الأخبارمانشيت

موقع الاضاءة المصري عن سياسي كردي: عملية “تحرير الموصل” تسير وفق ما خُطط لها

قال المحلل السياسي الكردي محمد أرسلان، إن عملية تحرير الموصل التي انطلقت في السادس عشر من الشهر الحالي، تسير وفق ما خُطط له من قبل القيادة العسكرية العراقية والأمريكية والقوات المساندة لهم، إذ تم تحرير أكثر من 300 كيلو متر مربع من القرى والأقضية في ريف الموصل وخاصة تحرير برطلة والحمدانية المدينة المسيحية وبعشيقة المدينة التي يقطنها الكرد الإيزيديين وبعض البلدات الأخرى.
وأضاف -في تصريح خاص لـ”إضاءة”- أن قضية تحرير نينوى أو الموصل تثير جدلاً كبيرًا محليًا وإقليميًا دوليًا لما لها من أهمية جيبوليتيكة وتاريخية بالنسبة للأطراف المتصارعة أو المتنافسة، سواء كانت العراق المعني الأساسي بالتحرير أو أمريكا وقوات التحالف أو إيران أو تركيا.
ولفت إلى أن حملة تحرير الموصل، جاءت بعد تحضيرات كبيرة من الناحية العسكرية والإعلامية والحرب النفسية التي تم تسييرها من قبل الحكومة العراقية، إذ أنشأت إذاعة خاصة لشعب الموصل باسم “صوت الغد” وقامت بإلقاء ملايين المنشورات على الموصل والبلدات والأقضية التابعة لها، إضافة إلى مساندة قوة من عشرات الآلاف من أفراد البيشمركة.
وذكر أن الموصل سقطت بأيدي الإرهابيين من داعش والأطراف الداعمة لها في العاشر من يونيو 2014 وذلك خلال أيام قليلة، ربما كانت توحي أنه ثمة مخطط أو سيناريو تم إعداده خارجيًا لهذا السقوط بهذه السرعة الكبيرة، بالرغم من وجود عشرات الآلاف من أفراد من الجيش العراقي المسلح بكافة صنوف الأسلحة الخفيفة والثقيلة.
وحول التواجد التركي في العراق خلال عملية تحرير الموصل قال “أرسلان”: من الملفت إصرار الجانب التركي إقحام نفسه وقواته في هذه العملية، بالرغم من إصرار الحكومة العراقية والبرلمان رفضهما القاطع لمشاركة القوات التركية في عملية التحرير.
وأوضح أنه بالرغم من تدخل أمريكا مباشرة لتقريب وجهات النظر ورأب الصدع بين العراق وتركيا، إلا أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قالها بكل وضوح للمبعوث الأمريكي بأنهم لا يرحبون بالقوات التركية على الأراضي العراقية والمتمركزة بالقرب من “قضاء بعشيقة” تحت حجة تدريب عناصر من الحشد الوطني.
وقال “أرسلان” إن نية الحكومة التركية ليست تحرير الموصل وإن كانت تدعي ذلك إعلاميًا، ولكن كما صرح بها الرئيس أردوغان بوضوح حين قال: “أنهم يسعون لإحياء الميثاق المللي (الذي يعتبر الموصل وكركوك والبصرة ولايات عثمانية ويجب أن ترجع للوطن الأم وهي تركيا) وأنهم لا يعترفون باتفاقية “لوزان” والاتفاقيات التي تمت عام 1926 والتي على أساسها تم ترسيم الحدود بين البلدين”.
وتابع قائلا: تركيا تريد ابتلاع العراق تحت حجة محاربة الإرهاب وخوفها من الحرب المذهبية فيما بعد تحرير الموصل، كما فعلتها في الشمال السوري باحتلالها لمدن “جرابلس” و”الراعي” و”اعزاز” تحت حجة محاربة داعش.
ورأى أن تركيا تعتبر بالنسبة لداعش الممر الحيوي لوجودها واستمرارها، إذ أن كافة المساعدات اللوجستية والعسكرية وحتى المنضمين الأجانب لداعش جميعهم جاؤوا عبر تركيا، وكذلك البترول المسروق من قبل داعش كان يباع عن طريق تركيا بأبخس الأثمان، لذا لا يمكن تصديق الرواية التركية بأنها تحارب داعش.
وأوضح أن تركيا تصر على مشاركتها في تحرير الموصل بهدف تخليص عناصرها المتواجدين ضمن صفوف داعش، وهذا ما حصل في “جرابلس” و”الراعي” و”اعزاز” بالضبط، حيث تم تحرير هذه المدن خلال سويعات من دون جرحى أو جثث لقتلى أو تدمير للمدينة، مبينًا أن عناصر داعش خلال هذه السويعات قاموا بتغيير ألبستهم وحلق لحاهم لا أكثر وفقًا لصورهم المنشورة قبل وبعد دخول القوات التركية لجرابلس، وأن هذا ما سيحدث إن شاركت تركيا في الموصل أيضًا، باعتبارها الحاضن الشرعي لداعش وباقي الفصائل التي تدعي المعارضة.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى