آخر المستجداتالأخبارسوريةمانشيت

وحدات حماية الشعب تعلن استشهاد رائد ثورة الشعوب، القيادي” شرفان حلب”

نشر الموقع الرسمي لوحدات حماية الشعب بيان أعلن فيه عن استشهاد “رائد ثورة الشعوب” القيادي شرفان حلب.

وجاء في نص البيان:

إلى الإعلام والرأي العام

ارتقى ابن عفرين البار، محارب لأجل قضية شعبه والقيادي في وحدات حماية الشعب، رفيقنا شرفان حلب، إثر أزمة قلبية في 10 كانون الثاني 2024 إلى مرتبة الشهادة. بدايةً، نتقدم بتعازينا لعائلة قيادينا النبيلة والوطنية ولشعب حلب وعموم شعب روجآفا. ونتمنى ديمومة المقاومة والنضال لشعبنا الوطني ولجميع رفيقاتنا ورفاقنا في جبهات القتال حتى تحقيق النصر.

المقاتل الكادح وقائد المعارك الضارية، بإيمانٍ عظيم وتضحية عالية وإرادةٍ قوية من جبال كورمينج إلى جبال ديرسم وفي جميع ساحات الوغى خاض نضالاً شاقاً من أجل قضية شعبه لمدة 31 عاماً بشكل مستمر ودون توقف. كرفاق له، نعاهد بأننا سنحافظ دائماً على ذكرى رفيقنا شرفان خالدة في قلوبنا وسنتوج أحلامه التي ضحى من أجلها كل حياته بالنصر.

مدينة حلب من المدن التي لطالما حمت وجودها بفكر وفلسفة القائد أوجلان، وتبرعت دون تردد بأجمل بناتها وشبابها للثورة. وأيضاً خلال هجمات الاحتلال على مدينة حلب، تصدى أبناء شعبنا من عمر 7 سنوات إلى 70 عاماً لقوات الاحتلال باستراتيجية حرب الشعب الثورية وبتضحيات كبيرة استطاعوا إفشال تلك الهجمات. حيث كان من رواد هذه المقاومة المشرفة ابن حلب البار، رفيقنا وأحد قاداتنا شرفان حلب.

انضم الرفيق شرفان إلى حركة حرية كردستان في عام 1993. بعد أن تعلم أبجدية الحرية بساحة القيادة في أكاديمية الشهيد معصوم قورقماز، وتوجه على إثرها إلى جبال كردستان. حيث أخذ مكانه في ساحات الحرب الأكثر صعوبة من بوطان إلى جبال جوليك وديرسم. ورغم إصابته في ساقه، إلا أنه كان دائماً مفعماً بروح الانتقام والإصرار ومحارباً في الخطوط الأمامية. ففي اللحظات الأولى لانطلاقة شرارة الثورة في غرب كردستان وفي الوقت الذي كان الأعداء يتربصون بها، توجه رفيقنا شرفان، ذاك الفدائي المخلص لقضية شعبه للانخراط بصفوف الثورة. بقدر ما قام الرفيق شرفان بعمل عظيم في تأسيس وتطوير وحدات حماية الشعب، فقد كان أيضاً ريادياً حقيقياً لشعبه. وحتى في أصعب لحظات الحرب كان يعقد لقاءات جماهيرية لأهالي حلب حول واقع الحرب وحقيقة العدو وضرورة حماية أنفسهم. وعلى هذا الأساس قام بدور طليعي في معركة حلب بشجاعة عظيمة. وبروح النفير العام وبالالتفاف حول قائدهم حارب أهل حلب وقاوموا الاحتلال. حيث ظهر على إثرها حقيقة الشعب المحارب والفدائي بطليعة القيادي شرفان وعموم شعبنا في مدينة حلب.

توجه القيادي شرفان في عام 2018 إلى مدينة دير الزور وأصبح أحد أبرز القادة الطليعيين في حملة تحريرها. وبعد حرب عسيرة ونضال عظيم تحررت مدينة دير الزور وشعبها والعشرات من النساء الإيزيديات من براثن مرتزقة داعش. وعلى هذا الأساس زفّ القيادي شرفان ورفاقه بشارة النصر وأعلنوا نهاية تنظيم داعش للإنسانية جمعاء في ناحية الباغوز التابعة لدير الزور.

في بداية مسيرته النضالية، تعلُّم القيادي شرفان من القائد أوجلان أن نضالنا مبني على أساس حرية المرأة وأن حرية المجتمع ممكنة مع حرية المرأة. ومن أجل ذلك وعلى خط حرية المرأة، أقام رفيقنا شرفان رفاقية حقيقية وصادقة مع المرأة. في كل لحظة من لحظات حياته ونضاله، أولى أهميةً منقطعة النظير للدور الطليعي والقيادي للرفيقات وأبدى احتراماً كبيراً لانضمامهن لصفوف الثورة. حيث أنَّ كلَّ عامٍ من المسيرة النضالية لرفيقنا شرفان تعتبر بمثابة رواية بحد ذاتها. فقد ناضل بلا كللٍ أو مللٍ لمدة 31 عاماً متنقلًا من مهمةٍ إلى أخرى، وبروح النضال الذي يتمتع به الفدائي الآبوجي، كان دائماً يُنجز المهام الموكلة له في أوقاتها ويُتوجها بالنصر. بعشقٍ مُعظُّم كان يناضل على خطى الشهداء، فمن سيد رضا إلى قاضي محمد، ومن سمكو شكاكي إلى ليلى قاسم وساكنة جانسيز، حيث كان بنفسه يعقد الاجتماعات لإحياء ذكرى كل طليعي ومناضلٍ في كردستان.

 

كوحدات حماية الشعب YPG، بقدر ما أحزننا استشهاد رفيقنا شرفان، فإن مسيرة 31 عاماً من الشجاعة والتضحية والنضال جعلتنا فخورين. رفيقنا شرفان وحتى أنفاسه الأخيرة كان ينضم للنضال في سبيل ديمومة الثورة الكردستانية بعشق الحياة الحرة، وعلى أمل اللقاء بالقائد أوجلان مرةً أخرى، وذلك بأسلوبه المتواضع وبحماسٍ كبير ومفعماً بروح المسؤولية. فهذا الموقف المشرف من رفيقنا شرفان سواءً في ساحات الحرب أو في حياته النضالية هو بالنسبة لنا أعظم علامةٍ ودليلٌ على المشاركة الحقيقية والصائبة في الحياة والحرب.

وعلى هذا الأساس، نعرب مرةً أخرى عن تعازينا الحارة لجميع شعوب شمال وشرق سوريا ولشعب كوردستان، ونعاهد بالسير على خطى رفيقنا شرفان والوفاء بالوعد الذي قطعه.

زر الذهاب إلى الأعلى