أوضح الدبلوماسي الأمريكي السابق (مايكل روبين) أن ما يعتبره مسؤولو الناتو بمثابة ضربة دبلوماسية بارزة هو في الواقع كارثة في طور التكوين. مشيراً إلى إعلان الأمين العام لحلف الناتو (ينس ستولتنبرغ) بأنه أقنع الرئيس التركي أردوغان برفع حق النقض (الفيتو) على انضمام السويد إلى الناتو وأنه فعل المستحيل.
وقال روبين في مقالة له:
قد يرغب فريق الرئيس بايدن الذي كان يعمل بجد في مشاركة انتصار ستولتنبرغ المفترض.
وأضاف:
لنضع جانباً إذلال تركيا للسويد وتآكل حرية التعبير والديمقراطية في ذلك البلد بفعل أردوغان، وكذلك النفاق المتمثل بمعاملة الكرد في السويد كإرهابيين، بينما المتعاطفون مع تنظيم داعش الإرهابي لا يتمتعون بحرية التجول في تركيا فحسب، بل يشغلون مناصب أيضاً في إدارة أردوغان وجهاز المخابرات التركي.
وأشار “روبين” إلى أن تركيا لا تتوقع الآن رفع معظم العقوبات المتعلقة بالدفاع عنها فقط، بل تتوقع الآن من أوروبا أن تُسرِّع مسار عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي،
وتابع روبين:
استخدمت تركيا وجودها داخل الناتو لشل المؤسسة والاستفادة من حق النقض (الفيتو) بحكم الأمر الواقع، ولرفع هذا الفيتو يريد ستولتنبرغ ومستشار الأمن القومي الأمريكي (جيك سوليفان) الآن تمكين تركيا من شل الاتحاد الأوروبي وتقويض توجهه الديمقراطي من الداخل، وعلى سبيل المثال فألمانيا غالباً ما تستسلم للابتزازات التركية لأنها تخشى أن يقوم أردوغان بفتح الحدود للاجئين ودفعهم إلى أوروبا، وأيضاً لأن ضباط المخابرات الألمانية يعلمون أن أردوغان يسيطر على الخلايا الإرهابية التركية في قلب ألمانيا، لكن المأساة الكُبرى هي أن أوكرانيا ليست الدولة الأوروبية الوحيدة التي تواجه الاحتلال الأجنبي اليوم، فمنذ ما يقرب من نصف قرن احتلت تركيا ثلث قبرص الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي منذ ثلاثة عقود، لذلك لا ينبغي أن تكون قبرص ضحية لاعتقاد المسؤولين الأوروبيين والأمريكيين بأن الحنكة السياسية تتطلب التضحية.
وأكد “روبين” أن قادة الناتو سيندمون اليوم على قراراتهم، لأن إعطاء تركيا أي طريق لعضوية الاتحاد الأوروبي في غياب إنهاء الاحتلال وتغيير الثقافة السياسية يشكل سابقة للاسترضاء، وتمكين نظام معادٍ بشكل أساسي لأوروبا، وقال:
ستدفع أوروبا وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة ثمناً باهظاً أكثر مما يمكن تخيله.
