الأخبارمانشيت

صلاح الدين دميرتاش.. عراب الكرد

يتمتع صلاح الدين دميرتاش، العراب الشاب بشعبية واسعة بين المواطنين في تركيا وعلى مختلف انتماءاتهم لامتلاكه الصفات القيادية المثالية إلى جانب نجاحه في تخطي حواجز التناقضات بين المجتمع التركي المتنوع وبذلك نال إعجاب الجميع  حتى العلمانيين الأتراك بعدما لحقت بهم خيبات أمل متعددة نتيجة سياسات الحكومة الإسلامية والهزائم المتتالية المريرة التي منيت بها المعارضة في الانتخابات.

فمن هو صلاح الدين دميرتاش؟؟؟

هو سياسي وحقوقي كردي انتخب في البرلمان التركي لثلاث مرات متتالية. وكان رئيساً مشتركاً لحزب السلام والديمقراطية، ثم أصبح رئيساً مشتركاً لحزب الشعوب الديمقراطي.

حقق انجازات كبيرة في انتخابات 2015 بكسب حزبه نحو 78 مقعداً في البرلمان.

ولد صلاح الدين دميرتاش يوم 10 نيسان 1973 في مقاطعة بالو، وهو الثاني من أسرة تضم سبعة أولاد، انتقلت للعيش في مدينة آمد.

تخرج من كلية الحقوق بجامعة أنقرة، وترأس فرع جمعية حقوق الإنسان في آمد (دياربكر)، كما شغل عضوية فرع منظمة العفو الدولية بتركيا.

اشتهر بدعوته المستمرة إلى “التنوع الثقافي” وصولاً إلى ممارسة اللغة والثقافة الكردية في المجالات المهنية والاقتصادية، كما حث الفنانين الكرد على الغناء باللغة الكردية، وطالب المعلمين والأطباء باستخدام الكردية في مجالات عملهم، ودعا الطلبة إلى شن حملات لإجبار الحكومة على خلق مناهج للتدريس باللغة الكردية.

في إحدى مقابلاته يتحدث دميرتاش أن حادثة اغتيال رئيس حزب العمل الشعبي الكردي وداد آيدن في جريمة سجلت ضد مجهول عام 1991، كانت الشرارة التي أشعلت رغبته في الانخراط بالحركة السياسية الكردية.

عمل ديمرتاش محامياً في قضايا حقوق الإنسان قبل أن ينتقل إلى العمل السياسي في 2007.

انتخب نائباً مستقلاً عن آمد في انتخابات 2007، وانضم إلى فريق الحزب الديمقراطي الاجتماعي.

لاحقاً انضم ديمرتاش إلى حزب السلام والديمقراطية الذي حل محل الحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي حظر عام 2009 بقرار من المحكمة الدستورية التركية.

وخلال المؤتمر الأول للحزب في شباط 2010 تم اختيار  دميرتاش وكولتان كيشناك رئيسان مشتركان للحزب.

وفي سنة 2010 صدر حكم قضائي في حقه بالسجن عشرة أشهر بسبب خطاب ألقاه عام 2006، دعا فيه إلى “تثمين دور القائد الكردي عبد الله أوجلان في حل المسألة الكردية”. ما لبث أن خُفِفَ الحكم ليتحول إلى إطلاق سراح تحت المراقبة لمدة خمس سنوات.

أعيد انتخابه عام 2011 في البرلمان بعدما ترشح ضمن لائحة مشتركة بين حزبه و18 هيئة سياسية، وقد مهد هذا التحالف لإنشاء حزب الشعوب الديمقراطي برئاسة مشتركة بين دميرتاش والسياسية فيغان يوكسيك داغ عام 2014، وهي السنة نفسها التي ترشح فيها لانتخابات الرئاسة في مواجهة كل من رجب طيب أردوغان وإكمال الدين إحسان أوغلو، لكنه نال المرتبة الثالثة فيها.

برز حزب الشعوب الديمقراطي في انتخابات حزيران 2015 كقوة لا يستهان بها، بعد تجاوزه عتبة الـ10% التي يسمح بموجبها للأحزاب بدخول البرلمان. وحظي بنحو 80 مقعداً في البرلمان بعد فوزه بـ13% من مجموع الأصوات.

من أبرز ما تناوله دميرتاش في خطاباته: “لا نصنف حزب الشعوب الديمقراطي كحزب سياسي كردي فقط، فهو يضم كل الألوان المتنوعة في تركيا، ما نطلق عليه واقع تركيا بما فيها من أتراك وكرد وقوميين يساريين وديمقراطيين وإسلاميين مؤيدين لليبرالية وعلويين وحركات تدافع عن حقوق المرأة وعن حقوق الشباب، لأول مرة قامت حركة تتبنى مفاهيم مناصرة للوحدة وللتعايش بطريقة حرة بتأسيس حزبها، وهذا الحزب هو حزب الشعوب الديمقراطي”.

نشأ صلاح الدين دميرتاش في أحياء آمد الضيقة. وفي بيئة فقيرة لدرجة أن حبات الدحلة الصغيرة “غار” لم تكن في متناول يده فكان يلعب بقشور الجوز بدلاً من الدحلة مع رفاقه الصغار. هذا هو صلاح الدين دميرتاش الذي يبدأ اليوم اللعب مع الساسة الكبار, وتبقى كلمة الفصل في يد الشعب للاختيار.

زر الذهاب إلى الأعلى