مانشيتمقالات

فيان صوران أيقونة الحرية للمرأة الكردستانية

محمد إيبش

عندما قرأت رسالة “ليلى والي حسيني” (فيان صوران) راودني شعور كدتُ أن أقوم وأسجد لقامتها، وذلك لانبهاري بطريقة كتابتها للرسالة، فهي مدركة تماماً أنها تذهب إلى الشهادة عبر عمليتها الفدائية التي تُعبِّر عن مدى تعمقها بفكر وفلسفة القائد “عبد الله اوجلان”، ولم تجد وسيلة لتُعبِّر عن مدى عشقها للحياة الحرة والدفاع عن قضية شعبها وانسانيتها وقائدها، فكل عبارة ذكرتها في رسالتها تستوجب الوقوف عندها حتى يتسنى لنا معرفة شخصية “فيان صوران”.

الحقيقة إننا نقف أمام إنسانة ثورية عظيمة بما تعني الكلمة من معنى، بينما الشيء الملفت للنظر في هذه الرسالة هو فيما يتعلق بحدس القائد وكشفه لهذه الحقيقة في شخصية الرفيقة “فيان صوران” وذلك من خلال تأكيده على مشاركة “فيان” في اللجنة التي كلفت لإعادة بناء حزب العمال الكردستاني  PKK، فلقد اعتبرت فيان هذه المهمة الموكلة إليها بمثابة وِسام قلدها القائد على صدرها، وهذا عرفناه من خلال قراءتنا لرسالتها بعد القيام بعمليتها التاريخية والتي زرعت روح التفاني في نفوس المرأة كي تتحول إلى طاقة في سبيل تحقيق التحول الثوري داخل حزب العمال الكردستاني وداخل حركة المرأة الحرة انطلاقا من هذه القناعة الراسخة لديها وتفانيها في الدفاع عن القائد وقضية الشعب الكردستاني والمرأة المضطهدة وفي سبيل كسر العزلة عن القائد.

وما ورد في رسالتها تدل على صدقها وعشقها للحرية، ولكن ما أخَّرَها عن تنفيذ  قرار القيام بعمليتها الفدائية هو مشاركتها في اللجنة التي كلفت بإعادة بناء الحزب، وهذه حقيقة عندما تقول: (قائدي، كنت أنتظر اللحظة التي أقدر القيام برد الجميل الذي قمتَ به تجاهي كامرأة وتجاه جميع بنات شعبي في جنوب كردستان حينما سميتَ الثورة هناك بثورة المرأة، وأنا متأكدة بأنك ستنزعج كثيراً عندما تسمع خبر استشهادي ولكن أقدم لك اعتذاري يا قائدي لأنك علمتنا الإصرار والتفاني، وأعلم جيداً بأنك الإنسان الوحيد الذي يدرك المعنى الحقيقي للعشق والحرية والارادة الحرة، عشق يماثل عشقي لوطني وشعبي وقائدي، فاعتذر منك ثانية، إنني كامرأة قررت أن أكون مثل الرفاق والرفيقات ممن سبقوني في هذا الطريق وأضرموا النار في أجسادهم وقالوا للمستبدين إنكم لم ولن تستطيعوا حجب شمسنا، وأنا الآن أجدد العهد لك وللرفاق الذين سبقوني وأقول للعالم، إن شعبي المقاوم لن يرضخ لسياستكم وأنهم كسروا قيود العبودية مرة ثانية بعدما تعرفوا على فكر وفلسفة القائد “آبو”، إنني اقتدي بك وبطريقة مقاومتك يا قائدي، وهنا لابد من أن أؤكد لشعبي بأنني مَدينة لكم وللقائد آبو، لذلك قررت أن أقوم بهذه العملية لأرُدَّ لكم جمائلكم عليَّ حتى أقول للمستبدين كلمتي الأخيرة، إنكم لن تستطيعوا حجب شمسنا والاستمرار في إبادتنا، إن شعبي كما رددها رفاقي الذين سبقوني في المسيرة على هذا الدرب).

نعم إنها أسطورة في تاريخ شعبنا المعاصر، فاستشهدت “فيان” ولكن هناك الآلاف من الأمهات سمَّيْنَ أسماء بناتهن باسم “فيان”. الثورة عشق والحقيقة عشق والوطن حقيقة ومن لا يعشق الحقيقة، غير جدير بالحياة.

زر الذهاب إلى الأعلى