الأخبارمانشيت

مارمارون في خطر

مار مارون في عفرين حتى لا يتخلى عنها الله
وجه مسيحيو مدينة عفرين نداءً عاجلاً لإنقاذهم من القصف التركي وقصف المسلحين على مدينة عفرين السورية، ويأتي عدوان جيش الاحتلال التركي ومرتزقته الجهاديين من داعش والقاعدة في محاولة لإجراء تغيير ديموغرافي بعد تهجير الكرد بكل مكوناتهم من ايزيديين ومسيحيين .
وفي رسالة موجهة تحت عنوان “نداء عاجل” وجهت كنيسة الراعي الصالح في عفرين رسالة طالبت فيها حماية دولية عاجلة للمسيحيين في عفرين ووقف القصف التركي، وجاء في الرسالة:” إن 250 عائلة مسيحية تتعرض في هذه اللحظات للقصف التركي يرافقه تهديد من الفصائل المسلحة المتطرفة “.
هذا وتابعت الرسالة ” نحن كنيسة الراعي الصالح في عفرين, ندعو و نطلب حماية دولية عاجلة على المؤمنين في عفرين ووقف هذا القصف التركي وأننا في هذه اللحظة نتعرض للقصف العنيف والفصائل الإسلامية تتوعد لدخول المنطقة ونحن الكنيسة نطلب من الرب أولا الحماية ومن ثم الإخوة للصلاة والمساعدة .
وعندما نتحدث عن عفرين ومسيحييها لا بد لنا ان نعرج على ضريح مارمارون الذي تم اكتشافه في قرية “براد” والتي تعني بالكردية ” بالقرب من آد ” وآد نسبة لـ آدي ” عدي بن مسافر” الشخصية المقدسة لدى الأزداهيين، وضريح مارمارون الذي تم إكتشافه في 2004 يقول عنه أحد أعضاء بعثة التنقيب وهو أنيانسو بانيا في تقريره إلى مطران حلب للموارنة: ” بالارتكاز إلى نص ثيودوريطس وعلى المعطيات الأثرية، وعلى توافق التواريخ، لا يمكن أن يكون الراهب المشهور المدفون في الكنيسة إلا مار مارون بالذات”.
وبنظرة سريعة لممارسات جيش الاحنلال التركي ومرتزقته الارهابيين من قتل وتدمير وتمثيل بالجثث، واستهدافه للبنية التحتية في عفرين بالإضافة لاستهدافه لدور العبادة والاثار والتي تذكرنا بتفجير داعش للكنائس والاماكن المقدسة والمزارات وتحطيمها للآثار، فهناك خطر على ضريح مارمارون الذي تم اكتشافه في 2004 بقرية براد التابعة لعفرين .
وبراد قرية أثرية تعتبر جزءًا من المدن المنسية، تعني براد في اللغة السريانية البرد. عدد سكان براد حوالي خمسمائة نسمة وهم من الأكراد المسلمين، تقع على بعد أربعين كيلومترًا شمالي مدينة حلب وتتبع محافظة حلب من الناحية الإدارية.
ومن الجدير بالذكر أنه كانت القرية بلدة مزدهرة في الماضي خصوصًا في العهد البيزنطي، وعادت واكتسبت أهمية منذ عام 2004 حين ثبتت أبرشية حلب المارونية، وجود ضريح مار مارون شفيع الكنيسة المارونية فيها، ودعت إلى اعتبارها مكان حج، تعرف براد في النصوص اليونانية باسم “كفرو برادا” وهي تبعد 6 كم عن جبل سمعان.
وبحسب ما يذكر المؤرخ الروسي جورج تشالنكو، فإن تاريخ نشوء البلدة يعود للقرن الثاني قبل الميلاد حول هيكل وثني، وتطورت البلدة مع بداية القرن الثالث، إذ تدل المكتشفات الأثرية عن بناء فندق فيها، وخلال الفترة نفسها بني حي للأثرياء مؤلف من فيلات سكنبية محاطة بحدائق، وكذلك اكتشف لما يعود لفترة القرن الثالث ضريح ضخم مربع الأضلاع وحمامات رومانية هي الأقدم في المنطقة.
كذلك فقد تبنت أبرشية حلب المارونية وجامعة الروح القدس في الكسليك في لبنان ووزارة السياحة في سوريا العمليات، ومن ثم ثبتت أبرشية حلب المارونية في 30 يونيو 2004، وجود ضريح القديس مارون الأول فيها وأعلنتها منطقة حج للكنيسة المارونية، في عام 2010 وبداعي ذكرى ألف وستمائة عام على وفاة مار مارون نقل قسم من ذخيره القديس مارون مجددًا إلى براد.

زر الذهاب إلى الأعلى