مقالات

قراءة في اتفاقية سايكس بيكو بعد مرور قرن

زوهات كوباني

لا نريد ان نتوقف على تفاصيل وبنود اتفاقية سايكس بيكو فقط اريد الوقوف على ماهيتها ونتائجها التي تبدو لقارئها أنها تشبه فعلا اتفاقية فرساي التي عقدت في ١٩١٩ وتعدلت في ١٩٢٠ في قصر فرساي في فرنسة وكان شعارها السلام مابعد السلام…. و هي الاتفاقية التي هيأت حرب عالمية ثانية الى حانب الحروب في القارة الاوربية بين الدول والكيانات والتي اسفرت عن ضحايا بالملايين. اتفاقية سايكس بيكو لعبت نفس الدور وبشكل اخطر في الشرق الاوسط حيث قسمت الشرق الاوسط الى كيانات قطرية وانشاء انظمة حرب تحارب شعوبها من جهة وتحارب بعضها البعض من جهة اخرى , و اذا قراءنا باتفاقية سايكس بيكو نرى بانها رسخت الرضية لاقتتال دام عشرات العقود وهذا ما سهل للدول المهيمنة من الاستمرارية في فرض هيمنتهم ، فالانظمة التي تشكلت عقب الاتفاقية لم تنتهي من الحروب خلال قرن من الزمن فهذا كان حال العراق من ناحية حروبها مع الدول المجاورة ومن ناحية اخرى حروبها ضد مجتمعاتها وضد الكورد وارتكاب المجازر وكذلك الحكومة التركية التي طبقت الابادة الجماعية الى جانب الجيونوسايد والصراع مع الانظمة المجاورة وكذلك سوريا وحربها مع اسرائيل وحكومة الطوارئ في داخلها الى جانب نفس الوضع في ايران ولبنان التي لم تتخلص وحتى الان من الحروب ،

وهذه الحروب اسفرت عن الحاق الاضرار بالشعوب والمجتمعات في المنطقة وصلت الى درجة تطبيق المجازر بحق المكونات الاثنية ، فهدفها ليست حل القضايا بل عقدتها اكثر والانظمة التي تشكلت اصبحت الان عبأ على جسم شعوبها ومجتمعاتها ولم تحقق اي انجاز بالعكس كانت نتيجتها سلبيات فوق سلبيات وصلت الى درجة هدر دماء الشعوب وقتل ديناميكيات المجتمع وبث الفتن بين المكونات الاثنية والدنية والوضع الذي وصل اليه المنطقة هو اثبات على ذلك ، فما يتم العمل له هو عقد اتفاقية جديدة وفق خصوصيات المرحلة ولكن بروح سايكس بيكوا جديدة لترسيخ اساس الصراع لمئة سنة لاحقة من اجل سهولة الهيمنة وفرض المصالح والتحكم بمفاصل الامور في منطقة الشرق الاوسط فاذا اردنا استنتاج العبر والدروس من اتفاقية سايكس بيكوا يجب ان نحلل العقلية والذهنية التي عمل بها سايكس بيكوا والنتائج التي اسفرت عنه ،

لذلك فالحل والدواء لسايكس بيكوا هو التخلص من عقلية سايكس بيكوا لانه بعقلية سايكس بيكوا لا يمكن ان نتخلص من سايكس بيكوا ولا بالترميم والاصلاحات بل باجراء ثورة جذرية في عقلية سايكس والظهور بمنهجية تكون المواجه لها وهذا يتم باتيان البديل العلمي الموضوعي وفق حقيقة الشرق الاوسط وهو ان اتفاقية سيكس بيكوا اعتمدت على دول قومية سببت في الويلات والمجازر للشعوب والمكونات وبثت الفتن والنعرات فيما بينها الى درجة هدم اسس التعايش التي كان معتادون عليها منذ الاف السنين ، وان نبحث عن البديل للاعمدة التي اعتمدتها نظام الحداثة الراسمالية في ترسيخ وتطبيق سايكس بيكوا وهو بالدولة القومية والصناعوية والربح الاعظمي ويجب ان نبحث عن بديل لهذا, وان نطرح طرح مضاد الدولة القومية و هي الامة الديمقراطية والوطن الديمقراطي الذي يعطي للشعوب والمكونات حقوقها في تقرير مصيرها نفسها بنفسها الى جانب العيش المشترك وبارادتهم الحرة في وطن ديمقراطي وبدلا من الصناعوية ان نعتمد على الصناعة التي لا تتعارض مع البيئة وتصبح تهديدا على البيئة والطبيعة ( انوستريالزم ) بل بالصناعة التي تراعي الايكولوجية الى جانب اقتصاد تتخذ تامين حاجات المجتمع اساسا ، وليس الربح الاعظمي فمن الناحية المنهجية والطرح بهذا الشكل لذلك فقد تمكنا من هذه القراءة الصحيحة واتبعنا الخط الثالث في روجافا وذلك بالاعتماد على العيش المشترك بين المكونات الاثنية والدينية من خلال نظام الادارة الذاتية الديمقراطية وتتويجها بفيدرالية روجافا- شمال سورية والذي بدت تصبح نموذجا للحل المجتمعي في سورية وتصبح نموذجا يحتذى بها ، الى جانب الدفاع المشروع ، فقد اثنبتت السنوات الخمسة من عمر الاحداث في سورية ان هذا المشروع الوطن الديمقراطي والدفاع المشروع هو الحل الناجع لقضايا سورية والمنطقة ، لذلك فبهذه الذهنية التي تقوم على تقبل الاخر وتحترم ارادته واقرار مصيره في وطن ديمقراطي لا مكان فيه للاقصاء والانكار والامحاء وطن فيه العيش المشترك سنتمكن من التخلص من جذور سايكس بيكوا ، فلنعلم ان الذين يتحركون بعقلية سايكس بيكو لا يمكنهم جلب الحل لقضايا الشعوب فهم سيجرون المتطقة بمشاريع اسلاموية سياسية او قوقموية جديدة الى فتح مرحلة جديدة من الحروب والويلات تمتد لقرن اخر ، فلا بد من التخلص من هذه العقلية والوصول الى حقيقة الحل المرضوعي والعلمي والمجتمعي البعيد من الحروب وهو روجافا حرة وسورية ديمقراطية فيدرالية وروجهلات حرة وايران فيدرالية ديمقراطية وشمال حرة مع تركيا فيدرالية ديمقراطية وجنوب حر مع عراق ديمقراطي فيدرالي وبالمحصلة سيكون كردستان حرة في شرق اوسط ديمقراطي كونفدرالي

زر الذهاب إلى الأعلى