الأخبارمانشيت

واقع الشمال السوري والتوازنات القائمة

تعيش مناطق شمال شرقي سوريا أوضاع سياسية وعسكرية متبادلة، بعدما قامت تركيا، بعملية احتلال لمناطق من شمال شرقي سوريا- روجافا، وبالتوازي مع تقدم قوات النظام في ريف إدلب وتحقيق مكاسب ميدانية، هذا وفي مقابلة سابقة للكاتب والمؤلف فلاديمير فان ويلجنبرغ مع مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية.
قدم مظلوم عبدي تقييمًا سياسيًا وعسكريًا لواقع شمال شرقي سوريا، أشار فيه إلى أنه، رغم أن خطر شنّ تركيا لهجوم إما على الجزيرة (محافظة الحسكة) أو كوباني لا يزال قائمًا، إلا أن هذا لن يكون سهلًا بالنسبة لتركيا، وأضاف قائلا “إنهم يعلمون أننا سنقاتل بشراسة – لكن ثمة اتفاقات أكبر الآن. هناك اتفاقات مع الروس وكذلك مع الولايات المتحدة تمنع تركيا من شنّ هجمات. ويقول الأمريكيون إنه في حال نفذت تركيا هجمات [على كوباني] ستفرض عليها عقوبات – ناهيك عن وجود قوات روسية أيضًا في المنطقة.

صمود “قوات سوريا الديمقراطية”
رغم خسارة الأراضي، برزت نتيجة مهمة للقتال ألا وهي إثبات الوحدة بين الكرد وشعوب المنطقة في شمال شرق سوريا، رغم توقعات بحدوث خلاف ذلك. هذا وقد ذكر مسؤولون في “قوات سوريا الديمقراطية” أنه لم تحدث انشقاقات كبيرة في صفوف المقاتلين العرب أو انتفاضة في أوساط السكان العرب في شمال شرق سوريا لدعم سواء قوات النظام السوري, أو تركيا في مناطق على غرار الرقة أو دير الزور.
وبهذا الصدد قال عبدي: “لقد تمّ تقويض خطط تركيا؛ كانوا يتوقعون أنه فور شن هجوم، ستنتفض المناطق التي يقطنها العرب ضدنا [“قوات سوريا الديمقراطية”]، على سبيل المثال الرقة ودير الزور ومنبج والطبقة”. وعلى نحو مماثل، رغم أن التوقعات أشارت إلى احتمال انشقاق عناصر “قوات سوريا الديمقراطية” من غير الكرد، ذكر عبدي إن “ذلك لم يحدث قط، لا بل ازدادت في الواقع وحدة الصفوف. وفيما نحن نتحدث، ينضم مقاتلون عرب إلى “قوات سوريا الديمقراطية” بوتيرة أكثر من الفترة التي سبقت الغزو التركي”.

فشل الحث على الانشقاق
لم يكن هذا الجهد الوحيد لحث هذه القوات على التخلي عن “قوات سوريا الديمقراطية”. ففي وقت سابق من شهر كانون الأول/ديسمبر، طلب رئيس “جهاز أمن الدولة” في سوريا اللواء علي مملوك بدوره من القبائل العربية الانضمام إلى صفوف الحكومة السورية. أما مظلوم، فأشار إلى أن الجهدين المبذولين للحث على الانشقاق – سواء من جهة دمشق التي ترسل تهديدات أو تركيا التي تشنّ هجمات – باءا بالفشل، مضيفًا أن قواته “رفضت تلبية نداء” الحكومة السورية، عازيًا السبب إلى نظرة مشتركة: “إن الذين انضموا إلى “قوات سوريا الديمقراطية” يؤمنون بأفكارها وأهدافها.
هذا بالإضافة إلى أن “قوات سوريا الديمقراطية” أعلنت أنها ستنضم إلى الجيش السوري فقط في حال وضع دستور جديد للبلاد يكفل حق القوات بـ”الحفاظ على استقلاليتها في منطقة قيادتها ومؤسساتها”. وأضاف عبدي قائلا: أن “محادثاتنا مع الروس والحكومة السورية ستستمر فقط ضمن هذا الإطار”.

ورقة اللاجئين
كما نوه الكاتب ويلجنبرغ إلى إعلان أردوغان عن رغبته علنًا بوضع مليون لاجئ سوري موجودين حاليًا في سوريا ضمن مناطق سورية خاضعة لسيطرته.
في هذا الجانب أكد قائد القوات العامة مظلوم عبدي، “إن هدف أردوغان هو جلب مواطنين من غير السكان المحليين وإرغامهم على الاستقرار، وتشريد الشعب الكردي والديمقراطيين من ديارهم – وبعدها استقدام مرتزقة من أولئك الذين تمّت إعادة توطينهم لاستخدامهم بغية تخريب وحدة الشعب السوري، واستخدام السوريين لتطبيق أجندات أردوغان في سوريا”. ولفت قائد “قوات سوريا الديمقراطية” إلى أن الظروف الأساسية الضرورية لإعادة توطين اللاجئين السوريين لم تتوافر بعد: “أولًا، لا بدّ من إنهاء الحرب السورية كي يتمكّن الجميع من العودة إلى ديارهم”.

الإدارة الذاتيةً و التسامح
ولطالما قالت “قوات سوريا الديمقراطية” والإدارة المحلية إنهما تنتهجان سياسة تقوم على السماح لأي لاجئ يتحدّر في الأصل من المنطقة الخاضعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” بالعودة والاستقرار فيها مجددًا. غير أن قائد هذه القوات شدّد على أن غالبية السوريين في تركيا هم من مناطق دمشق وحمص ودرعا جنوبًا. ويعتبر مظلوم عبدي أن خطة تركيا لإعادة التوطين لن تعود بالفائدة سواء على سكان الإدارة الذاتية المحلية أو على الذين يعاد توطينهم، بما أنه، بحسب رأيه، هؤلاء اللاجئين المتواجدين حاليًا في سوريا “لا يريدون الاستقرار شمال شرق سوريا”.
وفي ختام اللقاء أفاد مظلوم عبدي أنه “ثمة اتفاقات بين الروس والأمريكيين… [فالروس] لم يطلبوا منا أمرًا مماثلًا، وهم أيضًا ينسقون مع الأمريكيين، ليس نحن فقط”.

زر الذهاب إلى الأعلى