الأخبارالعالممانشيت

مايكل روبين: كل اتهام يوجهه أردوغان لإسرائيل هو مطابق للجرائم التي ارتكبتها تركيا ضد الكرد داخل تركيا وخارجها

تركيا لا تفرق بين الطفل الصغير الكردي والفلاح الكردي أو المقاتل الكردي

أشار الدبلوماسي الأمريكي السابق والباحث في معهد أمريكا إنتربرايز(مايكل روبين) إلى أن أردوغان صرح بأن حماس ليست منظمة إرهابية، بل هي جماعة تحرير ومجاهدين تكافح من أجل حماية أرضها, ووصف إسرائيل بأنها تتصرف كمنظمة إرهابية وليس كدولة, وأعلن أن إسرائيل مجرمة حرب, وأوضح (روبين) أن هذا الانقلاب الأخلاقي لأردوغان يبدو مألوفاً لأنه أمر شائع لديه.

وفي مقالة له على صحيفة (واشنطن إكزامينير) كتب روبين:

يشكو الرئيس التركي بمرارة من تحالف الولايات المتحدة مع الكرد السوريين، لكنه ينسى أن الولايات المتحدة احتضنت الكرد فقط بعد أن قدم أردوغان المساعدة أولاً إلى الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا ثم إلى تنظيم داعش, وكما هو الحال مع حماس قال أردوغان ومعاونوه إن هؤلاء المتطرفون السوريون ليسوا إرهابيين, وبينما قاوم الكرد حصار كوباني، سمح أردوغان لمقاتلي تنظيم داعش بالمرور عبر تركيا وحتى مهاجمة الكرد عبر الحدود التركية.

وأضاف:

يتبنى أردوغان بانتظام خطاباً دينياً متطرفاً, وقد وصف نفسه بأنه خادم الشريعة, وبينما يحث أنصار تركيا في واشنطن والدبلوماسيين الأتراك على إقامة تحالف استراتيجي لأن تركيا موطن لثاني أكبر جيش في الناتو، بالنسبة لجمهوره المحلي يصف أردوغان الجيش التركي بأنه (جيش محمد) الذي يشن حرباً مقدسة ضد أعداء تركيا ودين الاسلام, ووفقاً لمعايير أردوغان فإن أي شيء تفعله الجماعات الإسلامية المتطرفة له ما يبرره، في حين أن أولئك الذين يحاربون الإسلام السياسي هم المشتبه بهم الحقيقيون, ويلعب هذا الانقلاب دوراً في نهج أردوغان تجاه الدولة اليهودية, وخطيئة إسرائيل في نظر أردوغان هي أنها دولة يهودية, ولا يوجد سيناريو يمكن أن يتصور فيه أن اليهود على حق إذا كان ذلك يعني أن أي مسلم قد يكون على خطأ.

وأشار(مايكل روبين) إلى أن الجيش التركي ذبح أكثر من مليون أرمني وأحرق مجتمعات يونانية عمرها قرون قبل الإعلان الرسمي عن الجمهورية التركية،  وأضاف:

تختلف مثل هذه الإبادة الجماعية والتطهير العرقي عن نضال تركيا لطرد الجيوش الأوروبية في أعقاب معاهدة سيفر عام 1920, لم تكن هذه معارك، بل كانت مذبحة مخطط لها مسبقاً لمجتمعات أرمنية بأكملها عبر شرق الأناضول, وعلى نحو مماثل كان حرق الأتراك لمدينة سميرنا (إزمير اليوم) بمثابة تطهير عرقي مخطط له مسبقاً, وقتل الأتراك ما يقرب من 125 ألف مدني يوناني وأرمني في المدينة على مدى أربعة أيام، وهو رقم يزيد بنحو 20 مرة عما تقول تركيا إن إسرائيل قتلته في غزة, إن كون غالبية من قتلتهم إسرائيل في غزة كانوا من مقاتلي حماس ليس تمييزاً يهتم به أردوغان, هؤلاء الأتراك الذين قُتلوا داخل تركيا اليوم كانوا مسيحيين، وبالتالي في رأي أردوغان لا يستحقون القلق, ومن المؤكد أن تركيا ليست الدولة الوحيدة المذنبة بالنفاق، لكنها تتميز بوقاحته واستمراريته, إن كل اتهام يوجهه أردوغان ضد إسرائيل هو مطابق للجرائم التي ارتكبتها تركيا ضد الكرد داخل تركيا وفي سوريا وفي العراق، وضد المسيحيين في ناغورنو كاراباخ.

وتابع روبين في مقالته:

لنتأمل عفرين المنطقة السورية التي تضم غالبية كردية كبيرة من السكان الأصليين، والتي قامت تركيا بتطهيرها عرقياً، سواء بشكل مباشر أو بالوكالة, تواصل طائرات F-16 والطائرات بدون طيار التركية قصف القرى الإيزيدية في العراق, وفي الشهر الماضي فقط أعلن البيت الأبيض أن العمل العسكري التركي يقوض الحملة الرامية إلى هزيمة تنظيم داعش, ويستمر في تشكيل تهديد غير عادي وغير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة, تركيا لا تفرق بين الطفل الصغير والفلاح أو المقاتل. ووفقاً لرواية تركيا الخاصة، فقد قضت على الآلاف من الكرد في سوريا منذ عام 2016, ويكرر البعض في واشنطن بشكل أعمى وصف تركيا للكرد السوريين بأنهم إرهابيون ماركسيون مناهضون للولايات المتحدة، لكن أي شخص يراقب المنطقة بشكل مباشر لا يوافق على ذلك, بالنسبة لأردوغان الذي يعتبر الكرد مسلمين مفسدين، فهذه هي الخطيئة, أردوغان قد ينتقد بنيامين نتنياهو, وكلاهما رجلان متعجرفان وبغيضان، ولكن عندما يتعلق الأمر بالجرائم ضد الإنسانية يرى أردوغان انعكاسه الخاص.

زر الذهاب إلى الأعلى