المجتمع

لغتنا هويتنا لنناضل من أجلها

تقرير: سيدار رمو
عقب الخطوة التاريخية لهيئة التربية والتعليم بمقاطعة الجزيرة في تدريس منهاج خاص باللغة الكردية حتى الصف الثالث بمدارس المقاطعة في الـ 28 من شهر أيلول المنصرم، حيث زار وفد من تنظيم المرأة بحزب الاتحاد الديمقراطي PYD عدة مدارس في مدينة قامشلو بغية دعم هذه الخطوة المباركة من قبل هيئة التربية والتعليم في مقاطعة الجزيرة.
في زيارة الوفد إلى مدرسة شريف الرضي الكائنة بالحي الغربي تحدثت بشيرة درويش عضو مجلس حزب الاتحاد الديمقراطي PYD لمعلمي اللغة الكردية ومساعديهم من مدرسين والمتخرجين الجدد في تدريس المواد الأخرى للصفوف (4، 5، 6) وأكدت درويش خلال حديثها أن اللغة ترتبط معنوياً بالأم لذلك تكون عظيمة بعظمة الأم.
وأكدت درويش أن هكذا خطوة ما كانت لترسخ لولا مقاومة ونضال طويلين على الأصعدة السياسية والعسكرية والتعليمية والثقافية في روج آفا.
وتابعت درويش بالقول: هنيئاً لأطفالنا بدراستهم بلغتهم الأم التي حرمنا منها على مدى عقود لسياسة الصهر الثقافي التي سيرت على الشعب الكردي من قبل الأنظمة الحاكمة لأجزاء كردستان الأربعة، وهكذا خطوة مباركة كان لابد لها أن تخطى قبل الآن.
نطمئن أهالي طلابنا بأننا نتملك كادراً تدريسياً كفوءً
ديلبر عمر معلمة اللغة الكردية في مدرسة شريف الرضي: التعلم بلغة الأم لا زمان ولا مكان محددين لها فهي ضرورة غير متقطعة عن حياة الإنسان فمثلما الإنسان بحاجة ماسة إلى التنفس هو بحاجة إلى خوض مسيرته في الحياة بلغته الأم، لذلك اللغة الكردية ضرورة ملحة في هذه المرحلة.
والذين يقولون أن الوقت غير مناسب للتعلم بلغة الأم قالوها قبل الآن عندما دخلنا لأول مرة إلى المدارس لإضافة حصة اللغة الكردية إلى المنهاج الدراسي آنذاك.
ويتوجب علينا توثيق وتصقيل وعينا بلغتنا الكردية باعتبارها الأرضية الأولى لبناء المجتمع القويم وبناء الجيل المستقبلي السليم، وعبر تدريس اللغة الكردية سنعمل على إحياء الثقافة والتراث والتاريخ الكردي بالإضافة إلى التمكين لنشر الأخلاق المجتمعية عبرها.
ومن جهتنا نطمئن أهالي طلابنا بأننا نمتلك كادراً تدريسياً كفوءً تم تدريبه على المنهاج الجديد منذ أكثر من أربعة أشهر.
وعبر جريدتكم ندعو جميع الجامعيين والمتخرجين الجدد إلى مساندتنا في خطوتنا هذه لتعليم الطلاب المواد الأساسية من مثل الرياضيات والعلوم واللغة الأجنبية في الصفوف الـ (4،5،6)
(معلمنا معلمنا… نحن طلابك… نشكر جهودك… لنصبح معلمين أمثالك)
الطالبة بيلا جوان جمعة من طلاب الصف الأول قالت أنها تدرس باللغة الكردية وتعلمت حتى الآن الأحرف الكردية، وعبّرت بيلا عن شعورها تجاه لغتها أنها لغة جميلة كما قالت أنها تريد أن تدرس باللغة الكردية وتصل عبرها إلى دراسة الطب فالطب هي أمنيتها.
وقالت لنا هذه الأنشودة الصغيرة باللغة الكردية ونحن بدورنا قمنا بترجمتها:
(معلمنا معلمنا… نحن طلابك… نشكر جهودك)
(معلمنا معلمنا… نحن طلابك… نشكر جهودك… لنصبح معلمين مثلك)
مساندة لغة الأم واجب وطني يقع على عاتق كل مواطن
عطية عبد الرحمن خريجة الزراعة: أنا هنا لأقوم بمساندة اللغة الكردية في مرحلة التمهيد من ترسيخها، وأنا جامعية اختصاصية في الهندسة أمتلك القدرة على تدريس مادة الرياضيات والعلوم وبعض المواد الأساسية الأخرى لصفوف (4،5،6)، جئت طوعاً حيث دفعني لذلك عدم تعلمي للغتي الأم في الصغر ورغبتي في تعلم الأجيال القادمة بلغتهم الأم.
وخطوتي هذه لمساندة لغتي الأم حيث يعتبر مساندة لغة الأم واجب وطني يقع على عاتق كل مواطن متعلم يعيش على هذه الأرض، لذلك ندعو جميع طلابنا الجامعيين والمتعلمين إلى مساندة لغتهم الأم ليثبتوا مدى ارتباطهم بوطنهم ولغتهم.
بوركتم وبوركت جهودكم
الأم نورة حسين التقينا بها في مدرسة فرحان علي كانت تريد تسجيل ابنتها في الصف الأول (سيما عبد الخالق) وقالت هذه الكلمات: أنا سعيدة لهذه الخطوة الجريئة والتي تمثل تعليم الأطفال بلغة الأم. كما أيدت الدراسة باللغة الكردية قائلة: “اللغة الكردية هي لغتنا ونحن فخورون أن يتلقى أولادنا التعليم بلغتهم وأشجع كل مدرس ومدرسة وأثني على جهودهم وأقول لهم بوركتم وبوركت جهودكم”
اليوم نحيا بهذه الخطوة من جديد
سيبان جتو عضو تنظيم المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي بمدينة قامشلو والتي قالت: ندعم هذه الخطوة المباركة كون اللغة الكردية تعرضت للإبادة الثقافية، واليوم عند تدريسها في مدارسنا وكأننا نحيا من جديد نتعرف بها على أنفسنا ضمن النظام اللغوي العالمي.
كما أن اللغة كانت من أهم مطالب شهدائنا ضحوا في سبيلها بأغلى ما يملكون وإنكارها يعتبر إنكار لدماء الشهداء ونضالهم، والذين يسعون إلى رفض هذه الخطوة يرفضون إحقاق الحق الكردي وكذلك ينكرون الكرد كشعب وكقضية، وبناءً عليه ندعو عموم أبناء شعبنا إلى دعم هذه الخطوة كون هذه الخطوة تضمن لهم التعريف بذاتهم وحقيقتهم.
لابد لنا من الإبداع بلغتنا الأم
وأخيراً يمكننا القول أنه لا حياة دون لغة وعلى عموم أبناء شعبنا أن يدركوا هذه الحقيقة ويمكّنوا لها ولابد لنا من تداول لغتنا الأم والتحدث بها في مدارسنا وترسيخها لنكون قادرين على التفكير بلغتنا ونبدع بوساطتها ونخرج جلّ مواهبنا في المجالات المختلفة عبرها لنكون قد رسخنا لغتنا ومنعنا انتشار الأمية وعملنا على خلق الإبداع وكل ما هو جديد لنشق طريقنا نحو التطور والمعرفة.
1/10/2015

زر الذهاب إلى الأعلى