مانشيتمقالات

ماذا تعني خسارة أردوغان في الانتخابات

محمد أمين عليكو

بكل تأكيد ولا شك في ذلك أيضاً أن كل الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم تركيا منذ أتاتورك وإعلانه جمهورية تركيا سنة ١٩٢٣ وصولاً إلى أردوغان الفاشي، كانوا مستبدين أو على أقل تقدير شكلوا واجهة لسلطة دكتاتورية قائمة إلى اليوم الراهن، والسبب ببساطة هو أنهم لم يصلوا إلى السلطة والحكم واعتلاء الكرسي بطريقة ديمقراطية تعددية نزيهة، بل هي خالية من كل مصطلحات الحرية والعدالة والإنسانية وبعيدة كل البعد عن الشفافية، كما أنهم لم يغادروا السلطة بطريقة عادية يتم فيها الانتقال بشكل حضاري وديمقراطي.

إلا أن الرئيس التركي الحالي أردوغان من بين كل من سبقه لديه سماته الخاصة، فهو حطم أرقام كل أسلافه وعلى كافة المستويات (تعدميلات دستورية، الانفراد في القرار، السلطة المطلقة، التدخل في شؤون الدول، التحريض، اللعب على الوتر القومي والمذهبي، سرقة أرزاق الشعوب، استغلال أوضاع اللاجئين لتمرير مشروعه في المنطقة، القتل على الهوية، التغيير الديموغرافي، الاحتلالات وصولاً إلى الانتهاكات والتجاوزات اليومية التي تعج مواقع التواصل الاجتماعي بها).

في ١٤ مايو أيار ٢٠٢٣ تركيا على موعد مع انتخابات مصيرية، إن نجح أردوغان أو انهزم كما هو متوقع من خلال دراسة تاريخ الحكم في تركيا لن يكون هناك تغيير كبير في جوهر القضية، ولسان حال العالم أجمع سيقول (مات الشعب وعاش الدكتاتور) على حساب دماء الشعوب وقضايا المنطقة، في ظل وجود واستمرار الفوضى والإرهاب وصمت الدول والمنظمات الحقوقية تجاه الممارسات اللاأخلاقية لسلطة أردوغان أو غيره، ولا نتوقع أن يتحرك المجتمع الدولي إزاء الواقع الحالي لأن لغة المصالح سيدة الموقف، ولأن من يدافع عن قضايا الشعوب ويعمل على مدار الساعة لإعادة تصليح الحياة السياسية والاجتماعية حيث يكون للشعوب والأمم الكلمة والقرار يتم محاربتهم بكافة أشكال الأسلحة المحرمة دولياً حتى وصلت إلى شنِّ حرب إبادة على هؤلاء المناضلين، ونموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية أكبر دليل على ذلك مما يتعرض لها من حرب إبادة وقصف عشوائي وصولاً لحالة التضييق وتشديد الحصار عليها لخنقها والعالم يراقب ويشاهد ويسمع ولا يتحرك.

أضف إلى ذلك التجريد والعزلة المشددة بحق القائد أوجلان APO هي أيضاً نموذج من الازدواجية والعنصرية من قبل حكومة أردوغان الفاشية تجاه القائد العظيم عبد الله اوجلان.

الحل الوحيد للتخلص من هذه المعايير المزدوجة والكيل بمكيالين هو “التكاتف والتلاحم بين شرائح الشعب لمواجهة الدكتاتور والسلطة الحاكمة، والتاريخ يؤكد أن الشعوب هي دائماً تنتصر على طغاة الأرض.

وانطلاقاً من مبدأ انتصار الشعوب يجب على جميع مكونات الشعب التركي دون استثناء أن يكون له الكلمة الفصل لأجل الحرية والديمقراطية وبناء الإنسانية، وأن يكون شعارنا نعم للحياة والعيش المشترك وحق الوجود لكل الشعوب، وأن تكون حناجر الشعوب وأقلام الصحف وعناوين الأخبار والبرامج (عاش الشعب ومات الدكتاتور).

زر الذهاب إلى الأعلى