الأخبارمانشيت

كلمة الاتحاد الديمقراطي PYD في عددها 108

جاء انعقاد المؤتمر السادس لحزبنا في أوضاع استثنائية تشهدها سوريا والمنطقة عموماً، وما حدث ويحدث في مقر الأمم المتحدة يدل على أن النتيجة بالنسبة لسوريا غير محسومة بعد. وأن المشهد السوري المعقد جداً يصعب إيجاد رؤية حتمية لها أو مخرج واضح حتى في الغرف الضيقة من الأمم المتحدة أو التي تحدث في خارجها أيضاً. على الأقل لا يمكن الحديث عن أي ضربة قاضية تأتي وأن الحل متعثر حتى اللحظة بالرغم من التصريحات التي تظهر تأتأة وملتبسة وتُفهم على أكثر من معنى، وخاصة بأن قبيل انعقاد الدورة التاسعة والستين للأمم المتحدة شهدت سماء سوريا وبعض أراضيها بوجود روسي مكثف أو تدخل روسي عسكري نوعي، بعض من المراقبين ذهب أنه استعمار أو احتلال وبعض يراه شرعي خاصة أنه جاء بطلب رسمي من النظام، والأخير حتى هذه اللحظة مثل بلاده في مقر الأمم المتحدة عن طريق وزير خارجية النظام وخارجيته عموماً. على أي حال هو تدخل يقره الروس ويجدونه في محله. وعلى أي حال أيضاً فإنه لا يمكن الحديث أصلاً عن وجود سوريا ذات سيادة وشخصية اعتبارية منذ أكثر من سنتين بسبب حجم التدخلات الإقليمية والدولية وآخرها كان التدخل الروسي.
إلى أين تتجه سوريا؟ هذا هو السؤال الكبير وهذه المعضلة الكأداء التي تحتاج إلى جهوداً جبارة حتى يتم مقاربة الحل نظرياً والبدء به على مستويات ثلاثة وفق القراءة المتقدمة للشأن السوري: الأولى المتمثلة بتجميد مستويات الصراع السوري الحالي وإعادة رسم لخارطة القتال؛ طالما الاتفاق على محاربة داعش هو الأولوية، والمستوى الثاني يكمن في التحضير والانخراط لاحقاً في المجموعات التي طرحها دي مستورا: الأمن ومحاربة الإرهاب، الإعمار، الإغاثة، ومجموعة التفاوض السياسي والقانوني، أما الثالثة فهي التحضير للمرحلة الانتقالية وهنا تبدو المشكلة في أعلى سيماهها: هل ستكون مع الأسد أم بدونه؟ وهذا لن يعني بأن المجموعات الثلاث الأخرى ستكون عملها بشكل انسيابي؛ فكل مجموعة ستكون لديها الكثير من المتناقضات المتعلقة بالمكان والزمان والكيفية التي ستتم من خلالها التنفيذ لمخرجات الأعمال الصادرة عن المجموعات.
حزب الاتحاد الديمقراطي الـ PYD يؤكد على ضرورة تفعيل هذه المجموعات ويراها مهمة وفي حال نجاحها تكون مؤسسة للانتقال إلى مرحلة متقدمة يخفت فيها صوت البندقية لصالح الحوار بين الأطراف المتنازعة السورية ومن خلفها غير السورية، لكن، في الوقت نفسه يرى الحزب بأن ما تقدم ليس سوى تفصيلات مهمة ويأتي الأهم منها غياب أو عدم قدرة السيد ستافان دي مستورا ومن خلفه الأسرة الدولية في الإجابة على السؤال الأهم: ما هو نموذج النظام المستقبلي في سوريا المستقبل؟ إذْ أنه من الخطأ ترك مثل هذه المسألة للفرقاء الموجودين في المجموعات وحدهم، هذه مسألة شعب بأكمله. نعتقد هنا بأن تحديد النموذج هو المطلوب قبل البدء به ونعتقد هنا بأن سوريا اللامركزية الديمقراطية (الإدارية والسياسية) هي الواجب التقدم نحوها واعتبار الإدارة الذاتية الديمقراطية شكلاً من أشكال هذه اللامركزية؛ وغير ذلك استمرار للعنف وللدماء وللتدمير.

زر الذهاب إلى الأعلى