PYDآخر المستجداتمقالات

مئوية معاهدة لوزان المشؤومة

محمد أمين عليكو-

اليوم تمر مئة عام على “معاهدة لوزان” المشؤومة، التي تم الاتفاق والتوقيع عليها في الـ 24 من شهر تموز عام 1923 في مدينة لوزان السويسرية، بين أطراف دولية وإقليمية وبموجبها قُسّمت كردستان إلى أربعة أجزاء ألحقت بكل من تركيا والعراق وسوريا وإيران، لتكون بذلك واحدة من أخطر الاتفاقيات التي أبرمت على حساب شعوب المنطقة كُردها وعربها وسريانها وعلى وطنهم الذي عاشوا على أرضه منذ آلاف الأعوام.
لكن بالرغم من هذه الاتفاقية وغيرها من المؤامراتِ التي أحيكت ضد الشعب الكردي، وبالرغم من الممارسات الاستبدادية المتواصلة من قبل الدولِ المحتلة لكردستان، فإن الشعب الكردي لم ييأس ولم يتراجع عن مطلب الحرية المقدس، إذ استمر في النضال والكفاح، وما نراه اليوم من مكتسبات وانجازات على أرض الواقع في ROJAvA وشمال وشرق سوريا، أبرز دليل على هذا النضال.
إن تركيا تنتهج سياسة الحرب ضد الكرد في جميع مناطق كردستان، فهي أحرقت ودمرت المدن الكردية في باكور (شمال) كردستان، وليس هناك فرق بين ما فعلته في “باكور” وما فعله داعش في روج آفا، وهذه السياسات التركية المعادية للكرد انعكست عليها كأزمة اقتصادية، وفي قمة الناتو وضعت تركيا شرطاً للسويد وهو دعم هجمات تركيا ضد الكرد، ويمكن أن تكسب تركيا شيئاً من مفاوضاتها مقابل هجماتها على الكرد، ويعتقد أردوغان أن العالم كله سيوافق على أفعاله.
إن مقاومة الشعب الكردي وشعوب المنطقة ضد السلطات المركزية الاستبدادي، ومقاومة القائد “أوجلان” في “إمرالي” و المقاومة التاريخية للمرأة الكردستانية أفرغت معاهدة لوزان من مضمونها، وأكدت على أن استمرار المقاومة الكردستانية وتعزيز الوحدة القومية والوطنية بين الكرد أنفسهم وبين الكرد وشعوب المنطقة هو السبيل الوحيد لإفشال لوزان وأية معاهدة أو اتفاقية تفرضها قوى الهيمنة المركزية على الكرد وعلى شعوب المنطقة عموماً.
وأخيراً
منذ يوم التوقيع عليها، وهم يقاومون منذ 100 عام، وأن السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو تأمين السلام، ومن المستحيل إقامة الديمقراطية وإضفاء الطابع المؤسسي عليها في تركيا دون إيجاد حل ديمقراطي وسلمي للمشكلة الكردية. الكرد يقاومون منذ 100 عام، وسيواصلون
المقاومة حتى يحصلوا على حقوقهم وحرياتهم الديمقراطية.

زر الذهاب إلى الأعلى