الأخبارمانشيت

عفرين المحتلة… جرائم وانتهاكات ومرور عامين على الاحتلال

قصفت مدفعية الاحتلال التركي يوم 18 كانون الثاني 2018 مواقع قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة، في عفرين، وفي وقتٍ لاحقٍ من ذلك اليوم أعلن أردوغان، في خطاب متلفز في مدينة كوتاهية، أن “القوَّات المُسلَّحة التُركيَّة بدأت فعليًا في عمليتها العسكرية، لطرد قوات سوريا الديمقراطية من مدينة عفرين، وأن هذه العمليَّة العسكريَّة لن تتوقف عند عفرين وحسب، بل ستكون مدينة منبج وجهتهم الثانية”.
في بيانٍ صادر عن القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية حينها، جاء فيه “كنتيجة للعداء والاستعلاء القومي العنصري لحزب العدالة والتنمية ضد مكونات سوريا عامة والشعب الكردي خاصة فقد بدأ جيش الغزو التركي بعدوان غادر ضد قوات سوريا الديمقراطية في منطقة عفرين، لقد روجت السلطة التركي قضية مؤسسة قواتنا وبالتشاور مع التحالف الدولي وإنشاء قوات حرس الحدود كذريعة لشن هذا العدوان على شعبنا، لم تستطع تركيا ان تسجل خرقاً واحد لقواتنا اتجاه حدودها بينما بإمكاننا تقديم عشرات الخروقات لخرق القوات التركية لهذا الحدود وانتهاك حقوق الإنسان وتعذيب مواطنين لدرجة القتل بدم بارد”.
ولتضافر عدة عوامل، منها الضوء الأخضر الروسي، ورضوخ النظام السوري للموقف الروسي، وعدم التحرك الأمريكي، إلى جانب تفوق آلة الحرب التركية على نوعية الأسلحة التي يمتلكها الكرد، فكانت عفرين ضحية التوافقات الدولية،ومقايضات الأنظمة، واتفاقها على معاداة القضية الكردية، مع الإشارة إلى الموقف الخياني للائتلاف ومرتزقة ما يسمى بـ”الجيش الحر”.
أحتلت عفرين بعد 58 يوماً من بدء الهجوم العسكري التركي، البري والجوي، وبمشاركة مرتزقتها من الفصائل العسكرية المسلحة الإرهابية التابعة للائتلاف السوري، بعد ما شهدت مقاومة بطولية من قبل قوات واحدة حماية الشعب الباسلة، التي ضربت أروع الصور في التضحية والفداء دفاعاً عن عفرين. عفرين لم تكن خطراً على محيطها، وكانت قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب، في حالة دفاع عن الذات على الدوام، وقد تلقت ما يقارب/50/ هجوماً عدائياً ما بين أعوام 2012-2017 من جهة فصائل جهادية إرهابية “تنظيم داعش والنصرة”، وبعض فصائل ما تسمى اليوم بـ”الجيش الوطني السوري” من جهة وجيش الاحتلال التركي من جهة أخرى.

مرحلة الاحتلال!

بدأت عملية الاحتلال العسكرية بغارات جوية مؤلفة من 72 طائرة حربية، قصفت أكثر من 100 موقع في الساعة الرابعة بعد الظهر بتاريخ 20 كانون الثاني 2018، تسبب ذلك بأضرار مادية، ووقوع ضحايا من قتلى وشهداء وجرحى.

مابعد الاحتلال!

كارثة إنسانية أوقعها الاحتلال التركي على البشر، والشجر، والحجر، في منطقة عفرين، حيث كشفت إحصائية لمنظمة حقوق الإنسان في مقاطعة عفرين، خلال عامين، تجمع مئات المهاجرين العفرينين في مخيمات الشهباء والتي اقيمت في ظروف قاسية وعلى عجل.
ومارس جيش الاحتلال التركي ومرتزقته جرائم حرب ضد الإنسانية، إبادة جماعية عبر سياسات ممنهجة في القمع، والاضطهاد، والقتل، والخطف، والتغيير الديمغرافي، ارتقت إلى مستوى التطهير العرقي بحق السكان الأصليين وخاصة الكرد.

التهجير

تم تهجير أكثر من 300 ألف مواطن من السكان الأصليين ولا يزال التهجير مستمراً بحقهم حتى الآن، فضلًا على إنها أوت على مدار سبع ما يقارب 300 ألف نازح من كافة المناطق السورية.

القتل

تم قتل أكثر من 543 مدني، 489 قتل نتيجة قصف الاحتلال التركي، والفصائل السورية المسلحة التابعة لها، 54 ماتوا تحت التعذيب، 50 طفل و 50 امرأة، 3 حالات انتحار بين النساء نتيجة الإكراه والظروف النفسية السيئة التي تعرضن لها.

الجرحى
أكثر من 670 جريح، 300 طفل جريح، و210 إمراة.

اغتصاب وخطف!

اغتصاب 60 امرأة، وخطف أكثر من 6000 مدني من كلا الجنسين ولا زال أكثر من 3300 مختطف مصيرهم مجهولاً حتى الآن.
توثيق أكثرمن 102 حالة من قصف مدفعي، وغيرها من الأسلحة الثقيلة على أماكن وجود المدنيين في قرى الشهباء وشيراوا، خلال عام 2019.
نتيجة حتمية للقصف المتكرر، تم هدم مئات المنازل فوق رؤوس قاطنيها، في تاريخ 2 /12/ 2019 استهدفت مدينة تل رفعت المأهولة، بالمدنيين من نازحي عفرين بقذائف مدفعية، ما أدى إلى ارتكاب مجزرة جماعية مروعة، راح ضحيتها 10 شهداء 8 منهم أطفال، وأكثر من 12 جريح اغلبها بتر الأطراف.
بينما بلغت حوادث انفجارالألغام والمفخخات 198حالة.

الأشجار

تم قطع أكثر من 180 ألف من أشجار زيتون والأشجار الحراجية. قطع أكثر من 300 شجرة معمرة ونادرة وذلك للإتجار بحطبها.
قطع 15 ألف شجرة سنديان، كما حرق أكثر من 11 ألف هكتار من أصل 33 ألف هكتار من المساحة المخصصة للزراعة في عفرين، بالإضافة لحرق أكثر من 10 آلاف شجرة زيتون وأشجار حراجية.
في منطقة شيراوا وحدها تم حرق مساحة 2180 دونم كانت مزروعة بالمحاصيل الزراعية.
بالأضافة إلى الإستيلاء على 140 معصرة زيتون من أصل 300 معصرة فيما تدارباقي المعاصر من قبل قادة الفصائل المسلحة وأصحابها للمحافظة عليها.
كما تم نهب أكثرمن 70 ألف طن من زيت الزيتون وبيعه في الأسواق العالمية منها إسبانيا ألمانيا، كمنتج تركي لموسم عام 2018.

المدارس والتعليم!

تدمير64 مدرسة ما بين تدمير جزئي وكليّ، وحرمان أكثر من 50 ألف طالب وطالبة من التعليم، وتحويل بعضها إلى مقرات عسكرية وسجون ومراكز للتحقيق.
تدميرأكثرمن 10 مزارات دينية، بالإضافة إلى تجريف ونبش مقابر الشهداء والمدنيين.
بالإضافة إلى جرف وتخريب ونهب 17 موقع آثري في عفرين، والتي تم توثيقها ك موقع، نبي هوري سيروس – موقع براد، مارمارون – تل عين دارة وغيرها.

سياسات التتريك!

بناء جدار إسمنتي “جدار التقسيم” في قرى مريمين وجلبل مروراً بكيمار تمهيداً لفصل عفرين عن الخارطة السورية وضمها للدولة التركية وفتح معبر تجاري عبر بلدة جنديرس وقرية حمام لربط عفرين السورية بولاية هاتاي التركية لاستكمال مخططها الاستعماري القديم.
فرض اللغة التركية والمناهج التعليمية التركية إلى جانب اللغة العربية، وتغيير أسماء المدارس والساحات العامة وبعض القرى، وتحطيم تمثال كاوا الحداد الذي يرمز لتاريخ الكرد وحضارتهم.
فرض ارتداء الحجاب على النساء، ورفع صور أردوغان والأعلام التركية على الدوائر الرسمية.
افتتاح معاهد ومراكز دينية في الجوامع، لتعليم الفكر الديني المتشدد، بهدف تغيير هوية المنطقة الثقافية.

آثار عفرين

تم تدمير الكثير من المواقع الأثرية والتي تعد من التراث العالمي والمسجلة لدى اليونيسيف منها مواقع عين دارة وبراد والنبي هوري وغيرها العشرات من المواقع الأثرية.
كم تم نهب وسلب مئات القطع الأثرية بعد عمليات الحفر والبحث عن الأثار التي نفذتها قوات الاحتلال التركي ومرتزقته الجهاديين ليتم نقلها أمام شاشات العالم الى تركيا في عملية سرقة وتدمير موصوفة لحضارة المنطقة وثقافتها.
مر عامين على الاحتلال وما تزال الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، وعمليات التغيير الديمغرافي ماضية دونما توقف، متجلية في كل مشاريعهم التي تستهدف سكان عفرين الأصليين، ولم توفر سلطات الاحتلال التركي ومرتزقة الائتلاف والفصائل الإرهابية أي جهد لتهجير سكانها وسلب ممتلكاتهم وأراضيهم، والاعتداء عليهم.

زر الذهاب إلى الأعلى