الأخبارالعالممانشيت

أسرار خيانة أردوغان للمرتزقة السوريين

مع استمرار الاشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا منذ أكثر من أسبوع؛ أصبح الدور التركي في الصراعات الإقليمية من خلال استخدام المرتزقة لخوض حروب أردوغان الصغيرة القذرة  تحت الأضواء العالمية مرة أخرى.

فمنذ بداية الصراع السوري قبل أكثر من تسع سنوات، قامت تركيا بإيواء وتدريب وتسليح المقاتلين السوريين تحت مسمى الجيش السوري الوطني الحر على الرغم من أن هذه القوة (الوطنية) لم تكن وطنية أبداً، فقد كانت تتكون من مجموعات متنوعة وغالباً ما تم تمكينها من قبل أنقرة لارتكاب انتهاكات ضد الكرد والمسيحيين والأقليات الأخرى مثل الأيزيديين, فهم جماعات يمينية متطرفة ارتكبت أبشع الفظائع بحق السوريين وشعاراتها تتكون من هتافات ضد (الكفار), وتتبع نفس الأيديولوجية التي قام عليها تنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأخرى.

كل هذا يقود إلى تساؤلات حول ما تسعى إليه تركيا بالضبط من خلال إنشاء هذه الجحافل من المرتزقة التي استخدمتها ضد الكرد في عفرين عام 2018 ثم مرة أخرى في سري كانيه وتل أبيض عام 2019, فجماعة أحرار الشرقية التي قتلت الناشطة الكردية الشابة (هفرين خلف) ارتكبت جريمتها بناءً على طلب من أنقرة.

 هل يسعى المتعاقدون العسكريون عادة إلى قتل النساء غير المسلحات؟ هل يمارس المتعاقدون العسكريون النهب؟

 فالنهب هو ما تشتهر به هذه الجماعات التابعة لأنقرة؟

هل يخطف المتعاقدون العسكريون  النساء ويتاجرون بهن كما تفعل الجماعات التابعة لأنقرة مثل فرقة الحمزة في عفرين؟

كل هذا يقود إلى تساؤلات حول هدف تركيا من تبني عدد كبير من الفصائل المتطرفة  مثل الحمزة وجيش الإسلام وأحرار الشرقية والسلطان مراد ولواء سليمان شاه.

إن استخدام أنقرة لمجموعات المرتزقة في عفرين وسري كانيه وتل أبيض في سوريا ومن ثم في ليبيا والآن في ناغورنا كاراباخ ليس محض صدفة أو ضرورة، بل هو انتهاك ساخر ومحسوب للسوريين ضد السوريين.

جنّدت تركيا السوريين الفقراء والمدنيين الهاربين من مناطق النظام, ومن المعيب وغير المسموح أن يقوم أحد أعضاء الناتو بتجنيد اللاجئين وسوقهم إلى الموت في نزاعاته الخارجية, بالتأكيد فعلت أنقرة ذلك بسبب الحصانة الدولية.

وبالإضافة إلى المشاركة في الحرب الليبية تستمر تركيا في شن الهجمات الكبيرة على شمال العراق, وردّاً على هذه الهجمات أعلنت جامعة الدول العربية التي اجتمعت بناءً على طلب من الحكومة العراقية بأن التدخل العسكري التركي في العالم العربي يمثل تهديداً مباشراً للمنطقة.

ولكن الأكثر إثارة للقلق ما أشارت إليه التقارير الواردة من مصادر مختلفة بأن حكومة أردوغان نشرت مرتزقة سوريين للقتال إلى جانب الجيش الأذربيجاني, وهو ما أكدته وزارة الخارجية الأرمينية بأن تركيا تقوم بتجنيد ونقل مقاتلين إرهابيين أجانب إلى أذربيجان.

وقد استخدم أردوغان المرتزقة السوريين لأول مرة العام الماضي في الحرب الليبية عندما نشرت تركيا الآلاف منهم في ليبيا للقتال ضد الجيش الوطني الليبي في سعيه للاستيلاء على العاصمة طرابلس، والآن يستخدم أردوغان نفس المرتزقة  ضد أرمينيا في صراعها مع أذربيجان.

هؤلاء المرتزقة المتطرفون يستخدمهم أردوغان بشكل متزايد لخدمة طموحاته في السياسة الخارجية التي يبدو أنها لا حدود لها, حتى لو كانت تعني إشعال الصراعات وتأجيجها.

لقد أَعْمَتْهُ أطماعه المضللة لإحياء أمجاد الدولة العثمانية، وجعلت بلاده في مواجهة معظم جيرانه, فقد هدد اليونان بعمل عسكري على الحدود البحرية المتنازع عليها.

المرتزقة هم سلاح أردوغان المفضل الذي يستخدمه في حروبه، فهم قوة عسكرية مأجورة سيتم التخلص منها بمجرد أن تحقق المهمة القذرة التي يتم إرسالهم للقيام بها, تركيا هي التي عملت في المقام الأول على تفعيل إساءة معاملة السوريين من خلال إرسالهم إلى أماكن بعيدة وخيانة معركتهم في سوريا لحملهم على محاربة الكرد والليبيين والأرمن.

زر الذهاب إلى الأعلى