مانشيتمقالات

نضال المرأة ودورها في ثورة “روج آفا”…1

عريفة بكر ــ

بدأ نضال المرأة الكردية في (روج افا) مع دخول القائد عبدالله اوجلان منطقه شرق الاوسط، واتخاذه من مبدأ، أن حرية المجتمع تبدأ بحُرية المرأة، وعلى هذا الاساس انضمت المرأة الكردية لصفوف النضال في كردستان، وحققت انجازات كبيرة، وخَطَت العديد من الخطوات العظيمة والفعالة لبناء المجتمع، وساهمت في العديد من النشاطات  ولعبت دورها في تنظيم ذاتها وفي كافة مجالات الحياة السياسية والاجتماعية، الثقافية والاقتصادية والعسكرية، وقدَّمت تضحيات جسيمة ضمن مسيرة النضال التحرري والحياة الكريمة في كردستان، ولم تتوقف المرأة لحظة واحدة عن النضال وبذل الجهود المريرة من أجل خلق مجتمع، اخلاقي وسياسي ايكولوجي تسوده العدالة والمساوة، وقادرٌ على حماية حقوق جميع النساء.

وباعتبار المرأة صاحبة تجربة في نضال الحرية وهذا النضال الذي يستند الى ميراث تاريخي قيم من آلاف الشهداء والشهيدات امثال (بيريفان، عزيمة، شيلان، روكن، دجلة، زينب، شرفين ديرك).

هنا لابد من ذكر ما عانته المرأة من التعرض للاعتقالات والتعذيب على يد النظام البعثي حتى قبل الثورة، من الاضطهاد بجميع اشكاله القومية الاجتماعية الاقتصادية القانونية.

والمرأة الكردية كانت ضحية مزدوجة لذهنية المجتمع الذكوري بعاداته وتقاليده وقوانينه، وضحية الاضطهاد القومي من خلال ممارسات نظام البعث طُرُق منهجية على الشعب الكردي وبشكل خاص على المرأة الكردية التي تعرضت للاعتقال وشتى انواع التعذيب، ومازال هناك العديد من النساء السياسيات اللواتي مازال مصيرهن مجهولاً مثل “نازليه كجل”.

فبقيادة المرأة الحرة، استطاعت المرأة في روج افا أن تُعَبِّر عن ذاتها بهويتها من خلال تنظيم “اتحاد ستار” والآن يُعرف باسم مؤتمر ستار)، حيث نظمت المرأة نفسها ضمن هذا الاتحاد وشاركت فيه النساء من جميع أرجاء سوريا، حيث عقد أول مؤتمر له في جبال قنديل عام 2005، والمؤتمر الثاني كان في مدينة  قامشلو قرية (عنز) عام،2007 وفي هذ المؤتمر اتخذت قرارات هامة تخص المرأة، وبادرت إلى عملها ضمن المجتمع حتى اصبحت نموذجاً يحتذى به كل نساء العالم، ومن ثم تشكلت وحدات حماية المرأة / ypj والتي لفتت انتباه العالم من خلال أداء دورها وتعبيرها عن ذاتها وكيانها، كما ان المرأة لعبت دوراً أساسياً في ممارسة السياسة الديمقراطية، وشاركت في مركز صنع القرار، وأثرت منجزات قوات حماية المرأة على جميع أنحاء العالم، وذلك برفع الروح المعنوية لدى الثورات والمقاومات النسوية، وأثبتت بذلك قدرات وإمكانيات المرأة ونهج  تحرر المرأة وروحها النضالية من أجل الحرية، وولائها الوطني واستعدادها للتضحية والفداء بكل نفيس وغالي.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الذي أعطى القوة لثورة روج افا والانضمام الى صفوف النضال الثوري، هو ميراث حركة المرأة الكردستانية التي ناضلت أكثر من أربعين عاماً من أجل تحرر المرأة وحل قضيتها والتي تعتبرها قضية عالمية، وعبر حريتها تتحقق جميع الحريات الأخرى…

يُتبع…

زر الذهاب إلى الأعلى