عفرين – على غرار داعش يواصل الاحتلال التركي محو هوية المنطقة ونشر فكر التطرف

يواصل الاحتلال التركي ومرتزقته سياسات التغيير الديمغرافي ومحو هوية عفرين منذ احتلالها وتهجير سكانها الأصليين قسراً في آذار ٢٠١٨. وفي هذا السياق أقامت السلطات التابعة للاحتلال” معرض كتاب”في مدينة عفرين بحضور 14 دور للنشر 12 اغلبها تتبع لجهات دينية إخوانية متطرفة وحضره مفتي ولاية هاتاي التركية والمنسق العام للشؤون الدينية في عفرين التابع للاستخبارات التركية.

وقالت منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا في بيان لها:

“يسعى الاحتلال التركي منذ احتلاله لمنطقة عفرين عبر منظمات ومؤسسات دينية متطرفة التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين والممولة من دولة الكويت وقطر وتركيا إلى نشر الفكر الديني المتشدد في عفرين المحتلة من خلال إقامة دورات دينية من قبل هذه المنظمات في المساجد والجوامع للاطفال القاصرين وكذلك للنساء واغرائهم بالهدايا وغيرها من الوسائل لتسهيل نشر فكرهم المتشدد ومحاربة الاديان الاخرى في عفرين مثل الايزيدية والعلوية من خلال التضييق عليهم واختطافهم واعتقالهم وتدمير مزارتهم واجبارهم على ترك دينهم وبناء جوامع في قرى ايزيدية مثل ( باصوفان ) واتهامهم بالكفر والالحاد وايضا فرض اللغة التركية في المناهج الدراسية واستبعاد اللغة الكردية منها وسرقة الاثار وترميم المواقع الاثرية المدرجة على لائحة اليونيسكو مثل ( موقع النبي هوري او سيروس ، قورش ) وغيرها من المواقع الاثرية التي تم سرقتها وتهريبها الى تركيا ، وهذه الخطوات تاتي في إطار التغيير الديمغرافي في عفرين التي تسعى إليها سلطات الاحتلال التركي لتطبيقها على أرض الواقع بكافة السبل ولمحو الهوية الثقافية التاريخية الممتدة لآلاف السنين للمنطقة على مراحل من الزمن .

وفي هذا السياق ، نشر مجلس عفرين المحلي على صفحته على الفيسبوك منشورا حول افتتاح يوم أمس الاثنين 23 تشرين الأول / أكتوبر الجاري معرض عفرين الأول للكتاب بمشاركة عدد من دور النشر والمكتبات والمؤسسات التعليمية والثقافية تحت رعاية “مديرية الأوقاف والإفتاء والشؤون الدينية في عفرين والمكتب الرياضي” في المجلس المحلي لمدينة عفربن وتنظيم مركز سبيل الرشاد للدعوة والإرشاد واتحاد الناشرين الأحرار .

حضر حفل الافتتاح نائب رئيس المجلس المحلي لمدينة عفرين “محمد شيخ رشيد” وعدد من الوزراء في ماتسمى ب “الحكومة السورية المؤقتة” وممثلين عن المجلس الإسلامي السوري والسيد مفتي ولاية هاتاي والمنسق العام للشؤون الدينية في عفرين .

الا أنه وبحسب المصادر المحلية ، شارك في المعرض 14 دورا للنشر منها 12 دار لنشر الكتب الدينية ودار نشر واحد حول قصص للأطفال وآخر متنوع ، وببن الكتب التي تم عرضها في المعرض 6 كتب باللغة الكردية حول الأمور الدينية ولا صلة لها بالثقافة والتراث الكردي ، وأن المعرض ذو طابع ديني متشدد.

وأضاف المصدر أن الهدف الأساسي من وراء افتتاح هذا المعرض في مثل هذه الأوقات، هو لنشر أفكار دينية متشددة في المنطقة ، استكمالا لمشروع التغيير الديمغرافي الممنهج الذي يسعى إليها سلطات الاحتلال التركي ، تمهيدا لتتريك منطقة عفرين وإبادة ثقافتها التاريخية” .

وبحسب مراكز رصد وتوثيق الانتهاكات والمتابعة لشؤون الإرهاب والجماعات الإرهابية أن مناطق شمال سوريا الخاضعة لسلطات الاحتلال التركي أصبحت بيئة حاضنة للإرهاب وأغلب قيادات تنظيم داعش الإرهابي والتنظيمات المشتقة منها تحتمي في تلك المناطق وتتلقى كل أشكال الرعاية والدعم من الاحتلال التركي، بالتوازي مع استمرار ومواصلة الاحتلال التركي لسياسات التتريك وتغيير هوية المنطقة خاصة عفرين وسريكانيه وتل أبيض.