مقالات

طبول الحرب ومطرقة قسد الحديدية

آمنة خضرو

الهدوء الحذر الذي عاشته مناطق شمال وشرق سوريا في الآونة الأخيرة ما كان إلا هدوء ما قبل العاصفة التي شهدنا زوبعتها من قبل الأيدي السوداء التي أرادت الإطاحة بمكتسبات “قسد” التي أنجزتها وخاضت أعتى المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في مناطق شمال وشرق سوريا بشكل عام ومناطق دير الزور بشكل خاص،

حيث اكتظت بؤر الفتنة التي أرادت زعزعة الأمن والأمان الذي تنعم به تلك المناطق التي تدير نفسها من قبل أهالي المنطقة وعلى وجه الخصوص العشائر الموجودة ومجلس دير الزور العسكري الذي كان يترأسه “أبو خولة” الذي استغلّ كل الوسائل من أجل تنفيذ مآربه التي توافقت مع أجندات خارجية ضارباً بعرض الحائط مصالح الشعب وأمن وأمان المنطقة، حيث تم العبث بالمهام والواجبات التي وُكّل بها من أجل خدمة الشعب والحفاظ على جغرافية المنطقة وحمايتها والدفاع عن مكتسباتها.

بعد تشكل الإدارات المحلية والعسكرية ضمن مشروع “الأمة الديمقراطية”، وترسيخ مفهوم “أخوة الشعوب” الذي لا يناسب الأنظمة التي لها أهداف ومآرب في عرقلة المشروع والوقوف ضد آمال وطموحات الشعوب في إدارة أنفسهم وتحقيق الديمقراطية والعدالة وترسيخ أسس النهضة العصرانية بكل مفاهيمها الأيديولوجية ضمن فلسفة الحياة الحرة.

نجاح مشروع “الأمة الديمقراطية” في أغلب المناطق استشعر به النظام السوري من حيث السلام والأمان والاستقرار الموجود، وتم اتفاق غير مشرِّف بسراديب الظلام من قبل السلطات التركية وإيران والنظام السوري لضرب استقرار المنطقة من خلال استغلال نفوذ أصحاب النفوس الضعيفة الذين تلطخت أيديهم بالدماء، حيث سعى “أبو خولة” ومرتزقته لجرّ المنطقة إلى ساحة من الصراع الدائم وزعزعة الاستقرار والأمان.

مثلما رأينا كيف أحبطت “قسد” المؤامرة، والمواقف التاريخية من قبل الأهالي الذين تبرؤوا من “الخبيل” ومجموعته لأنّ عذرهم كان أقبح من ذنبهم. حيث أرادو تحويل المنطقة إلى مستنقع كالمناطق المحتلة مثل “عفرين” و”سري كانيه” و”كري سبي” وجزء من مناطق الشهباء المحتلة لنهب خيرات وثروات الشعب وسلب الإرادة الشعبية والاتجار بالمخدرات وإجراء التغيير الديمغرافي للمنطقة، وعلى هذا الأساس تم إشعال فتيل الفتنة التي أرادوا أن تكون حرب لها بداية وليس لها نهاية.

ولكن التدخّل السريع من قبل الشرفاء من وجهاء العشائر الحكماء وإعلانهم الوقوف مع قوات سوريا الديمقراطية ووقوفهم بوجه الفتنة التي لجمت التمرد، بالتوجيهات الحكيمة بعدم الانجرار لمخالب الشرّ التي تريد إبادة المنطقة بمن فيها وحقن الكثير من الدماء، لذلك كان الانتصار الساحق لقسد الذي هو نتيجة لتضحيات ونضال شعوب المنطقة في مواجهة الفتنة، وهي النتيجة التي برزت وحدّدت مسار المعركة في إحباط مطامع العدوان في اختراق المناطق الآمنة.

تدَخُّل قوات سوريا الديمقراطية وتمكُّنَها من ردع كل المتمردين وقطع الطريق أمام المؤامرة عزّزت ثقة الشعوب بقوتها العسكرية، هذه الشعوب التي عوّلت على انتصار قسد التي تمثل إرادة الشعوب، تمّ لجم قوى الأجندات المفسدة بتسجيل تاريخٍ جديد عبر تكاتف الجهود من كافة المكونات في شمال وشرق سوريا، وأُخمِدت نار الفتنة، وحجمت كل الأيدي التي أرادت إشعال نار الفوضى.

وقد سجّل التاريخ أعظم ملحمة قادتها قسد لأنها من رحم إرادة الشعوب، لذلك انتصرت “أخوة الشعوب” بإيمانها بقوة وإرادة أبنائها الشجعان الذين تصدوا لكل الهجمات بفكر وفلسفة القائد “آبوAPO” التي ترسّخت في كل المناطق والتي أصبحت المثال الذي يشهد له التاريخ على التآخي بكل مفاهيمه القيمة.

قوات سوريا الديمقراطية ستبقى شوكة في حلق كل المعتدين والسّد المنيع الذي يصعب اختراقه، وستبقى الملاذ الآمن لكل الشعوب السورية التي تهدف إلى التحرّر والانعتاق.

زر الذهاب إلى الأعلى