PYDالأخبارالرئاسة المشتركةالعالمحواراتمانشيت

آسيا عبد الله: لو اتخذت القوى الدولية والمؤسسات الأوروبية والدول الغربية موقفاً ضد الهجمات التركية لما تمكنت تركيا من تنفيذ هجماتها

الدولة التركية الفاشية التي منيت بهزيمة كبيرة أمام مقاتلي قوات الدفاع الشعبي (HPG) في مناطق الدفاع المشروع تهاجم المدنيين الكرد, فبعد أن تكبدت خسائر عسكرية كبيرة في (زاب وخاكوركي ومتينا) خلال الأسابيع الماضية، قامت بقصف المدن الكردية في شمال وشرق سوريا لإخفاء خسائرها, حيث استهدفت المستشفيات ومستودعات القمح والمدارس في شمال وشرق سوريا، وهي لا تكتفي بهذه الهجمات حيث تواصل سياسة التغيير الديمغرافي في المدن الكردية المحتلة بسوريا.

في ظل هذه الأحداث والجرائم تحدثت الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) (آسيا عبد الله) لصحيفة ozgu rpolitikaعن نضال حزب الاتحاد الديمقراطي المستمر منذ 20 عاماً، والهجمات التركية على مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا, والمواقف الدولية إزائها, حيث تهاجم الدولة التركية القوات الشرعية في شمال وشرق سوريا، وفي نفس الوقت تحاول تجريم حزب الاتحاد الديمقراطي سياسياً.

وحول هذه السياسة التي تتبعها تركيا, وأسبابها, قالت (آسيا عبد الله):

تأسس حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في عام 2003, منذ 20 عاماً ونحن نمارس في المنطقة سياسة تستجيب لمتطلبات العصر وتلتزم بالقانون الدولي وترتكز على الديمقراطية وأخوة الشعوب, لدينا كحزب استراتيجية تقوم على حقوق الشعب الكردي ومستقبل سوريا، وحل مشاكل جميع الناس الذين يعيشون في سوريا, ونحن نعمل كحزب في هذا الإطار منذ 20 عاماً, ولهذا السبب يتم شن الهجمات على حزب الاتحاد الديمقراطي  الذي قاد ثورة روج آفا, وخلال هذه الفترة تم اعتقال العديد من رفاقنا واستشهدوا تحت التعذيب.

وأشارت (آسيا عبد الله) إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي قام بتطوير نفسه وإعادة تنظيمه وخلق استراتيجية جديدة في إطار متطلبات ثورة روج آفا, وأضافت قائلة:

لكن الدولة التركية المحتلة حاولت إدخال حزب الاتحاد الديمقراطي بشكل مختلف على الساحة السياسية في المنطقة وخارجها، بما طورته من تقنيات وطرق وأساليب حرب خاصة, وقامت بإعداد وتوزيع ملفات تشوه العمل الذي قام به حزب الاتحاد الديمقراطي.

وأوضحت (آسيا عبد الله) أن السياسة الديمقراطية التي طرحها حزب الاتحاد الديمقراطي المتمثلة بالخط ثالث، تهدف إلى حل كافة مشاكل المنطقة عبر الحوار والسلام، وبناء سوريا ديمقراطية، وحل القضية الكردية ومشاكل السكان الذين يعيشون في سوريا, مشيرةً إلى أن الدولة التركية حاولت أن تجعل حزب الاتحاد الديمقراطي يبدو سيئاً أمام سكان المنطقة والدوائر السياسية.

وأكدت الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD أن حزبهم يعمل في سوريا بمجالات عمل وأهداف واستراتيجية واضحة, ولم يقدم أية تنازلات في هذا الشأن منذ اليوم الأول, وقالت:

سوف نواصل عملنا على هذه المبادئ, نحن نمثل سياسة الخط الثالث في سوريا, بمعنى آخر نحن خط الشعب الديمقراطي, لدينا مشروع لجميع الناس الذين يعيشون في سوريا, وعلى وجه الخصوص لدينا مشروع لحل القضية الكردية, ونحن نواصل عملنا على كل هذه المبادئ, والدعاية المناهضة لحزبنا ليس لها أي أساس أو واقع, إن الخطط التي وضعناها وجميع أعمالنا في هذا الموضوع تتسم بالشفافية ليراها الجميع, وعلى هذا الأساس فإننا نتواصل مع العديد من المؤسسات التي تخوض النضال الديمقراطي في سوريا, ونحن على تواصل مع جميع الأطراف في المنطقة ونعمل معاً.

وعن تقييم حزب الاتحاد الديمقراطي لموقف القوى الدولية ضد الهجمات والمجازر التي ترتكبها تركيا, أشارت (آسيا عبد الله) إلى أن أولوية القوى الدولية هي مصالحا, لهذا السبب تتقاعس بعض القوى الدولية عن واجباتها تجاه الصراع في شمال وشرق سوريا, حيث قالت:

القوى الدولية تتصرف وفق ما تتطلبه مصالحها, ولهذا السبب هناك صمت على الساحة الدولية, فبينما يتم تنفيذ الهجمات ضد شمال وشرق سوريا في تجاهل للقوانين الدولية، إلا أن القوى الدولية لا تصدر صوتاً ضد هذه الجرائم, ولذلك فإن التركيز الأساسي في جميع اجتماعاتنا مع القوى الدولية هو حول محاولات الغزو التركية وانتهاكات حقوق الإنسان والمشروع السياسي الذي طورناه للمنطقة, نحن ندعم إيجاد حل في سوريا حيث يمكن للجميع التعبير عن أنفسهم داخل الأمم المتحدة, والصمت ضد الهجمات على منطقة الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا هو موضع انتقاد, ونحن ننتقد هذه المواقف الدولية.

وعن تأثير الهجمات التركية المتواصلة عل المنطقة (من عين عيسى إلى تل تمر ومن منبج إلى الشهباء) على روج آفا, أوضحت (آسيا عبد الله) أنه ومنذ عام 2012، تواصل تركيا هجماتها دون انقطاع باستخدام جميع التقنيات العسكرية المتاحة لها وبدعم من القوى المعادية للإدارة الذاتية, وأضافت:

تم تنفيذ الهجمات الأخيرة في إطار خطة واسعة, وقصفت تركيا على مدار أسبوع  منشآت تخدم أبناء شعبنا, ومع استمرار حربنا ضد داعش، والحصار المفروض على مناطقنا, والهجمات التركية المتواصلة, تم تدمير العديد من المرافق التي تلبي احتياجات شعبنا، رغم أن استهدافها محظور بموجب القانون الدولي, من خلال هذه الهجمات تريد دولة الاحتلال التركي إخلاء شمال وشرق سوريا من السكان, وتنفيذ خطط التهجير الخاصة بها, والهدف هو انهيار الاقتصاد وإجبار الناس على ترك أراضيهم, وتم استهداف المدارس والمستشفيات ومرافق معالجة المياه والمرافق الخدمية التي توفر الطاقة للشعب, واستهداف منطقة يسكنها 5 ملايين شخص, ويعتبر هذا الهجوم جريمة حرب بموجب القانون الدولي.

ونوهت (آسيا عبد الله) إلى إعداد بعض المؤسسات والمنظمات الدولية لتقارير حول هذا الهجوم الذي يشكل جريمة بموجب القانون الدولي, وأضافت:

من المؤسف أن القوى الدولية لم تتفاعل سياسياً مع هذا الهجوم والتزمت الصمت, تركيا تكتسب قوة من صمت القوى الدولية, فصحيح أن تركيا هي التي تنفذ هذه الهجمات, لكن القوى الدولية بصمتها تدعم تركيا في هذه الهجمات, والذين لا يتخذون موقفا ضد هجمات تركيا هم متواطئون في الهجمات على منطقتنا.

وتطرقت الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYDإلى الأعمال الدبلوماسية للحزب, حيث أوضحت أنهم يعملون على المستوى الدولي منذ فترة طويلة سواء في المنطقة أو على المستوى الدولي, وقالت:

حزبنا عضو في الأممية الاشتراكية, ونشارك في المؤتمرات والاجتماعات السنوية وجميع الدراسات ونقوم بالأعمال, ونعبر هناك عن أفكارنا بشأن المستقبل وحل القضية الكردية, ولدينا علاقات وتبادل للأفكار مع العديد من الأحزاب السياسية في العالم, ونشرح مشروعنا السياسي وإنجازات الثورة والجهد المبذول والنضال في شمال وشرق سوريا.

وأضافت:

كحزب لدينا تاريخ مليء بالنضال, ونحن نجري محادثات سياسية ودبلوماسية دولية بشأن هذا الإرث, ونواصل علاقاتنا مع الأوساط السياسية التي دعمت نضالنا وحزبنا، وخاصة بالمعنى السياسي, ومن هذا المنطلق نحاول تطوير العلاقات مع كافة الدوائر التي تريد السلام والحرية والاستقرار في المنطقة ومحاربة من يفرض التطرف في المنطقة, فالدبلوماسية والدراسات السياسية مهمة, وهذا هو أحد مجالات عملنا الرئيسية, ومنطقنا تكمل بعضها البعض بتنظيم شعبنا ونضاله ودفاعه عن نفسه, والنظام المطبق في منطقة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا يحظى بالتقدير والاستشهاد به كمثال.

وأكدت (آسيا عبد الله) أنه لو اتخذت القوى الدولية والمؤسسات الأوروبية والدول الغربية موقفاً ضد الهجمات التركية على شمال وشرق سوريا, لما تمكنت تركيا من تنفيذ هجماتها على مدار 24 ساعة, مشيرةً إلى أنهم يركزون على هذه النقطة  في جميع اللقاءات والأعمال الدبلوماسية على المستوى الدولي, ويدعون لاتخاذ موقف ضد الهجمات التركية, كما أشارت إلى أنهم على تواصل مع بعض المؤسسات الدولية التي ترغب في العمل معهم بشأن هجمات تركيا على الساحة الدولية والمبادرات القانونية ضد هذه الهجمات.

وتعليقاً على التقارير التي تشير إلى قيام تركيا بتوطين الفلسطينيين في المناطق السورية المحتلة من قبل تركيا, وبالأخص المناطق الكردية, أشارت (آسيا عبد الله) إلى أن الدولة التركية بدأت منذ  سنة 2018 بالالعمل على تغيير التركيبة الديمغرافية للمنطقة مع احتلالها عفرين وجرابلس وكري سبي وسري كانيه, وأن هذا مستمر حتى الآن,  وأضافت:

الوضع يزداد سوءاً في هذه الفترة, وهناك تسريع لعملية إخلاء المنطقة وتغيير التركيبة السكانية, فالجريمة تُرتكب وليس مهماً من يتم إحضاره وتوطينه في عفرين وجرابلس وكري سبي وسري كانيه, فقد اضطر سكان المنطقة إلى الهجرة والعيش في الخيام في ظل ظروف صعبة، وبينما يحلمون بالعودة إلى ديارهم، يستقر الغرباء في منازلهم بدلاً من ذلك.

وأكدت الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي أنهم ليسوا ضد القضية الفلسطينية العادلة, وقالت:

نحن ضد الهجمات على فلسطين وعلى الشعب اليهودي, فالهجمات هي ضد المدنيين, وبالمقابل لا نريد أن يكون أي شخص شريكا في الجرائم المرتكبة في بلدنا, لا نريد أن يصبح أحد أداة لجرائم حزب العدالة والتنمية والدولة التركية, كما أن الشعب الكردي ليس لديه أية مشاكل مع أي شعب آخر، ومشروع الإدارة الذاتية هو مشروع الحياة المشتركة للشعب, وهو مشروع لكل مجتمع ولكل دين للعيش على قدم المساواة والأخوة على أراضيهم, ويجب على جميع شعوب المنطقة اتخاذ موقف معارض لسياسة تركيا المتمثلة في جعل الناس في المنطقة يحاربون بعضهم البعض ويتحولون إلى أعداء, كما يجب على الشعب الكردي أن يكون في حالة تأهب وأن لا يكون أداة للسياسات القذرة.

وأضافت:

كحزب الاتحاد الديمقراطي، سنخوض نضالاً محلياً ودولياً ضد السياسات القذرة والجهود الرامية إلى تغيير التركيبة الديموغرافية في منطقتنا, وهدفنا هو حل المشكلة في إطار سياسي, والمتمثلة بعودة أهلنا الذين هجروا في ديارهم وأوطانهم إلى ديارهم.

وأشارت آسيا عبدالله إلى أنهم كحزب الاتحاد الديمقراطي يركزون على السياسة الديمقراطية،  المتمثلة باستراتيجية الخط الثالث, وقالت:

نحن نسعى جاهدين لخلق مجتمع أخلاقي وسياسي, مجتمع سينظم نفسه من القاعدة إلى القمة ويلبي احتياجاته في كل الظروف, ونسعى جاهدين من أجل نظام تقوم فيه جميع الطبقات الاجتماعية والدينية التي تشكل شمال وشرق سوريا بتنظيم نفسها في إطار هوياتها ومعتقداتها وثقافاتها في إطار الكونفدرالية الديمقراطية، وسوف تعيش معاً وتظهر التضامن, بمعنى آخر نحن نرتكز على خط المجتمع الديمقراطي وتحالف الشعب, ونهدف إلى مواصلة تطوير ودفع التغييرات والتحولات التي تحدث في منطقة الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، وبالتالي تعزيز المجتمع وتصبح جزءاً من السياسة.

وأضافت:

نحن كحزب الاتحاد الديمقراطي لا نرى أن هذا العمل هو عمل حزب واحد فقط, يمكن للحزب أن يناضل من أجل السياسة الأساسية التي حددها, ولكن الشيء الأكثر أهمية هو أن المجتمع يشارك في النضال, أما عندما يخلق نظاما اجتماعيا وينظم نفسه ويؤسس مؤسساته, ويصبح قوة في حل مشاكله، ويصل إلى ما يكفي من القوة لتلبية احتياجاته اليومية، فإن المجتمع يصبح أعظم قوة ونقطة حل, ولذلك فإننا كحزب نواصل عملنا من أجل تنمية المجتمع، وترسيخ الثقافة الديمقراطية، والتعايش بين مختلف الأعراق والمعتقدات والأفكار المختلفة، حتى يتمكن المجتمع من تنظيم نفسه, وإذا تمكنت منطقة الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا من البقاء اليوم بنظامها وتنظيمها ودفاعها، فإنها تدين بذلك لنموذج الخط الثالث وقوة الشعب, ويمكننا أن نعقد تحالفات مع كافة الأوساط الديمقراطية في إطار هذه المبادئ, وبالعمل المشترك نستطيع إيجاد حل للأزمة في سوريا كلها, ويمكن إيجاد حل دولي تجد فيه جميع الشعوب والمعتقدات والشرائح المختلفة نفسها من خلاله, وقد تكون هناك حكومات محلية وحكومة مركزية, ويمكن للحكومات المحلية أن تكمل الحكومة المركزية, كما يمكن للحكومة المركزية أيضًا أن تكمل الحكومات المحلية, ونحن نواصل جهودنا الثنائية لتطوير نظام ديمقراطي في جميع أنحاء سوريا.

زر الذهاب إلى الأعلى