تقاريرمانشيت

شيلان ورفاقها أوقدوا شعلة الانتفاضة لدى الشعب الكردي

أكدت شقيقة المناضلة شيلان باقي، قدرت باقي، أن شهادة شيلان ورفاقها الـ 4 أيقظت الشعب الكردي من غفلته، وجعلته يقف في وجه النظام البعثي وينتفض ضده، وأكدت بأن شيلان ورفاقها أحياء لأنهم “أشعلوا شعلة الانتفاضة لكافة أبناء الشعب الكردي بنضالهم”.

ويصادف اليوم الذكرى السنوية الـ 13 لاستشهاد المناضلة شيلان باقي (ميساء باقي) عضوة اللجنة المركزية في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD ورفاقها؛ زكريا، جوان، فؤاد وجميل والذين طالتهم يد الغدر والخيانة في مدينة الموصل إثر مؤامرة مشتركة من قبل القوى العميلة للنظامين السوري والتركي في 29 ـ 11ـ 2004 أثناء قيامهم بمهمة على الحدود العراقية – السورية.

وفي هذا السياق، تحدثت قدرت باقي شقيقة المناضلة شيلان عن حياتها ونضالها منذ نعومة أظفارها وحتى ارتقائها إلى مرتبة الشهادة.

وأشارت قدرت باقي في بداية حديثها إلى أن الشهيدة شيلان ولدت في قرية (كور علي) بمقاطعة كوباني عام 1971 ولفتت إلى أن الشهيدة شيلان كانت صاحبة إرادة وقوة منذ صغرها، وقالت إنها منذ الصغر كانت تقف في وجه الذهنية العشائرية والسلطوية، وواجهت مجتمعها بذهابها إلى المدرسة سراً؛ لأن مجتمع كوباني في ذلك الوقت كان يرفض توجه النساء إلى المدارس.

وأكدت قدرت أن شيلان واجهت النظام العشائري بإصرار وعزيمة قوية، أجبرت العائلة على احترام قرارها والإنصات لها بتوجهها إلى المدرسة، وهذا ما جعلها محبوبة لدى والديها وأعمامها وعماتها، وأوضحت أن المناضلة شيلان لم تكن تفكر كالأطفال، وهذا ما جعل العائلة لا تنظر إليها بعين أنها طفلة.

متفوقة في الدراسة وغيرت ذهنية العائلة

وعادت قدرت باقي بذاكرتها إلى مرحلة الطفولة واستذكرت شيلان أثناء ارتيادها المدرسة في المرحلتين الابتدائية في كوباني والإعدادية في مدينة حلب، وقالت إن شيلان كانت متفوقة في المدرسة، واستطاعت تغيير ذهنية العائلة بضرورة توجه النساء أيضاً إلى المدارس.

وأوضحت أن شيلان ومن خلال أسلوبها الخاص بالإقناع، وتفهم المشاكل استطاعت أن تفتح الطريق أمام الفتيات الكوبانيات للتعلم والإصرار في القرارات التي يتخذنها.

وتعرفت المناضلة شيلان في سن مبكرة على حركة حرية كردستان، وذلك في عام 1980، وبدأت مسيرتها في فرقة آكري الفنية في حلب، وكانت من بين المؤسسات للفرقة. وأكدت قدرت باقي أن شيلان وبعد تعرفها على فكر حزب العمال الكردستاني استطاعت أن تغير ذهنية عائلتها ووجهة نظرهم تجاه العائلة والابتعاد عن الذهنية العشائرية.

وبيّنت أن المناضلة شيلان تحلت بصفة الإرادة الصلبة، وعدم الرضوخ للظلم والاستبداد، وقالت: “كانت تواجه الاستبداد وتصر على تقوية إرادة المرأة، وكانت تكافح وتصارع الذهنية السائدة، وبذلك نستطيع القول بأن شيلان تميزت بعصيانها للذهنية السائدة في المجتمع منذ صِغَرِ سنها. وكانت تقول دائماً “بأن على المرأة أن تصبح صاحبة إرادة قوية وفكر بعيد عن حكم الرجل، وأن تكسر قيود الأنظمة السلطوية، وأن ترفض الخنوع لأحد”.

وانضمت المناضلة شيلان باقي إلى صفوف حركة حرية كردستان عام 1988 وبعد أن تلقت تدريبات في أكاديمية معصوم قورقماز والعمل في ساحات لبنان وسوريا، توجهت عام 1991 إلى جبال كردستان لمتابعة مسيرة نضالها.

قدرت تلتقي بشقيقتها بعد 14 عاماً

ومنذ أن انضمت المناضلة شيلان إلى صفوف حركة حرية كردستان عام 1988 لم ترَ قدرت شقيقتها إلا بعد مرور 14 عاماً، وذلك بعد انضمامها هي أيضاً إلى صفوف حركة حرية كردستان.

وتتحدث قدرت عن تلك اللحظة قائلةً: “تحدثت إليها عبر الهاتف، ولكنها لم تتعرف على صوتي، أما أنا فلم أكن أصدق ما كانت تسمعه أذناي، ولم أكن أعرف أكان ذلك حلماً أم حقيقة .. كانت أمنية شيلان أن تراني فتاة قوية صاحبة إرادة لا تستسلم. عندما رأتني أمسكت بيدي وكأنني طفلة تخاف أن تفقدها.. قالت لي حينها: “هل حقاً أنتِ تجلسين بجانبي يا قدرت الآن”. وتضيف قدرت قائلةً: “عندما سمعت كلماتها هذه أجهشت بالبكاء”.

شيلان كانت مدرسة الحياة

ووصفت قدرت المناضلة شيلان بأنها مدرسة الحياة، وتذكرت كلماتها أثناء عودتها إلى روج آفا لمتابعة مسيرتها النضالية، حيث كانت المناضلة شيلان تقول “أنا ثورية، ولو رأيت الموت بعيني لن أهرب منه، لأنني أكافح من أجل شعبي ولن أتراجع للوراء أبداً”.

وأكدت قدرت أن شيلان كانت متميزة في إيديولوجية المرأة، وكانت صاحبة تجربة وهدفها النصر، وقالت: “كانت تحاول عبر نضالها الانتصار بهوية المرأة وكانت، تحب أن تكون قوية بإرادتها، وكان هدفها في الحياة نيل الحرية المطلقة للمرأة”.

وكانت شيلان انتخبت كعضوة اللجنة المركزية في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD  في المؤتمر الذي عقد في أيلول عام 2003، حيث كان النظام البعثي يضغط كثيراً على الشعب الكردي، ويلاحق المناضلة شيلان ورفاقها في الحزب، حتى أن حزب البعث أعلن عن جائزة لمن يعثر عليها ويسلمها له.

وتطرقت قدرت باقي إلى مؤامرة اغتيال شيلان ورفاقها الـ 4 وقالت: “عندما تكون الشهادة على أيدي الأنظمة الاستبدادية مثل أنظمة سوريا وتركيا، فحينها تعرف بأن شيلان ورفاقها الـ 4 كانوا يشكلون عائقاً وحاجزاً أمام هذين النظامين للقضاء على الشعب الكردي، ونستنتج بأن النصر سيكون للشعب الكردي”.

وفي ختام حديثها قالت قدرت باقي: “إن شهادة المناضلة شيلان ورفاقها زكريا، جوان، فؤاد وجميل، أيقظت الشعب الكردي من غفلته وجعلته يقف في وجه النظام البعثي ويبدأ بالانتفاض ضده. شيلان ورفاقها أحياء لأنهم أشعلوا شعلة الانتفاضة لكافة أبناء الشعب الكردي وبنضال شيلان ورفاقها ومتابعي مسيرتهم سيكون النصر حليفنا”.

ميديا حنان

زر الذهاب إلى الأعلى