة أردوغان وأركان حكومة حزب العدالة والتنمية تجاه النظام في سوريا، وبات التهديد والوعيد والإنذارات وإعطاء الفرص والدروس وغير ذلك من لغة الاستعلاء هي لغة التعامل والتخاطب التركي، وسرعان ما انتقلت تركيا إلى الانخراط في الوضع السوري مباشرة من خلال احتضان المعارضة وصولاً إلى تبنيها، ومن ثم الانتقال إلى المطالبة بتغيير النظام.

وتابعت الكاتبة: جعلت تركيا من التدخل في الأزمة السورية حجر الزاوية لتوسيع نفوذها في المنطقة والعالم الإسلامي، وهي تعرف معرفةً جيدةً أن فرصتها هذه لن تتكرر، وأنَّ عليها لعب سياسة حافة الهاوية هنا حتى تتفادى تراجع دورها الإقليمي والعالمي، وخصوصاً مع تصاعد النفوذ الإيراني، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هو لماذا هذا التغير الاستراتيجي في السياسة التركية اتجاه النظام السوري؟ وما هي خلفيات هذا الانقلاب؟ توضّح دبيشي في كتابها:

بداية أريد أن أقول لكل من يرى أنَّ حكومة حزب العدالة والتنمية تنطلق في سياستها من ثلاثة أهداف سياسية هي التالية :

1 – سعي تركيا إلى دخول العالم العربي بكل ما تحمله هذه السياسة من أبعاد اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية ومذهبية وأمنية، عبر كسر حلقة النفوذ الإيراني المصنفة في (الهلال الشيعي)، وفتح ممر استراتيجي أمام السياسة التركية عبر سوريا تجاه الأردن وعمق الخليج العربي ومصر, وهو ما يعني إقامة (هلال سنّي) محل (الهلال الشيعي).

2 – عودة الصراع غير المباشر بين تركيا وإيران على المنطقة خصوصاً بعد الانسحاب الأميركي من العراق وارتفاع أسعار النفط والغاز ما يجعل إيران في وضع آمن ومتفوق على تركيا التي تشتري مصادر الطاقة بالعملات الصعبة، لذلك فإنَّ دول الخليج العربي التي لها خلافات ومشكلات وحساسيات مع إيران ترى أن دعم الدور التركي يعدّ شكلاً من أشكال محاربة الدور الإيراني والاشتباك معه إقليمياً؛ ومع صعود الحركات الإسلامية ولا سيما «الإخوان المسلمين» في الشارع العربي، وتحديداً في البلدان التي تشهد ثورات واحتجاجات, فإنَّ حجم المطالبة العربية بدور تركي بدأ يأخذ طابع الاستنجاد بدولة إقليمية، وهو ما حاولت تركيا استغلاله، وخصوصاً في الملعب السوري، فضلاً عن تقديم نموذج حزب العدالة والتنمية للحكم.

3 – إن تركيا وبعد سنوات من الحديث عن نظرية (صفر مشاكل)، والعمق الاستراتيجي والعودة إلى بنيانها الحضاري، حسمت خيارها لمصلحة الانضمام إلى «البلوك» الغربي كما تحدث وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو آنذاك؛ وما الموافقة على نشر الدرع الصاروخية على أراضيها سوى تأكيد على هذا الخيار, وفي هذا السياق يجب ألاّ ننسى أنَّ تركيا عضو مهم في حلف شمال الأطلسي، ولها علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة, وهي هنا تنطلق من نظرية المشاركة في الحدث واقتسام المغانم التي اعتقدت في البداية أنها سوف تكون سهلة المنال, وفي سعيها هذا لم تتوانَ حتى عن إغضاب روسيا عبر الموافقة على نشر الدرع الصاروخية الأميركية في منطقة أضنة التركية.

وأضافت الكاتبة: هذه السياسات التركية الجديدة والهجومية هي سياسات خاصة بتركيا وليست نتاج التبعية للولايات المتحدة الأميركية, فتركيا الساعية إلى مركز أقوى في المنطقة وفي العالم، قامت بهذا لأنها تعرف أن تعزيز قوتها لا يتحقق إذا لم تتحالف مع الغربيين، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي، والسبب هو أنَّ تركيا لم تتخلَّ بعد عن ترشيح نفسها لعضوية الاتحاد الأوروبي، وهي تعرف أنها أذا أغضبت الروس في هذا الموقف، وأرضت الأميركيين فإنها سوف تحظى برضا الأوروبيين، وسوف يكون هذا الموقف بمثابة تعميق للعلاقات السياسية معهم

زر الذهاب إلى الأعلى