حواراتمانشيت

آل رشي: الثامن من آذار هي ثمرة نضال المرأة عبر التاريخ

في لقاء أجرته صحيفة الاتحاد الديمقراطي مع القيادية في حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا “يكيتي” زهية آل رشي   قالت: المرأة هي أول مستعمَرة في تاريخ المجتمعات البشرية، وهي أول وطن وقومية تتعرض للنهب والاستعمار على يد النظام الرجولي. وحتى الآن السياسات المرسومة هي سياسة ذكورية يتم فيها إقصاء المرأة عن حقوقها.

آل رشي أكدت إن الأحداث تؤثر في المرأة و المرأة تؤثر على الأحداث أي العلاقة بينهما علاقة تبادلية، وما يشهده العالم في القرن الواحد والعشرين وفي الشرق الأوسط، بأن المرأة السورية بشكل عام والكردية بشكل خاص، تسطر ملاحم الحياة الحرة بنفسها، وتكون المعادلة الصعبة للعقول الذكورية حين تخرج من ظلال الوصاية إلى منابر النضال السياسي وحمل السلاح في وجه الغزاة ومغتصبي الوطن والأبدان الطاهرة.

ونوَّهت آل رشي إلى أن شرارة الثامن من آذار هي ثمرة نضال المرأة عبر التاريخ ضد الاستبداد الذكوري وإن ثورة المرأة في شمال سوريا تؤكد دورها الطليعي في جميع المجالات دليل على شعلة النضال التي لم تنطفئ. فالمرأة الكردية  كانت عبر تاريخها ومازالت عبر حاضرها قدوة وسباقة في جميع ميادين الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية، فمنذ القدم أثبتت المرأة الكردية دورها الفعال في صناعة القرار مثل حركة سمكو شكاكي 1920عندما تم اغتياله واستلمت القيادة زوجته عدلة خان وكذلك حركة ديرسم بعد إعدام سيد رزا قامت زوجته بسة بقيادة الثورة.

كانت المرأة عبر العصور والحضارات جزءاً مباشراً أو غير مباشر في صناعة الخيال الجمعي للمجتمعات وفي تقدُّمِه على المستوى الروحي والحضاري بل وحتى في صناعة الوجود البشري وتَقَدُّم الإنسانية.

وأضافت آل رشي: المرأة والرجل لكل منهما خصائصه وسماته ودوره، وتتكامل جميعها في سائر جوانب الحضارة الإنسانية. وعلى المرأة ألا تنسى أنها مساوية للرجل وليست شبيهاً له واختلافهما حق وعنصر إغناء للمجتمع ولحقوق المرأة وخلال سبع سنوات من الأزمة استطاعت المرأة السورية أن تترك بصمتها الواضحة في كافة المجالات والمناصب التي شغلتها في الإدارة الذاتية وكذلك في المجال السياسي والدبلوماسي فاستحقت أن تسمى الثورة باسمها وتعتبر إنجازاً جباراً من إنجازات المرأة لذا يتطلب ان نحمي هذه الإنجازات المكللة بنظام فيدرالي لشمالي سوريا بالمقاومة والنضال.

كما أشارت آل رشي: إن نضال المرأة في سورية يشهد على دورها فمنذ اندلاع الأزمة في سوريا 2011 المرأة شاركت سلمية في المظاهرات وأجبِرَت على حمل السلاح للدفاع عن نفسها في وجه داعش ووقفت وقفة بطولية هزت وجدان العالم وأثبتت وحدات حماية المرأة(YPJ) إرادة المرأة التي لا تقف في وجهها أي عائق أو صعوبة، وبمشاركتها في تحرير كوباني والطبقة ودير الزور وتحرير الرقة المدينة التي بيعت فيها النساء كسبايا فجاء الرد والثأر على يد المرأة بمقاومتها البطولية وإسقاط داعش في عاصمته المزعومة.

وتابعت آل رشي الحديث: هذا العام نحتفل بعيد المرأة العالمي وعفرين تعاني ما تعانيه من الاحتلال التركي الغاشم على أراضيها وقد أبدت المرأة مقاومة منقطعة النظير في وجه هذا العدوان ولنا في الشهيدتين آفيستا خابور وبارين كوباني خير قدوة وخير مثال على النضال والتضحية.

وفي النهاية حيَّت آل رشي نساء عفرين؛ فالمرأة في عفرين لم تترك أرضها وأصبحت درعاً بشرياً لحماية أبنائها في ساحات القتال.

 فأمهات عفرين وأمهات المنطقة خير مثال لحماية الوطن بأبهى صوره وعلينا اليوم أن نكون على قدر المسؤولية لنحمي ثورتنا التي دفعت النساء حياتهن ثمناً لها ليحصلوا على مكاسب كثيرة، وعلينا نحن الحفاظ عليها وتطويرها بالعمل الجاد والملتزم والتنظيم وأن نتسلح بالوعي والإرادة لتحقيق أهدافنا.

حاورتها: حسينة عنتر 

زر الذهاب إلى الأعلى