مقالات

مقاومة الــ 14 من تموز هو استكمال الطريق نحو الانتصار

محمد إيبش  

قبل 41 عاماً وفي الــ الرابع عشر من تموز 1982، أعلن المناضل الكبير “محمد خيري دورموش” الإضراب عن الطعام حتى الشهادة، وذلك لاستكمال مسيرة المقاومة التي بدأها كاوى العصر “مظلوم دوغان” في الــ 21 من شهر آذار من نفس العام، ولكن رفاق خيري لم يتركوه لوحده بل انضم إليه القادة “كمال بير” و”عاكف يلماز” و”علي جيجك” آخذين المقولة الشهيرة التي رددوها “المقاومة حياة”  و”سنصنع من موتنا حياة حرة كريمة لشعبنا” لتدرك الفاشية التركية إن ما نقوم به هو الرد على سياستها اللاإنسانية التي تهدف إلى إبعاد أبناء شعبنا عن ذاكرتهم الأخلاقية، وليدرك العالم أن القائد “آبو” سيصل إلى بناء مجتمعٍ سياسي أخلاقي ايكولوجي عبر مسيرته النضالية،  وهذا ما تحقق بشكل عملي.

قادة كانوا قد قرأوا المستقبل بشكل دقيق خلال فترة نضالهم إلى جانب القائد “عبد الله أوجلان”، ورغم المؤامرة الكونية التي استهدفت قضية الشعب الكردي في شخص القائد “آبو” لكن القائد ظل وفياً لرفاقه ولمبادئه، وهو يقاوم مقاومة لامثيل لها، وبمناسبة الذكرى الـ  41لمقاومة الرابع عشر من تموز ونتيجة ضعف الفاشية والفاشيون فأنهم يهددون القائد بالتزامن مع تقديمهم وعلى رأسهم أردوغان التنازلات لجميع العالم خوفاً من انهيار نظامه أمام مقاومة أبناء الشعب الكردستاني، ولذلك حَرِيٌّ بنا نحن تلامذة القائد أن نستمر في نضالنا وفاءً لشهداء الـ 14 تموز، وليكن كلام الشهيد “محمد خيري دورموش” منارة لدرب نضالنا حينما قال: “لو مُتُّ اكتبوا على قبري أنني مديون لشعبي”، فهل هناك أصدق منه ومن رفاق دربه في الشهادة؟ هؤلاء هم القادة الذين وصفهم القائد “آبو” بأنهم يمثلون روحه الخفية.

الشعب الكردي سيصل إلى هدفه في الحرية والعيش بكرامة طالما هناك أبناء جعلوا من مقاومتهم طريقاً لقفزة الــ 15 من آب التي هزّت كيان الفاشية وبدأت مرحلة كتاب تاريخ جديد للمقاومة والمقاومين.

إن روح وثقافة الـ 14 من تمَوز مازالت مستمرة، فمقاومة الــ “كريلا” في “آفا شين” و”متينا” و”زاب” و”خاكورك” جسدت تلك الروح، ومقاومة القائد في سجن إيمرالي رسخت ذلك إيماناً منه بأن لا طريق أمام الثوار إلا المقاومة، والهدف هو النصر أو النصر، فلتعش هذه الروح في كل إنسان يحمل أبسط القيم الإنسانية والوطنية، فلا حياة بدون مقاومة.

زر الذهاب إلى الأعلى