الأخبارمانشيت

في عفرين: بعمى دولي تغيير ديمغرافي مستحدث تركياً

<وسط تعامي واضح من الأمم المتحدة والأطراف الحقوقية والدولية…التغيير الديموغرافي يستمر متمثلاً بطرد سكان عفرين عبر التضييق عليهم والاستيلاء على أراضي وبيعها للمهجرين> تحت هذا العنوان لفت المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال تقرير نشره على موقعه الرسمي إلى التغيير الديمغرافي الذي يجريه الاحتلال التركي في عفرين.

ويقول المرصد خلال تقريره أنه حصل على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، حول أسلوب مستحدث في عملية التغيير الديموغرافي، أمام أنظار رعاة الاتفاقات وأمام أنظار المجتمع الدولي والأمم المتحدة التي تتشدق بالحديث عن الدفاع عن حقوق الإنسان في كل مكان في العالم، فقد أكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري أن قائداً عسكرياً في فيلق الرحمن المهجر من غوطة دمشق الشرقية، أجرى اتفاقاً مع المجلس المحلي في مدينة عفرين، يقوم على أخذ القائد العسكري، لمساحة من أرض جبلية تقع في منطقة بين الباسوطة ومدينة عفرين، على اعتبار أنها “أرض مشاع”، ولا تعود ملكيتها لأحد، ومن ثم منح المهجرين من غوطة دمشق الشرقية مساحة 400 متر، لقاء مقابل مادي قدره 100 دولار، وأكدت المصادر الموثوقة أن الاتفاق جرى بين الجانبين، فيما لم تجرِ إلى الآن أية عملية تسليم للمهجرين.

المرصد السوري لحقوق الإنسان وبالتزامن مع هذا التغيير الديموغرافي بحلته الجديدة، وأسلوب التوطين للمهجرين في منطقة عفرين، رصد عملية تعذيب وردت إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان عبر شريط مصور يظهر تعذيب شاب من قرية تابعة لمنطقة عفرين، عبر ضربه من قبل مسلحين مجهولين وتعذيبه، قالت مصادر أهلية أنه جرى اختطافه من قبل مجموعات تابعة لقوات عملية “غصن الزيتون”، حيث تأتي عملية التعذيب، مع مخاوف على حياة الشاب وحياة نحو 800 آخرين لا يزالون مختطفين ومحتجزين لدى الفصائل العاملة في عملية “غصن الزيتون”، ضمن عملية الاتجار بالمعتقلين التي تعمد إليها الفصائل هذه من خلال تلفيق تهم واعتقال مواطنين من المتبقين من سكان عفرين، وإجبار ذويهم على دفع الفدية المالية، فيما تأتي هذه العملية بالتزامن مع عمليات إحراق لمزارع زيتون ومنع المدنيين من قطف الزيتون ضمن الأراضي الزراعية، بذريعة أنها لصالح الدولة التركية وتتبع لها وأنها كانت تتبع للقوات الكردية، كما يقومون بالاستيلاء على ما جرى قطفه من الزيتون، كذلك تعمد لتقطيع أشجار الزيتون وبقية الأشجار، ويقومون ببيعها للمطاعم والمتاجر، وسط مخاوف من توسعة عملية التقطيع التي أكدت مصادر أهلية أنها تهدف إلى التضييق على المواطنين الكرد المتبقين في منطقة عفرين وسكان المنطقة، بغية دفعهم لمغادرة المنطقة والنزوح نحو ريف حلب الشمالي الشرقي أو ريف حلب الشمالي، حيث تعمد هذه القوات لفتح الطريق أما الخارجين من سكان عفرين، وتستولي على ممتلكاتهم من منازل ومزارع وآليات إن وجدت ولم يكن قد جرى الاستيلاء عليهم مسبقاً.

أيضاً رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قيام عناصر من فصائل تابعة لعملية “غصن الزيتون”، بإضرام النيران في مزارع زيتون تابعة لأهالي رفضوا دفع اتاوة للفصائل التي فرضتها عليهم، ما دفع الأخيرة لإضرام النيران بهدف “معاقبتهم وتحذير الرافضين الآخرين من نفس المصير”، في الوقت الذي تتحكم فيه فصائل عملية “غصن الزيتون” بشكل اعتباطي في الموارد الاقتصادية في عفرين، إذ تستولي هذه الفصائل على غالبية مزارع الزيتون في عفرين، وتضمينها لتجار وعاملين للعمل بها واستلامها مبالغ مالية سلفاً كثمن لعملية الضمان هذه للمزارع المستولى عليها والتي بلغت نسبتها أكثر من 75% من مساحة مزارع الزيتون الموجودة في عفرين، عقب أن كانت الفصائل عمدت لتقاسم السيطرة على مزارع الزيتون.

على صعيد متصل أكدت مصادر أهلية متقاطعة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن مواطنين اثنين أحدهما رجل طاعن في السن، فارقا الحياة تحت التعذيب على يد مجموعات من قوات عملية “غصن الزيتون”، بعد اعتقالهما وتعريضهما للضرب والتعذيب والتنكيل بهما، لحين مفارقتها الحياة، الأمر الذي زاد من استياء الأهالي الذين يعمد الكثيرون منهم لدفع مبالغ مالية تصل لملايين الليرات السورية، كفدية مالية للإفراج عن المعتقلين من ذويها، ممن اعتقلوا بتهم مختلفة، بعضهم جرى اعتقالهم للإتجار بهم، حيث لا يزال أكثر من 800 معتقل لا يزالون محتجزين لدى الفصائل، فيما رصد المرصد السوري كذلك تظاهرة في بلدة معبطلي الواقعة في ريف عفرين الشمالي الغربي، لمدنيين ومقاتلين، ومهاجمتهم المجلس المحلي للبلدة، واعتداءهم بالضرب على أعضاء من المجلس، على خلفية اتهامات وجهت من قبل مهجرين في المنطقة، للمجلس بتعيين مدرسة “أساءت للقرآن والحجاب”، وسط توتر يسود المنطقة، في محاولة من وسطاء حل الخلاف والتوصل لنتيجة تخفف التوتر الحاصل في المنطقة، كذلك أكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري أن عناصر من فرقة إسلامية فرضوا مبالغ مالية بمثابة اتاوات تعود للفرقة، على أصحاب المحال التجارية في مدينة عفرين ومناطق أخرى من الريف، فيما كان نشر المرصد السوري قبل أيام أن عملية “غصن الزيتون” أنهت الشهر السادس على التوالي من سيطرتها على مدينة عفرين وقرى وبلدات ريفها، ضمن القطاع الشمالي الغربي من ريف محافظة حلب، هذه العملية التي تقودها القوات التركية والتي أعلنتها في الـ 20 من كانون الثاني / يناير من العام 2018، وحققت هدفها في الـ 18 من آذار / مارس من العام ذاته، بعد سلسلة مكثفة من الضربات الجوية والبرية بالقذائف المدفعية والصاروخية والصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض – أرض، والقنابل وصواريخ الطائرات، الأمر الذي حول عفرين التي بقيت لسنوات دونما أحداث أمنية، إلى كتلة من الخراب والموت والتدمير والقتل، يسبق القتل فيها الاطمئنان، ويسابق الاستنفار الاستقرار، ويسبق الانتهاك ردعه، كما أن المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد الأحداث اليومية الميدانية، من إنسانية وعسكرية وأمنية، والتي جرت في منطقة عفرين منذ الإعلان التركي للعملية مروراً بانطلاقتها والسيطرة على منطقة عفرين، لحين الانتهاكات والسرقات والتجاوزات والجرائم التي تمثلت بأشكال مختلفة، فقد رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تسبب عملية “غصن الزيتون” التي أطلقتها تركيا للسيطرة على منطقة عفرين، في الـ 20 من يناير من العام الجاري 2018، في تهجير أكثر من 300 ألف مواطن كردي من منطقة عفرين، بمدنها وبلداتها وقراها، وتسببت العملية في موجة نزوح كبرى، نحو ريف حلب الشمالي بعد أن منعت قوات النظام المدنيين من الوصول إلى مدينة حلب، وجرى فرض نحو ألف دولار أمريكي على الشخص الواحد، لتهريبه نحو مدينة حلب، كما جرت عمليات تهريب البعض بطرق مختلفة عبر حواجز النظام لداخل مدينة حلب، مقابل مبالغ مالية كبيرة، لتبدأ رحلة المأساة لهؤلاء المهجرين الذي تمكن بعضهم من إيواء نفسه في منازل، فيما جرى إيواء البقية في مخيمات بنيت على عجل، لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف، ترافقت مع تعامي المنظمات الدولية والإغاثية والإنسانية عن تقديم المساعدة، وما قدم من مساعدات لم يرقَ لحجم المأساة ولم تغني المساعدات المقدمة ولم تسمن من جوع، فيما استشهد وأصيب عشرات المواطنين خلال محاولات الوصول إلى مدينة حلب.

زر الذهاب إلى الأعلى