حواراتمانشيت

آل رشي: جنيف 8 خطوة لازمة ولكنها غير كافية مالم تُصِر على التمثيل السوري الكامل

مؤتمر الرياض 2 ومؤتمر جنيف، وما يتم التحضير له في المطابخ الدولية (التركية – الإيرانية – الروسية) واجتماع سوتشي المزمع عقدهُ، وكذلك الانتخابات الفيدرالية في الشمال السوري؛ هذه النقاط والمواضيع التي تشغل الشارع السوري؛ وتقض مضجع بعض الدول وعلى رأسها تركيا؛ كانت مواضيع حوارنا الشيق والصريح الذي أجريناه من خلال صحيفة الاتحاد الديمقراطي والموقع الرسمي لحزب الاتحاد الديمقراطي مع المعارض والسياسي السوري القدير ورئيس المركز التعليمي لحقوق الإنسان الدكتور علاء الدين آل رشي، نضعه بين أيديكم أعزاءنا القُرّاء.

  • في البداية؛ أنت كسياسي سوري تراقب الأزمة السورية وتهتم بأدق تفاصيلها؛ كيف تنظرون إلى اجتماع الرياض ( 2 )؟ وهل تمكنت من تشكيل معارضة سورية موحدة تضم كل المكونات بالفعل؟

كل خطوة على طريق تحرير سوريا من سيادة الدم، وتأمين الحل السياسي تُعَدُّ واجباً إنسانياً قبل أن تكون ممارسة سياسية ووطنية.

ومؤتمر الرياض ضروري لكنه غير كاف؛ فمازلنا نعاني من اصطفافات وزعامات موهومة؛ وأيضاً لا ضمانات دولية؛ ولا ضغوطات جادة على النظام، ومن غير الأخلاقي والإنساني والوطني تسوية القاتل بالمقتول ودفنهما في قبرٍ واحد!

المطلوب من الإرادات الدولية وضع خطة زمنية ومحددة لتنفيذ خطة إنقاذ وطني؛ الغريب إنهم يتوافقون على موعد المؤتمر القادم؛ وكأننا ننتظر موسم تخفيضات أو حفلاً مصوراً؛ متجاهلين حجم الدم والظلم الذي يقع على الشعب السوري.

إن فكرة اللاغالب واللامغلوب مازالت تحكم توجهات منظمي تلك المؤتمرات، وهذا في حدِّ ذاتهِ مخالفٌ لأيِّ حوار، ويمنح الطرف المُعتدي حقَّ القوةَ والطرفَ المُعتدى عليه تنازلاتَ أكبر، يُعَدُّ الكُرد المنافس الوحيد والمُنَظَّمَ للنظام؛ ومع هذا لم ينالوا ما يعبر عن وجودهم في غالب   المفاوضات بالشأن السوري، ومع تقديري لوجود المجلس الوطني الكردي  إلا أنهم ليسوا من ذوي الوزن الثقيل شعبياً. ولو تأملنا في إشارات وتصريحات السيد ديمستورا في جنيف 7؛ ودعوته إشراك الكرد في المفاوضات السياسية، وصياغة إعداد الدستور؛ لعرفنا أن الكرد هم الفاعل الحقيقي والمُغَيَّبِ بشكلٍ واضح. المطلوب من الكرد ليس عشق الصورة وصورة المشهد بل تغيير تلك الصورة، وهذا يتطلب موقفاً موحداً حقيقياً من الكرد. إن القبول باستثناء العصب القوي للكرد يسمح في قوادم الأيام من إملاء إرادات وقرارات غير عادلة بحق الكرد.

  • جنيف (8)؛ وما يضم وفد المعارضة من تكتلات ومنصات؛ هل بالفعل سوف يصلون إلى حلٍّ للأزمة السورية بهذه الشخصيات التي تعمل الغالبية منها لصالح أجندات دول جارة واقليمية؟

لا أستطيع أن أنفي الارتباطات الواضحة للحاضرين، وكذلك لا يمكن أن أجعلها السبب الوحيد لرفض أو قبول جنيف 8 ، فالشأن السوري مُستَلبٌ من قِبَلِ لاعبين دوليين، وسقف التوقعات من المستقلين منخفضٌ جداً؛ الأقوياء والمستقلون يتم تغييبهم … ومع أنه حيث لا استقلالية تامة، ومع أن هذا بات واضحاً إلا أنَّ كل خطوة يلزم أن نبارك لها مادامت تحاول إيجاد حل حقيقي ويراعي مصالح وقيم الشعب السوري. الوضع السوري أو ما تسميه أنت أزمة وهو حقيقة معضلة ونكسة في الأخلاق العالمية والقيم الإنسانية قبل أن تكون أزمة سورية أو ثورة شعب على سلطة غير شرعية … جنيف 8 خطوة لازمة ولكنها غير كافية مالم تصر على التمثيل السوري الكامل، وعلى وجود ضمانات وعلى التنفيذ المباشر وعدم ممارسة حيادية واهمة.

  • المؤتمر أو الاجتماع؛ أو سَمِّهِ ماشئت؛ المزمع عقده في سوتشي كيف تنظر إليه، خاصة بعد مشاركة تركيا في وضع اللمسات الأخيرة لها؟

الوجود التركي كان ومازال قبل وفِي سوتشي حاضراً؛ والمفروض سياسياً أن أتحرك بذكاء وبتفاوض لسحب ما يمكن أن يشكل مخاطرة على مطالب الشعب السوري. تركيا أظهرت مراراً أنها مع رعاية مصالحها، وأن الخاطر السوريَّ لا قيمةَ له في حساباتها السياسية؛ فكل همهم الوجود الكردي أن يكون مسحوقاً على حدودها، حتى لو تم ذلك بمصالحة.

النظام وكذلك الروس لا يُعدونَ طرفاً حيادياً بل هم جزءٌ من المشكلة تماماً؛ فهم أسياد القتل ومافيا النظام …

لكنني أطالب بصراحة؛ السوريين العرب مع الكرد والسريان الآشور والتركمان، مسلمين ومسيحيين بالتحرك في خانات رابحة ومُربِكة للنظام الدولي، بحيث تسحب شروطاً تحقق مصالحها قبل أن تحقق مصالح المُنَظِّمِ والممولِ وأيُّ طرفٍ غير سوري.

  • المرحلة الثانية من الانتخابات الفيدرالية التي ستجري في الأول من شهر كانون الأول 2017 في الشمال السوري كيف تنظرون إليها كمكون سوري؟

أحيي الإدارة الذاتية على جهودها في تكريس حالة من الأمن العام، وادعوها للحرص على خلق مزاج وطني يؤمن بحرية الكلمة، وبحق التعبير، وبالمنافسة السياسية. وأطالبها بفتح الحريات العامة دون أيَّ قيدٍ مع مراعاة تحقيق مصالح المكونات في الشمال.

حاوره: رياض يوسف

زر الذهاب إلى الأعلى