حواراتمانشيت

هيفين سليمان: تركيا تحاول شرعنة احتلالها بحجة أمنها القومي


حوار: علاء عباس
في سياق انتهاكات دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها السوريين في المناطق المحتلة، وكذلك تقاعس المنظمات الانسانية، والخريطة السياسية في سوريا والخلافات الروسية الايرانية، أجرى مكتب اعلام حزب الاتحاد الديمقراطي PYD في حلب حواراً مع الرفيقة هيفين سليمان عضو مجلس المرأة في الحزب.
وكان لنا معها هذا الحوار:

ـ كيف ترون في ظل هذا التصعيد والانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال التركي ومرتزقته التي تشهدها في مناطق عفرين، سري كانيه، وكري سبي وما هو دور المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان امام هذا الاحتلال ؟
يمارس الاحتلال التركي في المناطق المحتلة كافه انواع الجرائم من قتل وخطف ونهب للممتلكات، وتقوم باجراء التغيير الديمغرافي، والتهجير القسري للسكان الأصليين وتوطين المرتزقة وسط صمت المجتمع الدولي، وتمارس تركيا ومرتزقتها أبشع الجرائم التي تنافي كل القوانين والمواثيق الدولية وعدم قيام المنظمات الحقوقية والانسانية بواجباتها الانسانية تجاه هذه الانتهاكات يجعلها شريكة بشرعنه هذا الاحتلال التركي للمناطق في شمال سوريا .
ـ
كيف تقرأون تصريحات مسؤولي الاحتلال التركي حول ضم ومحاولة تشريع الوجود التركي في المناطق التي احتلتها في سوريا ؟
تركيا تشرعن وجودها في المناطق التي احتلتها في الشمال السوري (عفرين، تل ابيض، راس العين ) بحجة حمايه أمنها القومي من الارهابيين وحماية حدودها من الارهابيين فقامت بحملات تحت مسمى غصن الزيتون، نبع السلام، التي دفعت خلالها بشذاذ الآفاق والارهابيين من كل مكان إلى مناطقنا ومارست كل أنواع الارهاب، وان هذه المناطق التي قامت باحتلالها هي جزء من سوريا وهي تسعى لاقتطاعها وضمها الى تركيا بامتداد 30 كم واجراء التغيير الديمغرافي وفرض الهوية واللغة التركية وبناء الجدار العازل حول مدينة عفرين وتحقيق مآربها وأطماعها التوسعية. هذا احتلال ولن يسكت الشعب الكردي والسوري عنه ولن تستقر سوريا حتى القضاء على الارهاب وخروج الاحتلال التركي من كل المناطق السورية.

ـ ماهي المصالح والأهداف التي تأمل تركيا في تحقيقها من السياسة التي تمارسها في سوريا ؟
تسعى تركيا في تحقيق اطماعها التوسعية وصولا الى الشرق الاوسط من خلال تدخلها في الازمة السورية التي تهدف الى اعادة أمجاد العثمانيين والميثاق الملي من خلال تنظيم الجماعات المتطرفة الاخوانية وتجنيدها ودعمها لوجستياً كجبهة النصرة وداعش بالأخص لاستهداف الكرد وقضيتهم من خلال ضرب مشروع الامة الديمقراطية الذي يعد مضاد لسياسة الدولة القومية، والذي يهدف للعيش المشترك واخوه الشعوب، و من الواضح أن هذا المشروع يشكل خطرا على تركيا وسياستها لذلك تسعى الى تغيير التركيبة البشريه وتطبيق الحزام التركي على طول الشريط الحدودي مع سوريا .
ـ ما هو تفسيركم للصراعات الروسية الايرانية كالأحداث التي حصلت على الحدود مع اسرائيل والكثير من الأحداث التي تظهر جلياً هذا الصراع؟
ابرام الاتفاقيات التي حصلت بين روسيا واسرائيل وامريكا وبعد الاعتراف الرسمي بالقدس كعاصمة لإسرائيل تناقضت مع المصالح الروسية الايرانية لأن وجود ايران اصبح مصدر قلق بالنسبة لروسيا، كما وأن الوجود الايراني على البحر المتوسط يعيق توسيع النفوذ الروسي، ولأن روسيا تريد أن تكون صاحبة القوة الرئيسية على ساحة المتوسط لاستيلائها على مرفئ طرطوس و قاعدة حميم العسكرية، وهذا ما يعرًض قواتها للخطر في حال حدوث أي توتر بين اسرائيل وايران، وأيضاً القضاء على القوى الايرانية المتواجدة في الجنوب والتخلص منها بالاقتتال الداخلي وهذا لمصلحة اسرائيل لإنهاء الوجود الايراني في المنطقة.
ـ
في الفترة الحالية تم استبعاد ميليشيا حزب الله في سوريا، لماذا تم استبعاده إعلامياً وتم تحجيم دوره ؟
شهدت سوريا صراعات وخلافات على النفوذ في المناطق التي تسيطر عليها القوى المتصارعة روسيا و امريكا وتركيا وايران وأخيراً الاتفاق الروسي الامريكي أدى بشكل مباشر الى تحجيم دور ايران في المنطقة وابعاد ميليشيا حزب الله عن المنطقة لأنها تتبع المشروع الايراني وخاصة في المنطقة الجنوبية المحاذية للجولان وبعد عدة ضربات من قبل اسرائيل على نقاط تمركز قواعد حزب الله التي باتت تشكل عائقاً أمام التمدد الروسي ومصالحها وارضاء لإسرائيل وحماية حدودها وأمنها القومي تم انشاء قواعد عسكرية روسية و التي شكلت خطاً فاصلاً بمسافة 85 كم داخل الاراضي السورية لان إسرائيل لا تقبل وجود ايران أو أية قوة تابعة لها في سوريا وعلى حدودها .

زر الذهاب إلى الأعلى